نبيل أبوالياسين: المقترح الفرنسي وهم.. وردود نتنياهو انتحار سياسي.. نستغرب تبريرات ستارمر

في ظل تصاعد الأصوات الدولية المنافقة، التي تبحث عن أدوار في مسرحية السلام الزائف بينما غزة تُدفن تحت أنقاض جرائم الحرب، تأتي المبادرة الفرنسية المزعومة لترقيع النظام العالمي المنهار.
وفي تصريح صحفي صادر عنه اليوم الثلاثاء، قال «نبيل أبوالياسين»، رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان والباحث في الشأن العربي والدولي: إن ما تُروج له فرنسا تحت شعار «القوة الدولية» هو مجرد مسكن لألم الضمير العالمي، وصفقة سياسية لإنقاذ الكيان المحتل من العزلة الدولية، بينما الهدف الحقيقي هو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية الوحيدة، وليس إنهاء سبب وجودها، وهو الاحتلال نفسه.
وأضاف أن التصريحات الانتحارية لنتنياهو ما هي إلا صرخة زعيم أدرك أن جدار نظام الفصل العنصري الذي بناه ينهار أمام صمود غزة.
المقترح الفرنسي.. علاج وهمي لجروح غائرة
ووضح «أبوالياسين» أن المقترح الفرنسي، رغم شكله التقني المعقد، يعاني من خلل جوهري قاتل، فهو يفترض أن الأزمة هي أزمة أمنية في غزة، وليست سياسية سببها الاحتلال والإبادة الجماعية.
وأشار إلى أن الحديث عن «نزع سلاح حماس» تحت غطاء دولي، بينما يتمتع الكيان المحتل بأحدث الأسلحة الأمريكية، هو تكريس لاختلال موازين القوى وإضفاء شرعية على الاحتلال.
ولفت إلى أن أي قوة دولية تنتشر دون إنهاء الاحتلال أولاً، ستتحول من قوة حماية إلى أداة لقمع المقاومة الشرعية، وسيصبح وجودها شكلاً جديداً من أشكال الوصاية الدولية على الشعب الفلسطيني.
الدول العربية: بين مشاركة مرغمة ودور مرفوض
ونوه «أبوالياسين» إلى الخطر الاستراتيجي الذي تمثله محاولة جرّ دول عربية مثل مصر والأردن والسعودية إلى المشاركة في هذه القوة.
وأكد أن مشاركة هذه الدول، خاصة تحت قيادة فرنسية ولوائح أممية مشبوهة، ستفقدها دورها التاريخي كداعم للقضية الفلسطينية، وستحولها إلى شركاء في ترتيب الأمن لصالح الكيان المحتل.
وحذر من أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام العربي، وستمنح النظام الإقليمي الفاشل غطاءً لخيانة القضية المركزية للأمة تحت ذريعة «الواقعية السياسية».
ماكرون: اعتراف متأخر لا يُغسل عار التاريخ
ورد «أبوالياسين» على تبريرات الرئيس الفرنسي ماكرون، قائلاً: لا قيمة أخلاقية لاعتراف يأتي بعد أكثر من 65 ألف شهيد اغلبهم أطفال ونساء، ويُستخدم كوسيلة ضغط لتمرير مخطط أمني يخدم إسرائيل.
اعتراف فرنسا هو محاولة يائسة لغسل يدها من دماء الفلسطينيين، وهي الدولة التي زودت المحتل بغواصات نووية وشاركت في حصار غزة لعقود.
وأكد أن اتهام ماكرون لمنتقديه بمعاداة السامية هو سلاح المفلسين أخلاقياً، الذين يحاولون إسكات صوت الحق بتهمة عنصرية زائفة.
وفي رد فعل على الإعلان العاجل للرئيس الفرنسي الذي أعلن فيه رسمياً الاعتراف بدولة فلسطينية معتبراً إياه «حقاً مشروعاً»، علق «أبوالياسين» بالقول: هذا الإعلان، رغم تأخره، يضيف زخماً جديداً للعزلة الدبلوماسية التي يفرضها العالم على الكيان المحتل، ولكنه يظل مجرد اعتراف شكلي طالما ظلت فرنسا شريكة في تغذية آلة الحرب الإسرائيلية.
المعيار الحقيقي لصدقيتها هو الضغط الفعلي لوقف الإبادة ورفع الحصار، وليس الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية.
ستارمر: اعتراف مخادع لتصفية القضية
وكشف «أبوالياسين» النقاب عن الجوهر الخادع لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي سارع إلى طمأنة الإسرائيليين في مقال له بصحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن الاعتراف بدولة فلسطين لن يشكل أي خطر على إسرائيل.
