الأحد 24 أغسطس 2025 الموافق 01 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يؤدي «الإفراط في تناول السكريات» لزيادة التوتر؟.. هذا ما تؤكده الدراسات

ارتفاع هرمون التوتر
ارتفاع هرمون التوتر

التوتر من أكثر الحالات النفسية التي يعاني منها الملايين حول العالم، وتزداد الأسئلة العلمية والطبية حول العلاقة بين الإفراط في تناول السكريات وبين ما إذا كان ذلك قد يؤدي إلى زيادة التوتر أو تفاقم أعراضه، حيث أوضحت العديد من الدراسات الحديثة أن هناك علاقة مباشرة بين ارتفاع معدلات استهلاك السكر وبين زيادة احتمالات الإصابة بالتوتر، وذلك بسبب تأثير السكر على كيمياء الدماغ وعلى هرمونات الجسم.

كيف يؤثر السكر على الدماغ ويزيد التوتر

عند تناول كميات كبيرة من السكريات يدخل الجسم في حالة من النشاط السريع الذي ينتج عن ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، لكن هذا النشاط لا يستمر طويلا حيث يليه هبوط مفاجئ في معدلات الطاقة مما يترك الشخص في حالة من الإجهاد الذهني والشعور بالقلق والتوتر، كما أن السكر يؤثر بشكل مباشر على الناقلات العصبية المسؤولة عن المزاج مثل «السيروتونين»، فعندما تختل هذه المواد الكيميائية في الدماغ يكون من الطبيعي أن تزيد مستويات التوتر وتظهر علامات العصبية وعدم الاستقرار.

الدراسات العلمية تكشف الرابط

كشفت الأبحاث الحديثة التي نشرت في مجلات طبية متخصصة أن الأشخاص الذين يفرطون في تناول السكريات أكثر عرضة للإصابة بأعراض التوتر بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بغيرهم، كما أن الإفراط في السكريات يؤدي إلى إضعاف قدرة الجسم على التعامل مع الضغوط اليومية، وهو ما يعني أن كل موقف حياتي بسيط قد يتحول إلى مصدر توتر أكبر من حجمه الطبيعي، وأكدت الدراسات أن هذه العلاقة لا تقتصر على البالغين فقط وإنما تمتد لتشمل الأطفال والمراهقين الذين يتناولون المشروبات الغازية والحلويات بشكل يومي.

السكر والتوتر عند الأطفال

الأطفال الذين يستهلكون نسبا مرتفعة من الحلويات والمشروبات السكرية يكونون أكثر عرضة للانفعال السريع ولإظهار سلوكيات عدوانية، وهذا يرتبط بشكل وثيق بزيادة التوتر لديهم، حيث إن أدمغتهم لا تزال في طور النمو ولا تتحمل التقلبات السريعة في مستويات السكر في الدم، كما أن الأطباء لاحظوا أن الإفراط في السكريات يجعل الأطفال أقل قدرة على التركيز في الدراسة وأكثر عرضة لاضطرابات النوم، وكل ذلك يؤدي إلى تفاقم التوتر لديهم ويجعلهم يدخلون في دائرة مغلقة يصعب الخروج منها.

دور الهرمونات في زيادة التوتر

من المعروف أن السكر يرفع من معدلات هرمون «الكورتيزول» وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن التوتر في الجسم، وكلما ارتفعت نسب الكورتيزول ازدادت معاناة الشخص من القلق والضغط النفسي، وبالتالي فإن الإفراط في السكريات لا يؤثر فقط على الوزن أو على الصحة الجسدية، بل يتجاوز ذلك ليكون عاملا رئيسيا في اضطراب الحالة النفسية وزيادة التوتر بشكل مستمر.

الإفراط في السكريات والتوتر المزمن

من أخطر ما كشفت عنه الأبحاث أن استمرار تناول السكر بكميات كبيرة لفترات طويلة قد يؤدي إلى الدخول في حالة من «التوتر المزمن»، وهو النوع الأخطر من التوتر الذي يسبب مشكلات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وضعف جهاز المناعة، حيث يصبح الجسم في حالة استنفار دائم وغير قادر على العودة إلى التوازن الطبيعي، وهو ما يوضح العلاقة الوثيقة بين أسلوب الحياة غير الصحي وبين تفاقم الأمراض النفسية والجسدية معا.

طرق الحد من التوتر عبر تقليل السكريات

ينصح الخبراء بضرورة تقليل استهلاك السكر بشكل تدريجي حتى يتعود الجسم على مستويات طبيعية من الجلوكوز، مع استبدال الحلويات والمشروبات الغازية بالفواكه الطبيعية التي تحتوي على ألياف تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، كما أن ممارسة التمارين الرياضية وشرب الماء بانتظام يساعدان على ضبط الهرمونات وتقليل مستويات التوتر، إضافة إلى الاهتمام بالنوم الجيد والابتعاد عن المنبهات التي قد تضاعف من آثار التوتر.

نصائح للحياة اليومية

للتقليل من التوتر الناتج عن الإفراط في تناول السكريات، يوصي الأطباء بمراقبة كمية السكر المستهلكة يوميا بحيث لا تتجاوز الحدود الموصى بها، والاعتماد على قراءة الملصقات الغذائية لمعرفة كمية السكر المخفية في المنتجات الجاهزة، كما أن تدريب النفس على تناول وجبات متوازنة يحقق استقرارا أكبر في الحالة النفسية ويقلل من فرص الإصابة بالتوتر، ومن المهم أن يدرك الأهل خطورة منح الأطفال كميات غير محسوبة من الحلوى لأنها تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية معا.

العلاقة بين الإفراط في تناول السكريات وبين زيادة التوتر أصبحت اليوم حقيقة علمية مدعومة بالأدلة، حيث تؤكد الدراسات أن تقليل استهلاك السكر لا يحمي فقط من السمنة وأمراض القلب، بل يساهم أيضا في تحسين الصحة النفسية وخفض مستويات التوتر بشكل ملحوظ، وهو ما يجعل الوعي الغذائي جزءا أساسيا من أي استراتيجية لمواجهة الضغوط النفسية في حياتنا اليومية.

تم نسخ الرابط