الأحد 08 يونيو 2025 الموافق 12 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

البطل الصامت.. كيف أنقذ خالد محطة وقود ودفع حياته ثمنا لمدينة العاشر

القارئ نيوز

بعدما انفجر خزان وقود داخل شاحنة كانت متوقفة للتزود بالبنزين داخل محطة وقود، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم هدد أرواح المواطنين والمنطقة السكنية المجاورة، بدأت مدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، في مشاهدة واقعة درامية مأساوية تحوّلت إلى قصة بطولة وإنسانية.

الواقعة بدأت حينما وقع انفجار مفاجئ في تانك سيارة محملة بالبنزين، نتيجة ارتفاع شديد في درجة حرارته.

 ومع اشتعال النيران، تصاعدت سحب الدخان والنيران وبدأت تتسع داخل المحطة، وسط حالة من الذعر بين العاملين والمواطنين الموجودين في الموقع.

في تلك اللحظات، ومع اقتراب ألسنة اللهب من خزانات الوقود الرئيسية داخل المحطة، كان الجميع يركض للنجاة، بينما كانت الكارثة على بعد ثوان فقط من التحقق.

خالد محمد شوقي.. السائق الذي تحدّى النار

في مشهد بطولي نادر، خرج السائق خالد محمد شوقي عن المألوف، وتحرك بدافع إنساني لا يوصف.

 لم يفكر في الحريق أو خطورته أو حتى مصيره، بل انطلق بسرعة إلى الشاحنة المشتعلة التي كان يقودها، وقادها بنفسه وهو داخلها والنيران تشتعل فيها.

خالد قاد الشاحنة خارج المحطة، متحديا ألسنة اللهب والدخان الكثيف، وتمكن من إخراجها إلى الشارع العام، بعيدا عن خزانات الوقود، مانعا كارثة كانت ستؤدي لانفجار ضخم يهدد أرواح المئات من المواطنين والمقيمين بالمنطقة السكنية القريبة.

السيطرة على الحريق بعد الاستجابة الفورية

عقب البلاغ الذي تلقته مديرية أمن الشرقية، تحركت فرق الإطفاء على وجه السرعة، حيث تم الدفع بـ 4 سيارات إطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق خلال وقت قياسي، قبل أن يمتد أكثر داخل المحطة أو إلى الممتلكات المجاورة.

ووفقا للتقارير الأمنية، فإن الحادث أسفر عن إصابة 4 أشخاص، من بينهم السائق خالد محمد شوقي الذي أصيب بحروق خطيرة نقل على إثرها في البداية إلى مستشفى محلي، ثم تم تحويله لاحقا إلى مستشفى «أهل مصر للحروق» في حالة حرجة.

بطولته تذهل الجميع.. ومواقع التواصل تمتلئ بالإشادة

تداول عدد كبير من المواطنين مقاطع فيديو توثق لحظات الشجاعة التي أظهرها خالد، وهو يقود الشاحنة المشتعلة بكل جرأة وثبات، وسط صيحات الاستغاثة والدهشة. 

انتشرت المقاطع بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الآلاف عن إعجابهم وتقديرهم لما فعله هذا الرجل الذي غامر بحياته لينقذ أرواح الآخرين.

النهاية المؤلمة.. وفاة البطل بعد أيام من النضال

رغم الجهود الطبية المكثفة التي قدمت له، أعلنت مصادر طبية وفاة خالد محمد شوقي صباح اليوم، متأثرا بالحروق البالغة التي لحقت به أثناء قيامه بعملية الإنقاذ.

توفي السائق البطل عن عمر لم يحدد بدقة، لكنه رحل وهو محاط بدعوات الملايين ممن اعتبروه رمزا للتضحية والرجولة في زمن أصبحت فيه مثل هذه البطولات نادرة.

موقف رسمي وتحرير محضر بالواقعة

من جانبها، أكدت مديرية أمن الشرقية أنه تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات ومعرفة الأسباب الفنية والتفصيلية وراء انفجار التانك. 

كما يجري حاليا استكمال فحص المحطة ومعدات الأمان بها.

خالد.. اسم سيبقى في الذاكرة

قصة خالد محمد شوقي ليست مجرد قصة حادث عابر، بل نموذج نادر لبطل حقيقي اختار مواجهة الموت من أجل حياة الآخرين، شجاعته، رغم الألم، ستبقى مصدر إلهام لكل من يعرف معنى التضحية والإيثار.

قد يكون خالد قد غادر الحياة، لكن فعله سيبقى خالدًا في الذاكرة الوطنية والضمير الشعبي، كأحد أولئك القلائل الذين قالوا «أنا لها» وسط الفوضى والخوف.

بالرغم من رحيله الجسدي، ستظل روح خالد محمد شوقي حاضرة في وجدان المصريين، رمزا للشجاعة والإقدام، بطولته ستُروى للأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز. 

تم نسخ الرابط