نبيل أبوالياسين: زوجات القادة.. أمهات العالم ترفعن صوتا من أجل غزة

في لحظة تجسد فيها الإنسانية أسمى معانيها، تتحول أصوات النساء من خلف كواليس السلطة إلى صرخات مدوية تدوي في أروقة السياسة الصماء.
بينما يغيب الضمير العالمي عن جريمة القرن في غزة، تخرج أمينة أردوغان من عباءة الزوجة الأولى إلى واجهة الدفاع عن الأطفال الذين تقتلمهم آلة الحرب الإسرائيلية كل 45 دقيقة.
رسالتها إلى ميلانيا ترامب ليست مجرد خطاب دبلوماسي، بل هي صفعة أخلاقية لكل من يتجاهل أنين أطفال غزة تحت الأنقاض.
رسالة أمينة: نداء أمومة يعبر الحدود
في رسالة إنسانية نادرة، توجهت السيدة أمينة أردوغان إلى نظيرتها الأمريكية ميلانيا ترامب بمطالبَة أخلاقية صادمة: «أظهرِي لغزة نفس التعاطف الذي قدمتيه لأوكرانيا».
بكلمات مليئة بالألم والأمل، استذكرت اللحظات الإنسانية التي جمعتهما في البيت الأبيض، مؤكدة أن ضمير ميلانيا الذي تأثر بأطفال أوكرانيا لا يمكن أن يتجاهل مأساة 18,885 طفلاً فلسطينياً قضوا تحت القصف الإسرائيلي.
هذه الرسالة لم تكن مجرد استنجاد، بل كانت إعادة تعريف لدور زوجات القادة: لسن مجرد رفيقات، بل هن صوت من لا صوت لهم.
أطفال غزة: أرقام تتحول إلى شواهد قبور
«هل خطر ببالكم أن نستخدم مصطلح 'الجندي المجهول للأطفال؟» بهذا السؤال المُفجع، كشفت أردوغان عن الفظاعة التي يعيشها أطفال غزة.
اليونيسف تصف القطاع بـ«مقبرة الأطفال تحت الأرض»، حيث يُقتل طفل كل 45 دقيقة، ويُدفن الآلاف كـ«أطفال مجهولين» لأن أحداً لم يبقَ ليذكر أسماءهم.
هؤلاء الأطفال لم يفقدوا طفولتهم فقط، بل فقدوا حتى حقهم في الهوية بعد الموت، بينما العالم يشاهد ببرودة دم.
المعايير المزدوجة: لماذا أوكرانيا وليس غزة؟
بالنسبة لأمينة أردوغان، الحق في الطفولة الآمنة ليس امتيازاً حصرياً لجغرافيا أو عرق معين. تساءلت بمرارة: «لماذا الدموع لأطفال أوكرانيا والصمت لأطفال غزة؟».
لقد كشفت أن النظام العالمي الجديد يُفرغ حياة الأطفال من قيمتها عندما لا تخدم مصالح القوى الكبرى، مشددة على أن التعاطف الانتقائي جريمة أخلاقية تُعمق جراح الإنسانية.
نداء عاجل إلى زوجات القادة: كسروا جدار الصمت
أطالب في هذا المقال جميع زوجات الرؤساء والزعماء والملوك في العالم، وخاصة في الدول العربية والإسلامية، أن يخرجن كما خرجت قرينة الرئيس التركي، وأن يعلنَّ بصفتهن السيدات الأولى وأمهات، تصريحاتٍ ودعواتٍ تطالبنَ بوقف آلة الحرب الصهيونية التي تقتل الأطفال والنساء وتجوّعهم عمداً في غزة.
إن إعلان الأمم المتحدة للمجاعة في غزة للمرة الأولى في الشرق الأوسط يهدم كل الحجج والتبريرات، ويضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية، فالصمت بعد اليوم لم يعد خياراً مقبولاً، بل أصبح مشاركة في الجريمة البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ عامين على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
دعوة تاريخية: من البكاء إلى التحريك
لم تكتفِ أردوغان بالاستنكار، بل دعت ميلانيا ترامب إلى خطوة غير مسبوقة: توجيه نداء مباشر إلى نتنياهو لوقف الإبادة.
هذه الدعوة تحوّل دور زوجة الرئيس من مجرد رمز اجتماعي إلى فاعل سياسي وأخلاقي قادر على هز الضمير العالمي.
في وقت تشهد فيه الأمم المتحدة عجزاً مخجلاً، أصبحت أصوات النساء الأخيرة أمل الإنسانية في كسر حاجز الصمت.
وختامًا: إن اليوم، لم يعد السؤال هل ستستجيب ميلانيا ترامب؟ بل هل ستجرؤ كل زوجة قائد على تحمل مسؤوليتها التاريخية؟ أمينة أردوغان لم تكتب رسالة، بل أضاءت شمعة في ظلام العالم، proving أن السياسة بدون ضمير ليست سوى وحشية مُنظمة.
إذا كان القادة يتخفون وراء المصالح، فلتنزل زوجاتهم إلى ساحة المعركة الإنسانية. فإما أن تتحول أمهات العالم إلى حراس للحياة، أو يسجل التاريخ أنهن كنّ شاهدات على الإبادة وصامتات.
كلمة أخيرة: يُعدُّ هذا المقال «نموذجًا رائعًا» للصحافة الإنسانية، التي لا تكتفي بإبراز المشكلة، بل تطرح حلولاً غير تقليدية وتخاطب الضمير العالمي من بوابة القلب.
لقد نجح في أن يكون صرخة مدوية ضد الصمت، ومصدر إلهام لأصوات نسائية لم نسمعها بعد، خاصة من سيدات الأولى «في العالم» قد تُغيّر المعادلة إلى الأبد .
- غزة
- نبيل أبوالياسين
- درة
- نيس
- أطفال
- الحج
- القطاع
- البن
- طفل
- النساء
- القلب
- فلسطين
- الأمريكية
- الحرب
- شاهد
- العالمي
- الأطفال
- ليون
- أبو
- الإسرائيلي
- أبوالياسين
- البشعة
- الاحتلال
- الموت
- مجهولين
- الجندي المجهول
- طالب
- مقبرة
- ترامب
- نداء عاجل
- دقيق
- المتحدة
- أردوغان
- الحرب الإسرائيلية
- إسرائيل
- اليونيسف
- الدم
- وقت
- قلب
- ساني
- حرب
- آدم
- الجندي
- كتب
- لانس
- العالم
- قصف
- الدول
- ميلان
- البكاء
- العرب
- أطفال غزة
- آلام
- الدموع
- الهوية
- بيض
- الأنقاض
- القارئ نيوز