الأربعاء 05 نوفمبر 2025 الموافق 14 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

طقطقة المفاصل وأسبابها.. تعرف على المخاطر وطرق الوقاية

طقطقة المفاصل
طقطقة المفاصل

المفاصل هي تلك الوصلات الحيوية التي تربط بين العظام وتمنح الجسم القدرة على الحركة والمرونة، ولكن هناك ظاهرة شائعة تسمى «طقطقة المفاصل» أو «صوت فرقعة المفاصل» يسمعها كثير من الناس عند تحريك الركبة أو الأصابع أو الكتف، وهي رغم شيوعها تثير القلق لدى البعض، إذ يتساءلون عن أسبابها وما إذا كانت علامة على وجود خلل أو مرض، وبينما قد تكون «طقطقة المفاصل» أمرًا طبيعيًا في بعض الحالات، فإنها أحيانًا تشير إلى مشكلة تحتاج إلى انتباه وعلاج.

أسباب طقطقة المفاصل

تحدث «طقطقة المفاصل» لأسباب متعددة تتعلق بتركيب المفصل وحالته، فقد تنتج أحيانًا عن تحرك «الغازات» داخل السائل الزلالي الذي يملأ تجويف المفصل، إذ تتكون فقاعات صغيرة تنفجر عند الحركة مسببة الصوت المميز الذي يسمعه الشخص، وهذه الحالة غالبًا ما تكون غير ضارة، وتعتبر من الظواهر الفيزيولوجية العادية التي تحدث في الجسم، خاصة في مفاصل الأصابع والركبتين والرقبة.

لكن هناك حالات أخرى ترتبط بوجود «مشكلات في المفاصل» نفسها، مثل تآكل الغضاريف أو ضعف الأنسجة المحيطة بها، وهو ما يحدث مع التقدم في العمر أو نتيجة «الإصابات الرياضية» أو الإجهاد الزائد، حيث يؤدي الاحتكاك المباشر بين العظام إلى صدور صوت الطقطقة، وقد يصاحبه ألم أو تيبس أو تورم في بعض الأحيان، مما يشير إلى وجود «التهاب في المفاصل» أو بداية «خشونة المفاصل» التي تعد من أكثر أمراض الجهاز الحركي شيوعًا.

المفاصل وتأثير قلة الحركة

قلة النشاط البدني تؤثر سلبًا على «المفاصل» وتجعلها أكثر عرضة للطقطقة، إذ يؤدي الجلوس لفترات طويلة دون تحريك الجسم إلى ضعف الدورة الدموية في المفاصل، وتقليل كمية السائل الزلالي الذي يساعد على تليين الحركة ومنع الاحتكاك، مما يسبب شعورًا بتيبس المفصل وصعوبة في الحركة عند النهوض أو الانحناء، كما أن نمط الحياة الخامل يضعف العضلات الداعمة للمفاصل، فيفقد الجسم جزءًا من توازنه واستقراره، وهو ما يزيد من احتمالات سماع الطقطقة أثناء أي حركة مفاجئة.

النظام الغذائي وصحة المفاصل

تلعب التغذية دورًا رئيسيًا في الحفاظ على «المفاصل» قوية وسليمة، إذ تساعد الأطعمة الغنية بـ«الكولاجين» و«أحماض أوميغا 3» على حماية الغضاريف من التآكل، وتعمل على تقليل الالتهابات داخل المفصل، ومن أهم هذه الأطعمة الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين، والمكسرات، والبذور، بالإضافة إلى الخضروات الورقية الغنية بمضادات الأكسدة، كما أن تناول كميات كافية من الماء يساهم في ترطيب المفاصل ويحافظ على مرونتها، في حين أن الإفراط في تناول الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة يضر بصحة المفاصل ويزيد الالتهاب الداخلي.

متى تصبح طقطقة المفاصل خطيرة

قد تكون «طقطقة المفاصل» مصحوبة بأعراض أخرى تستدعي استشارة الطبيب، مثل الشعور بالألم المستمر أو التورم أو فقدان القدرة على الحركة بسهولة، ففي هذه الحالات قد تشير الطقطقة إلى وجود «تمزق في الأربطة» أو «خلل في الغضروف المفصلي»، أو حتى بداية «خشونة المفاصل»، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو أولئك الذين يمارسون أنشطة بدنية عنيفة تضغط على المفاصل بشكل متكرر، لذلك فإن ملاحظة الأعراض المصاحبة أمر ضروري لتحديد مدى خطورة الحالة.

نصائح للوقاية من طقطقة المفاصل

الوقاية من «طقطقة المفاصل» تبدأ بالعناية اليومية بالجسم، إذ يُنصح بالحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل، وممارسة التمارين الخفيفة المنتظمة مثل المشي أو السباحة أو اليوغا التي تعزز مرونة المفاصل وتقوي العضلات المحيطة بها، كما يُنصح بتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة، وأخذ فترات راحة لتغيير وضع الجسم، إضافة إلى الاهتمام بترطيب المفاصل من خلال شرب الماء بانتظام، والحصول على غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين «د» و«الكالسيوم» و«المغنيسيوم».

ويفضل أيضًا الابتعاد عن العادات الخاطئة مثل «فرقعة الأصابع المتكررة» بشكل متعمد، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تؤدي على المدى الطويل إلى ضعف الأربطة أو تضخم المفصل، كما يُفضل ارتداء الأحذية المريحة الداعمة للكاحلين لتقليل الضغط على مفاصل القدمين، خاصة لمن يقفون أو يمشون لفترات طويلة خلال اليوم.

أهمية الحركة السليمة للمفاصل

إن الحفاظ على «المفاصل» يتطلب وعيًا بكيفية تحريك الجسم بطريقة صحيحة، فالانحناء أو رفع الأشياء الثقيلة بطريقة غير مناسبة قد يسبب ضغطًا زائدًا على المفاصل ويؤدي إلى إصابات مزمنة، لذلك يُوصى بتعلم الوضعيات الصحيحة أثناء العمل أو ممارسة الرياضة، كما أن الإحماء قبل أي نشاط بدني يساعد على تهيئة المفاصل للحركة وتقليل فرص حدوث الطقطقة أو الشد العضلي، ومع التقدم في العمر يصبح الاهتمام بالحركة السليمة أكثر أهمية لأن الغضاريف تفقد جزءًا من مرونتها.

المفاصل والإجهاد النفسي

من المدهش أن «المفاصل» تتأثر أيضًا بالحالة النفسية، إذ إن التوتر والقلق المزمنين قد يؤديان إلى شد عضلي مفرط حول المفاصل، مما يزيد من الضغط عليها ويسبب طقطقة أو آلامًا خفيفة، لذلك ينصح الخبراء باللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق، وممارسة الرياضة المنتظمة لتخفيف التوتر وتحسين تدفق الدم إلى المفاصل، فالعلاقة بين «العقل والجسد» أوضح مما يظنه كثير من الناس، والعناية بالصحة النفسية تنعكس دائمًا على «صحة المفاصل».

«طقطقة المفاصل» ليست دائمًا علامة مرضية، فقد تكون طبيعية في كثير من الأحيان، لكنها قد تشير أحيانًا إلى مشكلة في المفصل تتطلب التدخل المبكر، لذلك فإن الوعي بأسبابها والعناية بالجسم والحركة والتغذية من أهم الوسائل للحفاظ على مفاصل سليمة مدى الحياة، ومع اتباع النصائح الوقائية ومراقبة أي تغيرات غير طبيعية يمكن لكل شخص أن يتمتع بجسم أكثر راحة ومرونة.

تم نسخ الرابط