أمين الفتوى يحسم الجدل حول الابتسام أثناء الصلاة

الإثنين 17/نوفمبر/2025 - 09:00 م

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على تساؤل هام ورد إليه من الطفل جميل عمر، يتعلق بحكم التبسم أو الضحك أثناء الصلاة.

وتأتي هذه الأسئلة ضمن سلسلة من الاستفسارات المتكررة التي تطرح وسط الأطفال الذين يبتهجون بالذهاب إلى المسجد ويشعرون بالبهجة لوقوفهم في الصف بين المصلين، تعكس هذه الاستفسارات براءة الأطفال وحرصهم على أداء العبادات بشكل صحيح.

وقد أوضح أمين الفتوى هذه الأحكام الشرعية خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد.

الخشوع أولاً: الصلاة استحضار لعظمة الله

أكد الدكتور علي فخر على أن الصلاة هي أهم الأركان في الإسلام، ويجب أن تؤدى في حالة من الخشوع التام والانشغال الكامل بذكر الله.

حكم الضحك في الصلاة

المنع الشرعي: أكد أمين الفتوى أن «الضحك في الصلاة لا يجوز».

عظمة المقام: أوضح السبب قائلاً إن المصلي يجب أن «يستحضر عظمة الله» وأنه واقف بين يديه سبحانه وتعالى.

تكبيرة الإحرام والانشغال: شدد على أن تكبيرة الإحرام تعني «الانشغال الكامل بالصلاة دون أي أمر خارجها».

وأضاف الدكتور علي فخر أنه لا يوجد في الصلاة ما يُسمّى بـ «الضحك أو التبسّم الواضح»، وعلى المسلم أن يؤدي الصلاة بهدوء وخشوع ومهابة حتى يفرغ منها، ثم بعد ذلك يفعل ما يشاء.

تحذير هام للأطفال: إيذاء الآخرين والتعاون مع الشيطان

وجه الدكتور علي فخر تحذيراً شديداً إلى الأطفال الذين قد يتسببون في إلهاء غيرهم من المصلين أثناء الصلاة، مشدداً على خطورة هذا التصرف.

خطأ كبير وإشغال: أشار أمين الفتوى إلى أن بعض الأطفال قد «يلهون بعضهم أثناء الصلاة»، وهو ما يُعد خطأ كبيراً.

التعاون مع الشيطان: أوضح أن إخراج المصلي من الخشوع أو إشغاله عن صلاته هو عمل «يعين الشيطان على الإنسان».

سؤال الضمير: وجه أمين الفتوى سؤالاً مباشراً للأطفال: «هل تحب أن تكون عونًا للشيطان على أخيك؟»، مؤكداً أن هذا الفعل يوقع الطفل في إثم، ويجب عليه التوبة والاستغفار وعدم تكراره.

نصائح للتركيز التام: استحضار عظمة المقام

في ختام حديثه عن الحكم الشرعي، وجه أمين الفتوى نصيحة أبوية للأطفال الذين يحرصون على الصلاة والمحافظة عليها:

ضبط النفس والتركيز: دعاهم إلى «ضبط النفس والتركيز التام» أثناء الوقوف بين يدي الله تعالى.

تجنب المشغلات: طالبهم بألا يلتفتوا لأي شيء يشغلهم، وأن يستحضروا «عظمة المقام» الذي يقفون فيه، فالصلاة هي لقاء بين العبد وربه.

الترغيب في العبادة: إحياء السنن الاجتماعية الجميلة

تطرق الدكتور علي فخر إلى جانب هام يتعلق بالتشجيع على الصلاة في سن الطفولة، مؤكداً على أهمية الوسائل المحببة للأطفال:

ذكريات التشجيع: استعاد ذكريات من صغره ومن مشايخ زمان الذين كانوا يشجعون الأطفال على الصلاة وحفظ القرآن، من خلال تقديم «قطع الحلوى والبونبوني» بعد الصلاة.

حب المسجد والعبادة: أكد أن هذه الوسائل البسيطة تُحبّب الأطفال في المسجد وتغرس فيهم «حب العبادة».

تعزيز الالتزام: شدد على أن إحياء هذه السنن الاجتماعية الجميلة يعزز التزام الصغار ويشجعهم على المداومة على الصلاة والارتباط بها.

التبسُّم والضحك: فارق يبطل الصلاة

أوضح الدكتور علي فخر أن هناك فرقاً بين «التبسُّم الخفيف» الذي قد يكون نتيجة خاطر عابر أو سرور داخلي، وبين الضحك الذي يكون بقهقهة أو بظهور الأسنان.

الضحك المُبطل للصلاة هو ما كان واضحاً ومسموعاً، حيث يذهب الخشوع والهيبة بشكل كامل، ويُستلزم في هذه الحالة إعادة الصلاة كاملة.

أما التبسُّم البسيط الذي لا يُسمع ولا يُغير من هيئة المصلي الخارجية بشكل كبير، فلا يبطل الصلاة، وإن كان يُنقص من أجرها وخشوعها.

وشدد على أن الهدف هو «تحقيق السكينة التامة» أثناء الوقوف بين يدي الخالق.

وناشد أمين الفتوى أولياء الأمور بضرورة التوعية المستمرة للأطفال داخل المنزل وخارجه، لترسيخ «قيمة الخشوع في نفوسهم» قبل اصطحابهم إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة.