الذهب يتراجع مجددا بعد موجة من الأرتفاع اليوم السبت 23 أغسطس 2025

السبت 23/أغسطس/2025 - 08:00 ص

شهدت أسواق الذهب المحلية تراجع جديد، اليوم السبت 23 أغسطس 2025، بعدما شهدت موجة صعود قوية مدفوعة بالتصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، والتي فتحت الباب أمام خفض وشيك لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي أعاد للمعدن النفيس بريقه كملاذ آمن للمستثمرين.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن سعر جرام الذهب عيار 21 ارتفع بمقدار 45 جنيهًا دفعة واحدة أمس الجمعة ليسجل 4590 جنيهًا، وهو مستوى جديد يعكس قوة التفاعل مع المعطيات العالمية.

وعلى الصعيد العالمي، قفزت الأوقية بنحو 38 دولارًا لتصل إلى 3377 دولارًا، بعد أن كانت قد تراجعت في تعاملات الأمس.

أعيرة الذهب المختلفة اليوم السبت في مصر

عيار 24: سجل 5240 جنيهًا للجرام.

عيار 21: ارتفع إلى 4585 جنيهًا للجرام.

عيار 18: بلغ 3930 جنيهًا للجرام.

عيار 14: وصل إلى 3056.75 جنيهًا للجرام.

الجنيه الذهب: استقر عند 36680 جنيهًا.

وتأتي هذه الأسعار في أعقاب تراجع محدود أول أمس الخميس، حيث فقد عيار 21 نحو 10 جنيهات، بينما انخفضت الأوقية عالميًا بنحو 9 دولارات، قبل أن تعود الأسواق للصعود القوي اليوم.

خطاب باول يعيد رسم المشهد الاقتصادي

الارتفاع الحالي في أسعار الذهب لم يكن مفاجئًا للمتابعين، إذ ارتبط بشكل مباشر بخطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي خلال الندوة السنوية للبنوك المركزية التي ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي.

فقد أكد جيروم باول أن توقعات النمو ومخاطر التضخم تجعل من الضروري التفكير في تغييرات بالسياسة النقدية، مشيرًا إلى أن البنك المركزي بات أقرب إلى الحياد مقارنة بالعام الماضي بمقدار 100 نقطة أساس.

وأضاف أن استقرار معدلات البطالة يمنح الفيدرالي مساحة للتحرك بحذر، لكنه حذّر في الوقت نفسه من هشاشة سوق العمل الذي قد يتعرض لموجة تسريحات مفاجئة إذا تزايدت الضغوط التضخمية.

التضخم.. العدو الأول

شدد باول على أن الضغوط التضخمية ما زالت مصدر القلق الأكبر، لافتًا إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات بدأت تؤثر بالفعل على الأسعار داخل السوق الأمريكية.

وأوضح أن هذه الآثار قد تتزايد خلال الأشهر المقبلة، لكنها لن تتحول إلى تضخم مستمر إذا ظلّت تحت السيطرة، مؤكدًا أن الفيدرالي لن يسمح بترسيخ موجات تضخمية طويلة الأمد.

رد فعل الأسواق العالمية

كلمات باول تركت أثرًا مباشرًا في أسواق المال والسلع، إذ عززت التوقعات بأن يتجه الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المرتقب يومي 16 و17 سبتمبر المقبل.

كما أظهرت أداة CME FedWatch أن الأسواق باتت تسعر خفضًا آخر محتملاً قبل نهاية العام، وهو ما انعكس فورًا على حركة الذهب الذي عاد إلى الصعود بقوة بعد تراجع قصير.

الذهب يستعيد جاذبيته

يعتبر الذهب أحد أبرز الملاذات الآمنة وقت الأزمات الاقتصادية، ومع التلميحات الأمريكية بخفض الفائدة، يجد المستثمرون أن العائد على الذهب يصبح أكثر إغراءً مقارنة بالأدوات الاستثمارية الأخرى مثل السندات.

ويرى خبراء أن استمرار هذا الاتجاه سيؤدي إلى مزيد من الطلب على المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا تأكدت خطوات الفيدرالي في التيسير النقدي.

توقعات المرحلة المقبلة

بحسب محللين دوليين، فإن أسعار الذهب مرشحة لمواصلة الارتفاع إذا واصل الفيدرالي الأمريكي إرسال إشارات داعمة لخفض الفائدة، لاسيما أن الأسواق العالمية في حالة ترقب شديد لأي بيانات اقتصادية جديدة قد تؤثر على مسار السياسة النقدية.

وأشاروا إلى أن أسعار الذهب قد تختبر مستويات أعلى خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع عودة التوترات التجارية العالمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وهو ما يعزز من مكانة الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم.

الذهب بين المحلي والعالمي

في الوقت الذي تتحرك فيه الأسعار عالميًا صعودًا وهبوطًا بناءً على السياسة النقدية الأمريكية، يبقى السوق المصري متأثرًا بشكل مزدوج؛ الأول بتحركات الأوقية عالميًا، والثاني بسعر صرف الدولار محليًا.

ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في مصر بالتقلب خلال الفترة المقبلة، لكنها بشكل عام ستظل مرتبطة بالاتجاه العالمي الذي يميل للصعود حاليًا.

يمكن القول إن الذهب عاد ليتصدر المشهد الاقتصادي من جديد بعد أن دفعت تصريحات الفيدرالي الأمريكي المستثمرين إلى إعادة حساباتهم.

ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي في سبتمبر، تبقى الأنظار معلقة بما سيسفر عنه من قرارات قد تحدد مصير أسعار الذهب خلال الشهور المقبلة.

اقتصاد