آلام المفاصل.. أبرز الأسباب الصحية ومتى يجب استشارة الطبيب

المفاصل من أهم أجزاء الجسم التى تمنح الإنسان القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية بسهولة، ولكن عند الشعور بأى ألم فى المفاصل يصبح الأمر مزعجًا ومقلقًا ويطرح تساؤلات حول السبب الحقيقى لهذا الألم ومتى يكون مؤشرًا على «مشكلة صحية خطيرة»، حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن آلام المفاصل قد تكون ناتجة عن أسباب بسيطة أو مرتبطة بأمراض مزمنة تتطلب التدخل الطبى الفورى لتفادى حدوث مضاعفات تؤثر على جودة الحياة.
أنواع آلام المفاصل
تنقسم آلام المفاصل إلى نوعين رئيسيين هما «الآلام الحادة» و«الآلام المزمنة»، حيث تظهر الآلام الحادة فجأة وتكون ناتجة غالبًا عن إصابة مباشرة أو إجهاد زائد أو التواء فى المفصل، أما الآلام المزمنة فهى التى تستمر لفترات طويلة وغالبًا ما تكون ناتجة عن «أمراض التهابية أو تنكسية» تؤثر على المفصل مثل الروماتويد أو خشونة المفاصل أو الذئبة الحمراء.
أسباب شائعة لألم المفاصل
من أبرز الأسباب التى تؤدى إلى الشعور بألم فى المفاصل هى الإصابة بـ«التهاب المفاصل»، سواء كان التهاب المفاصل الروماتويدى أو الفيروسى أو الناتج عن العدوى البكتيرية، حيث يتسبب هذا الالتهاب فى تآكل الغضاريف وتورم الأنسجة المحيطة بالمفصل، مما يسبب ألمًا مستمرًا وصعوبة فى الحركة.
كذلك تعتبر «خشونة المفاصل» أو ما يعرف بالفصال العظمى من أبرز الأسباب الشائعة، والتى تنتج عن التقدم فى السن أو الإفراط فى استخدام المفصل أو ضعف العضلات المحيطة به، وتظهر أعراض الخشونة فى شكل تيبس صباحى وألم عند المشى أو صعود الدرج.
أيضًا من الأسباب الأخرى لألم المفاصل هو «النقرس»، وهو نوع من أنواع التهابات المفاصل يحدث نتيجة تراكم حمض اليوريك فى الدم، مما يؤدى إلى تكون بلورات تترسب فى المفاصل مسببة ألمًا شديدًا ومفاجئًا، وغالبًا ما يؤثر على مفصل إصبع القدم الكبير.
متى يكون ألم المفاصل خطيرًا؟
الشعور بألم فى المفاصل ليس دائمًا مؤشرًا على مشكلة صحية كبيرة، ولكن هناك علامات معينة تشير إلى أن الألم يتطلب التدخل الطبى الفورى، مثل استمرار الألم لأكثر من أسبوعين بدون تحسن، أو وجود تورم ملحوظ فى المفصل أو احمراره وسخونته، أو حدوث تيبس شديد فى الصباح يستمر لفترة طويلة، أو إذا كان الألم يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة أو فقدان فى الوزن بشكل غير مبرر.
وفى حال تكرار نوبات الألم بشكل متقارب أو إذا كان الألم يؤثر على قدرة الشخص على أداء المهام اليومية المعتادة فإن زيارة الطبيب تصبح ضرورة وليس خيارًا.
طرق التشخيص والفحوصات
يلجأ الطبيب فى الغالب إلى إجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب الحقيقى لألم المفاصل، ومنها الفحص الإكلينيكى لتقييم مدى الحركة والالتهاب، بالإضافة إلى طلب تحاليل الدم للكشف عن «مؤشرات الالتهاب أو العدوى» أو أمراض المناعة الذاتية، كما قد يتم اللجوء إلى الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسى لتقييم وضع المفصل والغضاريف بدقة.
بعض الحالات تتطلب سحب عينة من السائل الزلالى الموجود داخل المفصل وتحليلها لمعرفة ما إذا كان هناك التهاب أو عدوى بكتيرية.
كيفية الوقاية من آلام المفاصل
للوقاية من آلام المفاصل يجب اتباع مجموعة من الإرشادات التى تساهم فى الحفاظ على صحة المفصل وتقليل فرص الإصابة، ومن أهمها الحفاظ على وزن مثالى لأن الوزن الزائد يزيد الضغط على المفاصل وخصوصًا مفاصل الركبة والفخذين، كما يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية العضلات الداعمة للمفاصل وتحسين الدورة الدموية.
كذلك يجب تجنب الحركات الخاطئة أو الأحمال الزائدة عند حمل الأشياء، والحرص على التغذية السليمة الغنية بعناصر مهمة مثل الكالسيوم وفيتامين د وأحماض الأوميجا 3 التى تساهم فى تقوية المفاصل ومقاومة الالتهاب.
العلاجات المتاحة لألم المفاصل
تختلف طرق علاج ألم المفاصل باختلاف السبب، فإذا كان السبب ناتجًا عن التهاب فيتم وصف «مضادات الالتهاب أو الكورتيزون» حسب شدة الحالة، أما فى حالات الخشونة فقد يتم اللجوء إلى العلاج الطبيعى أو استخدام بعض المكملات الغذائية أو حقن الزيوت داخل المفصل.
أما فى الحالات المتقدمة التى لا تستجيب للعلاج الدوائى قد يكون التدخل الجراحى هو الحل الأمثل مثل استبدال المفصل أو تنظير المفصل لإزالة الأنسجة التالفة.
من المهم أن يتم علاج ألم المفاصل تحت إشراف طبى وعدم الاعتماد على العلاجات المنزلية أو المسكنات لفترات طويلة لأنها قد تخفى الأعراض دون علاج السبب الحقيقى.
أهمية التوعية بألم المفاصل
نشر الوعى بأسباب وآليات علاج ألم المفاصل يعد خطوة ضرورية لتقليل انتشار المضاعفات التى تؤثر على الحركة ونمط الحياة، فكلما كان التشخيص مبكرًا كلما زادت فرص الشفاء وتحسن الحالة، خاصة إذا كان السبب مرضًا مناعيًا أو التهابيًا.
فى النهاية تبقى «آلام المفاصل» من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين مختلف الفئات العمرية، وتجاهلها قد يؤدى إلى تفاقم الوضع وتحول الألم العابر إلى حالة مزمنة تؤثر على جودة الحياة اليومية.