الأحد 05 أكتوبر 2025 الموافق 13 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

احذري «أدوية الكحة» لطفلك دون استشارة الطبيب المختص

الدواء
الدواء

في الوقت الذي تسارع الأمهات لإعطاء أطفالهن «أدوية الكحة» عند ظهور أي أعراض برد أو سعال، يحذر الأطباء من خطورة هذا التصرف العشوائي الذي قد يعرض حياة الطفل لمضاعفات خطيرة، إذ إن «أدوية الكحة» ليست جميعها مناسبة للأطفال، وبعضها قد يسبب آثارًا جانبية شديدة تؤثر في التنفس أو القلب أو الجهاز العصبي، لذلك فإن استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء تبقى خطوة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.

أنواع أدوية الكحة

تتنوع «أدوية الكحة» بحسب طبيعة السعال الذي يعاني منه الطفل، فهناك أدوية مهدئة تعمل على تقليل الكحة الجافة عن طريق التأثير في مركز السعال في المخ، وأدوية أخرى طاردة للبلغم تساعد على تخفيف لزوجة الإفرازات في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الأنواع المركبة التي تحتوي على أكثر من مادة فعالة لتخفيف الأعراض المختلفة مثل الاحتقان والحمى والتهيج، إلا أن هذه التركيبة قد تكون خطيرة على الطفل في حال تم تناولها دون إشراف طبي لأنها قد تحتوي على مواد لا تتناسب مع عمره أو حالته الصحية.

ويشير المتخصصون إلى أن «أدوية الكحة» تختلف في تركيبتها الدوائية بين ما هو مناسب للبالغين وما هو مخصص للأطفال، وبعض الأنواع تحتوي على «الكودايين» وهي مادة مخدرة قد تسبب تثبيطًا لمركز التنفس عند الأطفال الصغار، كما أن الجرعة الزائدة من أي دواء كحة يمكن أن تؤدي إلى تسمم دوائي أو اضطرابات في ضربات القلب أو تشنجات عصبية.

لماذا لا يجب إعطاء أدوية الكحة دون وصفة

تحذر الهيئات الصحية العالمية من إعطاء «أدوية الكحة» للأطفال دون استشارة الطبيب، لأن السعال في حد ذاته ليس مرضًا بل عرضًا يشير إلى وجود مشكلة أخرى مثل التهاب الجهاز التنفسي أو الحساسية أو الربو، وبالتالي فإن إعطاء الدواء دون معرفة السبب الحقيقي يعني إخفاء العرض دون علاج السبب، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة.

ويؤكد الأطباء أن بعض الأمهات يعتقدن أن الدواء يسرع شفاء الطفل، لكن في كثير من الحالات يكون السعال وسيلة طبيعية لطرد البلغم والميكروبات من الشعب الهوائية، وإيقافه باستخدام الدواء قد يؤدي إلى احتباس المخاط داخل الصدر وزيادة العدوى.

كما أن «أدوية الكحة» قد تتفاعل مع أدوية أخرى يتناولها الطفل مثل خافضات الحرارة أو المضادات الحيوية مما يسبب آثارًا جانبية غير متوقعة، لذلك من الضروري إخبار الطبيب بكل الأدوية التي يتناولها الطفل قبل وصف أي علاج للسعال.

الأعراض الجانبية لأدوية الكحة

تتراوح الأعراض الجانبية لاستخدام «أدوية الكحة» بين البسيطة والخطيرة، فقد تسبب النعاس الشديد أو الدوخة أو اضطراب التركيز عند الأطفال، بينما قد تؤدي الجرعات العالية إلى انخفاض ضغط الدم أو صعوبة التنفس أو حتى الإغماء، كما يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على المعدة مسببة الغثيان أو القيء أو آلام البطن، وفي حالات نادرة قد تؤدي إلى رد فعل تحسسي مثل الطفح الجلدي أو تورم الوجه أو الحلق وهي حالات تستدعي التوجه للطوارئ فورًا.

ويحذر الأطباء من خلط أكثر من نوع من «أدوية الكحة» في الوقت نفسه، لأن بعض المكونات قد تتكرر في أكثر من دواء مما يؤدي إلى تناول جرعة زائدة دون قصد، كما أن استخدام الأعشاب أو الوصفات المنزلية إلى جانب الأدوية الكيميائية قد يزيد من احتمالية التفاعلات السامة.

البدائل الآمنة والعلاجات المنزلية

يؤكد الأطباء أن أغلب حالات السعال عند الأطفال تكون بسيطة ولا تحتاج إلى «أدوية الكحة»، بل يكفي استخدام وسائل منزلية آمنة مثل تناول السوائل الدافئة لترطيب الحلق، واستنشاق البخار لتسهيل خروج البلغم، واستخدام محلول الملح لتنظيف الأنف، كما يمكن رفع رأس الطفل أثناء النوم لتخفيف الاحتقان وتحسين التنفس.

كما أن العسل الطبيعي بعد سن عام واحد يعد من أفضل العلاجات الطبيعية لتهدئة السعال، فهو يحتوي على مواد مضادة للبكتيريا والالتهاب تساعد في تهدئة الحلق، ولكن يجب عدم إعطائه للأطفال دون السنة الأولى لتجنب خطر التسمم.

ويفضل الابتعاد عن الروائح القوية والدخان في المنزل لأنها تهيج الجهاز التنفسي وتزيد الكحة سوءًا، كما أن تهوية الغرفة والحفاظ على رطوبة الهواء يساعدان في تحسين التنفس الطبيعي للطفل.

نصائح الأطباء للوقاية

من أجل حماية الأطفال من مضاعفات السعال ينصح الأطباء بعدة خطوات أساسية أهمها عدم اللجوء إلى «أدوية الكحة» دون تشخيص طبي واضح، ومراقبة الطفل في حال ظهور أي أعراض تنفسية غير طبيعية مثل صعوبة التنفس أو الزرقة حول الفم، وكذلك تجنب إعطاء الطفل أي دواء للكبار حتى لو كانت الجرعة صغيرة

كما يجب قراءة النشرة الداخلية لأي دواء قبل الاستخدام ومعرفة المادة الفعالة والتأكد من صلاحية العبوة وعدم تخزين الأدوية في أماكن ساخنة أو رطبة لأنها تفقد فعاليتها.

ويشدد الخبراء على أن الطبيب وحده هو القادر على تحديد نوع الدواء المناسب لعمر الطفل ووزنه وحالته الصحية، وهو من يقرر إن كان بحاجة إلى علاج دوائي أم لا.

«أدوية الكحة» ليست وسيلة آمنة دائمًا كما يعتقد البعض، فهي قد تنقذ في حالات معينة لكنها قد تضر أكثر مما تنفع إذا استُخدمت بطريقة خاطئة، لذا يجب على كل أم أن تدرك أن العناية بالطفل تبدأ من استشارة الطبيب وعدم الانسياق وراء الإعلانات أو التجارب الشخصية، لأن صحة الطفل أغلى من أي تجربة.

تم نسخ الرابط