كارثة إنسانية.. الأمم المتحدة ترصد بيانات مفزعة للتصعيد العسكري الإسرائيلي بـ غزة
تعيش منطقة شمال غزة ظروفًا إنسانية مأساوية، حيث وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الوضع بأنه "كارثي" نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل.
هذه العمليات العسكرية تسببت في تدهور الأوضاع المعيشية للسكان، مما جعلهم يواجهون صعوبات هائلة في الحصول على أساسيات الحياة مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.
ووفقًا لمركز إعلام الأمم المتحدة، فإن ثلاثة مستشفيات فقط في شمال غزة تعمل بكامل طاقتها، لكن حتى هذه المرافق تعاني من نقص حاد في الوقود والأدوية، مما يعرض حياة حوالي 285 مريضًا للخطر في ظل الظروف المحيطة التي تعيق تقديم الخدمات الطبية الضرورية.
تدهور الخدمات الصحية
في ظل التصعيد العسكري، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة لا يزال مكتظًا، رغم عملية الإجلاء الأخيرة لبعض المرضى. يستقبل المستشفى يوميًا ما بين 50 و70 جريحًا جديدًا، وهو ما يُظهر حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، توقفت أكثر من عشرين مركزًا للرعاية الصحية الأولية في المحافظة عن العمل، مما يزيد من الضغط على المرافق المتبقية.
هذه الأزمة الصحية المتزايدة تأتي في وقت يحتاج فيه السكان إلى خدمات طبية عاجلة، مما يعكس فشل النظام الصحي في مواجهة هذه الأوضاع الطارئة.
نقص المواد الغذائية
أضاف مكتب الأمم المتحدة أن الشركاء الذين يعملون على تقديم المساعدات الغذائية للسكان في شمال غزة يستمرون في توزيع أي إمدادات متاحة، إلا أن هذه المخزونات تتناقص بشكل ملحوظ.
في مدينة غزة، يتم توزيع أكثر من 110 آلاف وجبة يوميًا من قبل ما لا يقل عن 10 مطابخ، بما في ذلك مطبخ جديد تم إنشاؤه مؤخرًا في مخيم الشاطئ للاجئين.
ولكن، حذر المكتب من نقص حاد في المواد الغذائية، مؤكدًا أنه لم يتبق سوى القليل من الطعام للتوزيع.
ومن المتوقع أن تضطر معظم المخابز إلى الإغلاق مجددًا في غضون أيام بسبب نقص الوقود، مما سيزيد من تفاقم أزمة الغذاء ويعرض حياة الآلاف من الناس للخطر.
الأمم المتحدة تؤكد على ضرورة احترام فترات الهدنة
في ظل هذه الظروف الصعبة، تستمر الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، حيث أكدت الأمم المتحدة على أهمية احترام الأطراف لفترات الهدن الإنسانية المتفق عليها.
هذا الأمر ضروري لضمان قدرة الأمم المتحدة وشركائها على الوصول إلى الأطفال المحتاجين إلى اللقاح.
وفي اليوم الأول من الحملة، تم تطعيم حوالي 93 ألف طفل تحت سن العاشرة، مما يُظهر الجهود المبذولة لمواجهة هذه الأزمة الصحية.
وأكدت وكالة الأونروا أنها قامت بتطعيم 43% من الأطفال الذين تم الوصول إليهم، مما يعكس الحاجة الملحة لتوفير الرعاية الصحية في ظل هذه الظروف القاسية.