الأحد 20 يوليو 2025 الموافق 25 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«ثقافة سوهاج».. المشروعات القومية تعانق التراث في ظل الجمهورية الجديدة

كارمن لبيب عضو العلاقات
كارمن لبيب عضو العلاقات العامة بقصر ثقافة سوهاج

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، من خلال فرع ثقافة سوهاج، ندوة تثقيفية حملت عنوان «التراث والهوية الثقافية في ظل مشروعات الجمهورية الجديدة»، وذلك ضمن سلسلة الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي وربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

جاءت الندوة في إطار فعاليات المبادرة التوعوية التي أطلقتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، والتي تركز على إبراز أهمية التراث الثقافي بوصفه جزءًا لا يتجزأ من مشروع التنمية الشاملة الذي تنتهجه الدولة في المرحلة الراهنة.

وأقيمت الندوة في قصر ثقافة سوهاج، بحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين، وعدد من القيادات التنفيذية، وطلاب الجامعات، وممثلي المجتمع المحلي، وسط تفاعل كبير من الحضور.

المتحدثون: «لا تنمية دون وعي.. ولا وعي بلا تراث»

تحدث في اللقاء كل من الدكتور أحمد هلال، أستاذ التاريخ الحديث، والدكتورة نجلاء محمد، أستاذة الأدب الشعبي والفلكلور، بالإضافة إلى الأديب مصطفى رشوان، عضو اتحاد كتاب مصر، وأدار اللقاء الشاعر محمود صديق، مدير قصر ثقافة سوهاج.

وأكد الدكتور هلال أن التراث يمثل الذاكرة الجمعية للشعوب، وأن الاهتمام به ليس ترفًا ثقافيًا، بل ضرورة تنموية تساهم في صياغة وعي مجتمعي سليم. 

وأوضح أن الجمهورية الجديدة التي تدعو إليها الدولة لا يمكن أن تكتمل دون احتضان الموروث الثقافي وتوثيقه وحمايته من الاندثار.

من جانبها، أشارت الدكتورة نجلاء إلى أن الأدب الشعبي والمأثورات الشفاهية هي مفاتيح لفهم الشخصية المصرية، وأن مشروع «حياة كريمة» هو أحد أبرز النماذج التي توائم بين التنمية الحديثة والاعتزاز بالهوية الثقافية، خاصة في قرى الصعيد.

أما الأديب مصطفى رشوان، فدعا إلى دمج مفاهيم التراث في مناهج التعليم، وربط الأطفال منذ الصغر بماضيهم وهويتهم الحضارية، مشددًا على أن الاستثمار في الثقافة لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية.

حضور جماهيري وتفاعل لافت من الشباب

شهدت الندوة إقبالًا ملحوظًا من شباب الجامعات والمهتمين بالشأن الثقافي، الذين أعربوا عن تقديرهم لمثل هذه اللقاءات التي تفتح أفق الحوار حول قضايا الهوية والانتماء، وتساهم في خلق وعي متوازن تجاه أهمية التراث.

وطرحت بعض المداخلات من الحضور تساؤلات حول سبل توثيق التراث غير المادي في قرى سوهاج، ودور الشباب في نشر الوعي التراثي من خلال المنصات الرقمية ووسائل الإعلام الجديدة.

قصور الثقافة.. خطة متكاملة لربط الثقافة بالتنمية

من جانبه، أوضح الشاعر محمود صديق، مدير قصر ثقافة سوهاج، أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من الندوات والفعاليات التي تنفذها الهيئة العامة لقصور الثقافة في محافظات الجمهورية، انطلاقًا من رؤية وزارة الثقافة بضرورة جعل الثقافة عنصرًا فاعلًا في عملية التنمية.

وأشار صديق إلى أن فرع ثقافة سوهاج يعمل حاليًا على تنظيم عدد من الورش التوثيقية في القرى والمراكز، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، تستهدف توثيق الحرف اليدوية، والأمثال الشعبية، والقصص التراثية التي تمثل خصوصية المجتمع السوهاجي.

وأكد أن هذه الجهود تصب في اتجاه تمكين الأجيال الجديدة من أدوات فهم تاريخهم، والاعتزاز بهويتهم الثقافية في ظل متغيرات العصر.

توصيات اللقاء.. الثقافة حجر الزاوية في بناء المواطن

خرجت الندوة بعدد من التوصيات، أبرزها ضرورة دعم مؤسسات الدولة للأنشطة الثقافية في القرى والمراكز، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث المحلي، وكذلك إطلاق مبادرات تعليمية وتثقيفية تستهدف توثيق التراث غير المادي.

كما دعا المشاركون إلى إحياء المناسبات التراثية المحلية، وربطها بمبادرات «حياة كريمة»، والتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية لإعداد أرشيف رقمي شامل يوثق التراث السوهاجي بكل تنوعاته.

التراث ليس ماضيا منسيا بل دعامة للحاضر والمستقبل

عكست الندوة وعيًا متناميًا بضرورة إدماج الثقافة في الخطط التنموية للدولة، والتعامل مع التراث بوصفه طاقة روحية ومادية قادرة على إلهام الحاضر وصياغة المستقبل. 

وفي زمن تتسارع فيه وتيرة الحداثة، تظل الهوية الثقافية للمجتمع المصري هي السد المنيع في وجه التغيّرات الجارفة.

تم نسخ الرابط