الأربعاء 16 يوليو 2025 الموافق 21 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ذكرى ميلاده.. «روال أموندسن» أيقونة الاستكشاف القطبي الذي اختفى في مهمة إنقاذ

البحار روال أموندسن
البحار روال أموندسن

تحل اليوم، 16 يوليو، ذكرى ميلاد البحار والمستكشف النرويجي الشهير روال أموندسن، أحد أعظم رموز عصر البطولات في استكشاف القطبين، والذي لا تزال قصة اختفائه في يونيو 1928 تثير الغموض والدهشة حتى اليوم.

ولد أموندسن في مثل هذا اليوم عام 1872، وأمضى حياته متنقلًا بين الجليد والمغامرات، حتى جاء يوم 18 يونيو 1928، حينما أقلع في مهمة إنقاذ بطولية بحثًا عن طاقم منطاد إيطالي مفقود في القطب الشمالي، لكنه لم يعد أبدًا.

مهمة بطولية.. ونهاية غامضة

في صيف عام 1928، وبعد تحطم المنطاد الإيطالي «إيطاليا» خلال عودته من القطب الشمالي، انطلقت عمليات بحث دولية واسعة. 

وكان أموندسن، رغم بلوغه 56 عامًا حينها، من أوائل من تطوعوا للمشاركة في عمليات الإنقاذ.

أقلع مع فريق إنقاذ صغير على متن طائرة فرنسية من طراز «لاتيكوير 28»، ضمت الطيار النرويجي ليف ديتريشون، والفرنسي رينيه جيلبو، وثلاثة فرنسيين آخرين. وبينما كانت الطائرة تحلّق وسط الضباب الكثيف فوق بحر بارنتس، انقطعت أخبارها واختفى الطاقم بالكامل.

لاحقًا، عثر فقط على أجزاء من جناح الطائرة وخزان وقود بالقرب من سواحل مدينة ترومسو شمال النرويج، ما يرجح أنها تحطمت في البحر وأن طاقمها لقي مصرعه إما فورًا أو بعد وقت قصير من السقوط.

ورغم محاولات البحث المضنية، قررت الحكومة النرويجية إيقاف البحث في سبتمبر 1928، ولم يُعثر على جثث أموندسن أو رفاقه حتى اليوم، ليبقى اختفاؤهم واحدًا من ألغاز التاريخ القطبي.

أول من بلغ القطب الجنوبي

قبل اختفائه الغامض، سجل روال أموندسن اسمه في كتب التاريخ كأول من وصل إلى القطب الجنوبي. 

ففي بعثة استمرت من 1910 حتى 1912، قاد أموندسن فريقا نرويجيا نجح في بلوغ القطب الجنوبي في 14 ديسمبر 1911، متفوقًا على البريطاني الشهير روبرت سكوت، الذي وصل بعده بأسابيع لكنه فقد حياته مع فريقه أثناء العودة.

رحلة أموندسن إلى الجنوب تميزت بالتخطيط الدقيق والاعتماد على الزلاجات التي تجرها الكلاب، وهو ما مكن فريقه من النجاة والعودة سالمين، خلافًا لرحلة سكوت التي اعتمدت على وسائل أقل كفاءة في الأجواء القاسية.

أول عبور للممر الشمالي الغربي

لم تكن رحلات أموندسن محصورة في القارة القطبية الجنوبية فقط، بل كانت له مغامرات مبكرة في القطب الشمالي. 

ففي عام 1903، أبحر على متن سفينة صغيرة تدعى «جوا» مع طاقم محدود، وتمكن من عبور الممر الشمالي الغربي الشهير، في رحلة استغرقت أكثر من ثلاث سنوات، كانت حافلة بالمخاطر وتعلم فيها من تقنيات الإسكيمو للبقاء في ظروف البرد القارس.

القطب الشمالي من السماء

في عام 1926، دخل أموندسن التاريخ مجددًا عندما قاد أول بعثة جوية مؤكدة إلى القطب الشمالي، مستخدمًا منطادًا يدعى «نورج» برفقة المهندس الإيطالي أومبيرتو نوبيله. 

أقلعت الرحلة من جزيرة سفالبارد النرويجية مرورًا بالقطب الشمالي، وهبطت في ألاسكا، لتكون بذلك أول رحلة جوية تحلق فوق القطب وتصل إلى اليابسة في الجانب الآخر.

تكريم وتأريخ رغم الغياب

رغم أن النهاية جاءت غامضة ومأساوية، إلا أن روال أموندسن نُظر إليه كبطل قومي في النرويج، ورمز عالمي للمغامرة والتضحية.

 أطلقت اسمه على العديد من الأماكن، أبرزها قاعدة «أموندسن-سكوت» في القارة القطبية الجنوبية، ومضيق، وسفن، ومتاحف، ومراكز بحثية حول العالم.

ولعل أبرز ما خلد ذكراه هو التزامه بالقيم العلمية والإنسانية، فلم تكن مغامراته للفت الأنظار، بل لفهم الكوكب وخدمة الإنسانية، وهو ما جعله واحدًا من أعظم المستكشفين في تاريخ البشرية.

في ذكرى ميلاده، يبقى روال أموندسن مثالًا للمغامر النبيل، الذي ضحى بحياته بحثًا عن الآخرين، وغاب في الجليد دون أن يغيب عن صفحات المجد.

تم نسخ الرابط