وأوضح أن ستارمر وصف الدولة الفلسطينية المراد إقامتها بأنها «دولة شكلية وافتراضية»، وثمنها الحقيقي هو «جلب كل العرب للتطبيع مع إسرائيل».
ولفت إلى أن هذا الكشف يفضح المخطط البريطاني الذي لا يهدف إلى تحقيق العدالة، بل إلى خداع العرب وبيعهم «وهمًا كبيرًا اسمه دولة افتراضية لا وجود لها على الأرض»، مقابل منح الحكومات العربية غطاءً سياسيًا لمزيد من التحالف مع الكيان المحتل وضرب قوى التحرر في المنطقة ولكن لن ينطلي هذا الخداع على الحكام العرب.
وأضاف «أبوالياسين» أن ستارمر، بتبريراته التي وجهها مباشرة إلى الإسرائيليين بصفته صديقاً حريصاً على مصالحهم، لم يعد يحاول إقناع العالم بصدق نواياه، بل اعترف صراحة بأن الاعتراف هو جزء من صفقة كبيرة لتصفية القضية الفلسطينية.
وشدد على أن هذه التصريحات تؤكد أن الموقف البريطاني، رغم شكله المختلف عن الفرنسي، يلتقي معه في المرمى النهائي: إخماد جذوة المقاومة الفلسطينية وتمكين الكيان المحتل من الهيمنة الإقليمية تحت غطاء «التطبيع» و«السلام الوهمي».
وختم بالقول: ها هو ستارمر نفسه يخبرنا أن الاعتراف مجرد طعم لاصطياد العرب، فكيف لنا أن نثق بأي مبادرة غربية تأتي من هذا المنطلق الخادع؟.
نتنياهو: زعيم يدفن نفسه بيده
وأكد «أبوالياسين» أن ردود نتنياهو الهستيرية، وتهديده بضم الضفة الغربية، هي ردود زعيم أدرك أن ساعة الحساب قد حانت.
وأشار إلى أن التهديد بالضم هو انتحار سياسي يسرّع من عملية العزل العالمي لإسرائيل، ويكشف حقيقة مشروعها الاستعماري الذي لا مكان فيه للسلام.
ولفت إلى أن العالم لم يعد يقبل بهذه اللغة من الاستعلاء، وأن شعب غزة، بصموده، قد كسر هيبة «الجيش الذي لا يقهر» ودفع بأعتى الحكومات الغربية للاعتراف بحقوقه.
الطريق الوحيد: إنهاء الاحتلال أولاً
وختم «أبوالياسين» هذا المحور بالتأكيد على أن الحل الحقيقي لا يمر عبر قوات دولية أو صفقات أمنية.
ووضح أن الطريق الوحيد يبدأ بوقف فوري وكامل للإبادة الجماعية، ورفع الحصار بشكل دائم، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بنفسه، ثم تأتي أي ترتيبات أمنية كضمانات متكافئة بين دولتين مستقلتين، وليس كشروط يُفرضها الجلاد على الضحية.
وفي ختام بيانه الصحفي قال «أبوالياسين» إن المقترح أو المخطط إن صح التعبير الفرنسي البريطاني هو آخر نفس للنظام العالمي القديم الذي أوجد الكيان الغاصب.
إنه يحاول إنقاذ نفسه بإدارة انهياره، لكن صمود غزة كتب نهاية ذلك النظام. العالم يشهد الآن ولادة نظام جديد، تُحاكم فيه جرائم الحرب، وتُفرض فيه إرادة الشعوب، وتتراجع فيه الهيمنة الغربية إلى مزبلة التاريخ.
رسالتي إلى حكامنا العرب: من يقف اليوم مع مخطط التصفية، سيكون في الجانب الخاطئ من التاريخ، وسيحاسبه شعبه قبل أن يحاسبه العالم.
أما رسالتي لشعب فلسطين: لقد كسبتم معركة الوجود، والآن جاء دور معركة الحقوق. النصر آتٍ، لأن الحق أقوى من كل دبابة، وأعتى من كل قرار دولي منافق.
- أبوالياسين
- آبل
- رئيس منظمة الحق الدولية
- الضغط
- الشعب الفلسطيني
- المنطقة
- أمن
- مشروع
- الكيان المحتل
- قنا
- سلاح
- فرنسا
- مبادرة
- عمل
- النصر
- الوصاية
- الوزراء
- درة
- حقوق الإنسان
- فلسطين
- أبو
- كاف
- الفلسطينية
- الحرب
- مصر
- العالمي
- التعب
- السلام
- داره
- ضغط
- الفصل العنصري
- الاحتلال
- الدول
- نتنياهو
- جرائم الحرب
- نوة
- تصريح صحفي
- حماس
- حقوق
- المقاومة الفلسطينية
- الدول العربية
- رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان
- نبيل أبوالياسين
- القارئ نيوز