الإثنين 14 يوليو 2025 الموافق 19 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«18 سنة ضيعتهم في لحظة».. زوج يلاحق زوجته بعد استيلائها على شركته

محكمة الأسرة
محكمة الأسرة

في إحدى قاعات محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، وقف زوج في الخمسين من عمره، بملامح تكسوها الحسرة والانكسار، يروي تفاصيل مأساة أسرية امتدت آثارها إلى شركته، وعلاقته بأبنائه، بل ومستقبله المهني كله. 

إنها قصة زوج عاش مع زوجته 18 عامًا تحت سقف واحد، ليفاجأ في النهاية بأنها «عدوة نائمة»، على حد وصفه.

يبدأ الزوج روايته أمام المحكمة قائلًا: «عشت مع زوجتي ما يقرب من عقدين، كنت خلالها نعم الزوج والأب، ألبي كل احتياجاتها وطلبات أبنائي، لم أقصّر يومًا في أي جانب من جوانب الحياة، قدمت كل ما أملك لبناء بيت مستقر، وأسست شركة صغيرة كبرت بمرور السنوات حتى أصبحت مصدر رزق كريم لنا جميعًا».

ويتابع الرجل: «لم أتخيل يومًا أن أقرب الناس إلي تخطط للاستيلاء على كل شيء، وتدفع أبنائي ضدي. بدأت القصة حين مرضت مرضًا ألزمني الفراش لأسابيع، وفي هذه الفترة، استطاعت زوجتي، بالتعاون مع شقيقها، الاستيلاء على مفاتيح الشركة وحساباتها، وتمكنا من الاستحواذ على العقود والمستندات بحيلة قانونية خبيثة».

الزوجة تطلب الطلاق وتطالب بملايين الجنيهات

صدمة الزوج لم تتوقف عند ضياع شركته، بل تلتها صدمة أخرى حين رفعت زوجته دعوى طلاق للضرر، تطالبه فيها بنفقات تتخطى 2.9 مليون جنيه، ما بين نفقة متعة، وعدة، ومؤخر صداق، ونفقة أولاد، بالإضافة إلى دعاوى تبديد منقولات زوجية وحبس.

«كنت أظن أن الأمر سينتهي بانفصال وديّ، أو على الأقل بالحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية بيننا.. لكنها هجرتني، وحرّضت الأولاد ضدي، وبدأت معركة لم أتوقع أن أخوضها يوما»، هكذا عبّر الزوج عن خيبة أمله.

ويستطرد:
«بسبب الخطة التي حبكتها، أصبح أولادي الذين ربيتهم بأيدي، يرفضون حتى الاتصال بي. كان ابني الأكبر يرفض النوم إلا وأنا بجانبه.. الآن لا يرد حتى على مكالمتي».

«خطة ممنهجة».. من الشراكة إلى الإفلاس

المأساة لا تقف عند خلاف أسري فقط، بل امتدت إلى الحياة العملية. يقول الزوج إن زوجته، التي كانت في البداية شريكة بسيطة في بعض أعمال الشركة، استغلت توقيعات قديمة، وأوراق توكيل، واستعانت بشقيقها في سحب مبالغ كبيرة من حسابات الشركة، وتحويل جزء من الأصول باسمها.

يضيف: «قدمت كل المستندات للمحكمة، شهادات موظفين، أوراق التوكيلات، حسابات البنك، لإثبات الغش والتدليس الذي ارتكبته ضدي.. كل ما أريده الآن هو استرداد حقي القانوني فقط».

رأي قانوني.. هل الزوجة مُخطئة أم استغلت ثغرة قانونية؟

من جانبه، يقول المستشار القانوني ياسر عبد الرحيم، المحامي بالنقض:
«في مثل هذه القضايا، نحتاج إلى فرز دقيق للمستندات، والتحقيق في مدى صحة التصرفات المالية التي تمت خلال فترة مرض الزوج، إذا ثبت أن هناك تزويرًا في الأوراق أو إساءة استغلال للتوكيلات، فإن الزوج له الحق الكامل في المطالبة بإلغاء التصرفات واسترداد حقه».

ويتابع: «أما فيما يخص دعاوى النشوز، فهي مشروطة بإثبات خروج الزوجة عن طاعة زوجها دون مبرر شرعي أو قانوني، وعادةً ما تتصدى المحكمة لهذه القضايا من خلال تقارير التحريات وسماع الشهود».

نصوص قانونية مهمة في الدعوى

ينص قانون الأحوال الشخصية على أن «الضرر الذي يجيز التطليق لا يشترط فيه التكرار، بل يكفي وقوعه مرة واحدة إذا كان جسيما»، وهو ما استندت إليه الزوجة في دعوى الطلاق للضرر، بينما يرى الزوج أنه هو من تعرّض للضرر النفسي والاقتصادي والاجتماعي.

ختام.. ضحية أم متهم؟

بين الاتهامات المتبادلة والدموع والانهيار النفسي، تظل الحقيقة الكاملة رهن ما ستسفر عنه جلسات التحقيق في محكمة الأسرة. 

لكن المؤكد أن هذه القصة تكشف عن خلل عميق في العلاقات الأسرية حين تختلط المشاعر بالمال والمصالح، فينهار البيت وتتحول المودة إلى كيد، والشراكة إلى معركة قانونية.

الزوج الذي غادر قاعة المحكمة وحيدًا، قال جملته الأخيرة لنا: «لو الزمن رجع بيا.. كنت فضّلت أعيش فقيرًا، بس في بيت فيه احترام، بدل ما أعيش نهاية كهذه، زوجتي دمرتني، أولادي تخلّوا عني، وشركتي ضاعت.. وما تبقاش غير المحكمة».

تم نسخ الرابط