الإثنين 15 سبتمبر 2025 الموافق 23 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

والدة أطفال دلجا.. كنت متأكدة أن المتهمة هتأذيني

أطفال دلجا
أطفال دلجا

شهدت محكمة جنايات المنيا، اليوم الإثنين، انعقاد أولى جلسات محاكمة الزوجة المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس بمحافظة المنيا، وهي الجريمة التي هزت الرأي العام خلال الأسابيع الماضية نظرًا لبشاعتها وغموضها الذي كشفته تحقيقات النيابة.

والدة الضحايا.. توقعت ضرر من المتهمة لا يصل للقتل

وعند وصولها المحكمة لحضور الجلسة، قالت والدة الأطفال إن قلبها كان يحدثها بأن الزوجة الثانية قد تلحق ضررًا بأطفالها، لكنها لم تتخيل أن يصل الأمر إلى حد التخلص منهم جميعًا.

 كلماتها أثارت حالة من الحزن داخل قاعة المحكمة، لما تحمله من مشاعر ألم وحسرة لفقدان ستة من فلذات كبدها دفعة واحدة.

دفاع المتهمة يطالب بفحص «المبيد السام»

وخلال الجلسة، طالب دفاع المتهمة هيئة المحكمة بانتداب المركز القومي للبحوث لإعداد تقرير تفصيلي حول تأثير مادة «الكلوروفينابير» على حياة الإنسان والحيوان، وما إذا كان تناول كميات صغيرة منها يؤدي إلى الوفاة أم لا. 

كما طلب ضم عبوة مبيد حشري عُثر عليها خلف منزل إحدى الشاهدات إلى أوراق القضية، باعتبارها قد تكون دليلًا لفك لغز الحادث.

تفاصيل التحقيقات وكشف ملابسات الجريمة

وكانت النيابة العامة قد أجرت تحقيقات موسعة في الواقعة، بعد سلسلة من الوفيات الغامضة داخل الأسرة منذ يوليو الماضي، حتى أثبتت تقارير الطب الشرعي والمعامل الكيميائية أن الوفاة جاءت نتيجة استخدام مبيد «الكلوروفينابير» شديد السُمية.

 وأوضحت التحقيقات أن المادة السامة أدت إلى انهيار التنظيم الحراري لأجسام الضحايا وتوقف أجهزتهم الحيوية.

إنكار جزئي من المتهمة واعتراف بالخلط في الطعام

وأمام جهات التحقيق، أنكرت المتهمة نيتها قتل زوجها وأطفاله عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، لكنها اعترفت بأنها قامت بخلط المبيد بالخبز وأرسلته إلى منزل الزوجة الأولى حيث يقيم الأب وأطفاله، بدافع الكيد لها.

 وقد أُحيلت المتهمة إلى محكمة الجنايات لجلسة عاجلة عقب استكمال التحقيقات.

جريمة تهز الرأي العام

القضية لا تزال تثير صدمة كبيرة داخل المجتمع، نظرًا لفداحة الجريمة التي أودت بحياة ستة أطفال ووالدهم في واقعة مأساوية لم تشهدها المنيا منذ سنوات طويلة.

 وتنتظر أسر الضحايا والرأي العام كلمة القضاء في القضية، التي تحولت إلى حديث الساعة خلال الفترة الماضية.

 جرس إنذار قوي بضرورة الاهتمام بالعلاقات الأسرية

وتباينت ردود الأفعال في الشارع المنياوي حول الواقعة، حيث وصفها الأهالي بأنها «صدمة إنسانية» لم يتوقعها أحد، معتبرين أن الحادثة تمثل جرس إنذار قوي بضرورة الاهتمام بالعلاقات الأسرية ومراقبة الخلافات الزوجية التي قد تتحول أحيانًا إلى كوارث غير متوقعة. 

وأكدوا أن ما جرى في دلجا لن يُمحى من ذاكرة المحافظة لسنوات طويلة.

 مخاطر التفكك الأسري

من جانب آخر، فإن مثل هذه الجرائم النادرة تكشف عن مخاطر التفكك الأسري، وأنها نتاج طبيعي لمشاعر الغيرة والكراهية حين تتحول إلى أفعال انتقامية، لافتين إلى أن الأطفال دائمًا هم الضحية الأولى للنزاعات العائلية.

واستخدام المادة السامة مثل «الكلوروفينابير» لإزهاق الأرواح يضع المتهمة أمام اتهامات مشددة تصل إلى الإعدام حال ثبوت التهمة، خاصة أن الجريمة ارتكبت بحق عدد كبير من الضحايا بينهم أطفال صغار، ما يجعلها من «الجرائم البشعة» في نظر القانون والرأي العام على حد سواء.

وفي الوقت ذاته، تنتظر أسر الضحايا بترقب شديد ما ستسفر عنه جلسات المحاكمة المقبلة، آملين أن يتحقق القصاص العادل والسريع لردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.

ويبقى حادث دلجا علامة سوداء في سجل الجرائم الأسرية بمصر، ورسالة مؤلمة تدعو إلى اليقظة المجتمعية، والتكاتف الأسري، والوعي بخطورة الانزلاق وراء الخلافات العائلية، قبل أن تتحول إلى مأساة تفطر القلوب وتحطم النفوس.

تم نسخ الرابط