احذر «صرير الأسنان».. 6 أسباب تؤدي لتلفها وطرق فعالة للعلاج

تُعد الأسنان من أهم مكونات الفم التي تؤدي دورًا رئيسيًا في عملية المضغ والنطق والحفاظ على الشكل الجمالي للوجه، ومع ذلك فإن كثيرًا من الناس لا يدركون خطورة بعض العادات اللاواعية التي قد تسبب تآكل أو تلف «الأسنان»، ومن أخطر هذه العادات ما يعرف بـ«صرير الأسنان» وهو صوت يصدر نتيجة احتكاك «الأسنان» ببعضها سواء أثناء النوم أو خلال ساعات الاستيقاظ دون وعي أو قصد، وهذه العادة ليست فقط مزعجة لمن حول الشخص بل قد تؤدي إلى نتائج صحية مؤلمة و«خطيرة» على المدى الطويل.
ما هو صرير الأسنان؟
صرير «الأسنان» أو ما يُعرف طبيا بـ«Bruxism» هو حالة مرضية شائعة تؤدي إلى الضغط أو طحن «الأسنان» بقوة بشكل متكرر، وتحدث هذه الحالة غالبًا أثناء النوم ولكنها قد تظهر أيضًا أثناء اليقظة خصوصًا في حالات التوتر أو القلق، وقد يلاحظ البعض استيقاظهم مع شعور بألم في الفك أو صداع في الرأس أو حتى ألم في الرقبة والكتف دون معرفة السبب الحقيقي لذلك، بينما تكون المشكلة ناتجة عن هذا الصرير المستمر.
الأسباب الستة الأكثر شيوعًا لصرير الأسنان
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى صرير «الأسنان» منها ما هو نفسي ومنها ما هو عضوي أو حتى سلوكي، ومن بين أكثر الأسباب شيوعًا نعرضها كما يلي:
أولًا.. التوتر والضغط النفسي
يُعد التوتر أحد أبرز المحفزات لصرير «الأسنان» حيث يلجأ العقل الباطن للتفريغ العضلي كرد فعل على الإجهاد النفسي وذلك يتم عبر انقباض عضلات الفك وطحن الأسنان خلال النوم.
ثانيًا.. اضطرابات النوم
مثل توقف التنفس أثناء النوم أو الأرق المزمن قد تدفع الشخص لطحن «الأسنان» بطريقة غير إرادية نتيجة عدم الحصول على نوم عميق ومتوازن مما يؤدي لردود فعل عضلية غير منتظمة.
ثالثًا.. اضطرابات الفك والمفصل الصدغي
وجود خلل في المفصل الفكي الصدغي قد يؤدي إلى سوء توزيع الضغط أثناء الإطباق مما يجعل الفرد يلجأ إلى تعديل وضع الفك باستمرار عبر صرير «الأسنان».
رابعًا.. العادات السيئة مثل مضغ العلكة باستمرار أو العض على الأقلام
هذه العادات تؤدي إلى تحميل زائد على عضلات الفك مما يحفز الصرير مع الوقت خصوصًا في فترات الراحة أو أثناء النوم.
خامسًا.. المشكلات السنية مثل الحشو الزائد أو تركيب تقويم غير مناسب
أي خلل في اصطفاف «الأسنان» قد يؤدي إلى اضطراب في الإطباق الطبيعي مما يدفع الفرد لا شعوريًا إلى تعديل الوضع عبر الطحن المستمر.
سادسًا.. تناول بعض الأدوية والمنشطات
خاصة مضادات الاكتئاب أو المنبهات العصبية مثل الكافيين والنيكوتين وبعض أدوية الأعصاب والتي ثبت أن لها تأثيرًا على سلوك عضلات الفك مما يحفز صرير «الأسنان».
العلامات التحذيرية التي تشير إلى صرير الأسنان
من المهم الانتباه لبعض العلامات التي تنذر بوجود صرير في «الأسنان» مثل الشعور بألم في الفك صباحًا أو صداع في الجبهة أو ألم في الأذن أو الرقبة دون سبب واضح، وكذلك ملاحظة تآكل أو تكسر مفاجئ في أطراف الأسنان أو سماع صوت طحن خلال النوم عن طريق أحد أفراد الأسرة، كما قد يلاحظ طبيب الأسنان أثناء الفحص وجود علامات واضحة على سطح «الأسنان» مثل تسطحها أو انكشاف العاج أو تشققات دقيقة في مينا الأسنان.
مضاعفات صرير الأسنان على المدى البعيد
ترك صرير «الأسنان» دون علاج قد يؤدي إلى مضاعفات كبيرة تشمل تآكل الأسنان بشكل مبكر، وانكشاف جذور الأسنان، والتهاب اللثة، والتهاب المفصل الفكي، وتشنج عضلات الوجه، وقد تصل الحالة إلى حد الحاجة لزراعة «الأسنان» في حال فقدانها بسبب الصرير المستمر، كما أنه يضر بجودة النوم ويسبب الإرهاق الدائم وهو ما ينعكس سلبًا على صحة الجسم والنفس معًا.
طرق فعالة للعلاج والوقاية
لحسن الحظ توجد وسائل فعالة للحد من صرير «الأسنان» ومنع تفاقمه منها ما هو طبي ومنها ما يعتمد على تعديل السلوك والنمط الحياتي، ويمكن تلخيصها في الآتي:
استخدام الجبيرة أو واقي الأسنان الليلي
ويُصمم خصيصًا ليتناسب مع شكل الفم ويُرتدى أثناء النوم لحماية «الأسنان» من التآكل ومنع الاتصال المباشر بين الصف العلوي والسفلي.
تقليل التوتر من خلال العلاج السلوكي أو الاسترخاء
مثل ممارسة التأمل وتمارين التنفس العميق أو العلاج بالكلام حيث أظهرت الدراسات أن تقليل التوتر يقلل من حالات الصرير بشكل ملحوظ.
تعديل الأدوية بالتشاور مع الطبيب
إذا كان السبب ناتجًا عن بعض العقاقير فيمكن استبدالها بأدوية بديلة لا تؤدي إلى تحفيز صرير «الأسنان».
العلاج الطبيعي وتمارين الفك
مثل تمارين التمدد الخاصة بعضلات الفك وتطبيق كمادات دافئة على منطقة الفك قبل النوم لتقليل التوتر العضلي.
علاج المشكلات السنية وتصحيح الإطباق
من خلال زيارة طبيب الأسنان لمعالجة أي حشو غير متوازن أو تركيب تقويم مناسب أو تصحيح وضعية «الأسنان».
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لاحظت أي من العلامات التحذيرية التي سبق ذكرها أو شعرت بألم دائم في الفك أو ازدادت مشكلات «الأسنان» دون تفسير واضح فيُنصح بزيارة طبيب الأسنان أو طبيب مختص في اضطرابات النوم لتقييم الحالة بدقة ووضع خطة علاجية مناسبة.
«صرير الأسنان» ليس أمرًا بسيطًا كما قد يبدو للوهلة الأولى، بل هو علامة على وجود خلل في التوازن العصبي أو العضلي أو السني، والتعامل المبكر معه يُجنب الكثير من المضاعفات المؤلمة والمكلفة، لذلك يجب الانتباه لأعراضه ومراجعة الطبيب عند الحاجة للحفاظ على صحة «الأسنان» وسلامة الجسم عمومًا.