قتلى ومصابون في غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء

في تطور مفاجئ يفتح جبهة جديدة في الصراعات الإقليمية، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء. 

وتأتي هذه الغارات الانتقامية رداً على هجوم مروع شنه الحوثيون بطائرة مسيرة استهدفت مدينة إيلات السياحية جنوب إسرائيل، مما أدى إلى سقوط عدد من المصابين وأثار حالة من الرعب والهلع بين الإسرائيليين. 

ويُنذر هذا التصعيد غير المسبوق بخطورة بالغة في الفترة المقبلة، خاصة وأن العملية الحوثية نجحت في تجاوز خطوط الدفاع الإسرائيلية، لتُشكل تحديًا جديدًا للقدرات الأمنية والعسكرية لدولة الاحتلال.

هجوم بطائرة مسيرة.. ضربة مفاجئة تخترق دفاعات إسرائيل

شهدت مدينة إيلات، الوجهة السياحية المعروفة، حادثاً مروعاً أثار صدمة واسعة، فقد استهدفت جماعة الحوثي في اليمن فندقاً في المنطقة السياحية عبر طائرة مسيرة، تمكنت من اختراق الأجواء الإسرائيلية لمسافة تزيد عن 2000 كيلو متر دون أن تُعترض. 

وقد أدى الهجوم إلى إصابة 27 شخصاً، من بينهم شخصان في حالة حرجة، وفقاً لتقرير إسعاف «نجمة داوود الحمراء» والقناة 12 العبرية.

ويُعد هذا الهجوم بمثابة رسالة واضحة من الحوثيين بقدرتهم على الوصول إلى أهداف حيوية في عمق الأراضي المحتلة، متحدين كافة الأنظمة الدفاعية. 

فوفقاً للتقارير، فقد عجزت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية «القبة الحديدية» عن اعتراض الطائرة، وهو ما يُعد إخفاقاً خطيراً يُثير العديد من التساؤلات حول فعالية هذه المنظومة في مواجهة التهديدات الجديدة.

رعب في تل أبيب.. تداعيات نفسية وأمنية على إسرائيل

لم يكن تأثير الهجوم ماديًا فقط، بل كان له تداعيات نفسية وأمنية عميقة على المجتمع الإسرائيلي. فقد أثارت العملية الحوثية حالة من الرعب والهلع في نفوس الإسرائيليين الذين هرعوا إلى الملاجئ في اندفاع غير مسبوق، خوفاً من المزيد من الهجمات. 

وتعيش إسرائيل حالة من القلق البالغ من جماعة الحوثي، التي أثبتت قدرتها على تهديد الأمن الداخلي للدولة.

وقد دفع هذا الشعور بالقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى تغيير مقر انعقاد جلسة «الكابينت» الأخيرة إلى مجمع أكثر تحصيناً، مما يُعكس حجم المخاوف الأمنية التي تسيطر على القيادة الإسرائيلية.

 كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن رفع درجة تأهبه تحسباً للتحركات الحوثية، خاصة في أعقاب مقتل رئيس حكومتهم أحمد الرهوي وثمانية وزراء آخرين في غارات سابقة، وهو ما يُشير إلى أن التوتر بين الطرفين كان يغلي تحت السطح قبل هذا الهجوم.

تحقيق أولي.. فشل القبة الحديدية يثير القلق

أجرى الاحتلال الإسرائيلي تحقيقاً أولياً كشف أن منظومة «القبة الحديدية» فشلت في اعتراض الطائرة المسيرة التي استهدفت إيلات، على الرغم من أن إنذارات تسلل طائرة معادية كانت قد فُعّلت في المدينة. 

وقد صرح الجيش الإسرائيلي بأن التفاصيل الكاملة لا تزال قيد الفحص، لكن هذا الفشل يُعد ضربة قوية لمكانة المنظومة التي تُعتبر حجر الزاوية في الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ويُثير هذا الفشل تساؤلات جدية حول نقاط الضعف المحتملة في المنظومة، وما إذا كانت قادرة على التعامل مع التكتيكات الجديدة التي تستخدمها الجماعات المسلحة، مثل الطائرات المسيرة التي قد تطير على ارتفاعات منخفضة أو تأتي من مسافات بعيدة للغاية.

رد انتقامي.. غارات إسرائيلية تستهدف مقرات الحوثيين في صنعاء

رداً على الهجوم، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت بشكل مباشر عدداً من المواقع الحيوية التابعة لجماعة الحوثي. 

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف «جهاز الأمن والمخابرات والجيش الحوثييْن» ومقر قيادة التحكم التابع لقيادة الأركان الحوثية.

وتُشير هذه الغارات إلى عزم إسرائيل على عدم ترك الهجوم دون رد، وتُؤكد على أن الصراع الدائر في المنطقة قد امتد ليُشمل أطرافاً جديدة. 

وتُعد هذه المرة الأولى التي يُعلن فيها بشكل علني عن استهداف إسرائيلي مباشر لأهداف في اليمن، مما يُنذر بتصعيد خطير قد يُؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة بشكل غير مسبوق.

رسالة تهديد.. وزير الخارجية الإسرائيلي يتوعد الحوثيين

وفي سياق التوعد بالرد، أطلق وزير خارجية الاحتلال، إسرائيل كاتس، تهديدًا صريحًا لجماعة الحوثي، قائلاً: «ستتعلمون درساً قاسياً». 

وأضاف أن الجماعة ترفض الاستفادة مما حدث لإيران ولبنان وغزة، في إشارة واضحة إلى الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت هذه المناطق في السابق.

 وتُظهر تصريحات كاتس أن إسرائيل لن تتسامح مع أي هجمات تُشن من اليمن، وتُؤكد على أنها ستعتبر أي هجوم مستقبلي بمثابة إعلان حرب يستدعي رداً عنيفاً ومباشراً.