الجامعة العربية: إسرائيل دولة مارقة تمثل تهديدًا للسلام والأمن الدولي
في إطار الجهود المستمرة لدعم لبنان وشعبه في مواجهة التحديات الحالية، شارك الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكي، في المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته، الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس.
وقد افتتح المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحضور نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة اللبنانية، بتكليف من أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
نزوح أكثر من مليون ومائتي ألف شخص لبناني
ألقى السفير حسام زكي كلمة الجامعة العربية أمام المؤتمر، حيث تناول فيها الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأشار إلى الضربات العشوائية التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية، مما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء والمسعفون.
كما أوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن هذا العدوان أدى إلى نزوح أكثر من مليون ومائتي ألف شخص، نتيجة التهديد والترويع وتدمير منازلهم وقراهم، مما يعكس مدى الحاجة إلى دعم المجتمع الدولي للبنان في هذه المرحلة الحرجة.
إسرائيل تمثل تهديد للسلم والأمن الدولي
سلط "زكي" الضوء على أن إسرائيل، بجرائمها المستمرة في غزة ولبنان، أصبحت دولة مارقة على القانون والنظام الدوليين، فقد بات سلوكها يمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في المنطقة والعالم.
كما أكد أن هذه الجرائم تمثل مرحلة تعسة من تاريخ البشرية، تعكس انهيار القيم الإنسانية وحقوق الأفراد والشعوب في الحياة والحرية والعدالة والمساواة. إن استمرار هذا الوضع يتطلب تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات.
زكى يدعو مجلس الأمن للقيام بدوره
شدد الأمين العام المساعد للجامعة العربية، على ضرورة توفر الإرادة الدولية لوقف الحرب، وتفعيل كافة الأدوات الدبلوماسية المتاحة، في هذا السياق، دعا إلى أن يقوم بدوره الفعال لمنع انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف قد تؤثر على استقرار العالم بأسره. فبدون تدخل عاجل، قد يستمر الصراع في إلحاق الأذى بشعوب المنطقة، مما يستدعي تنسيق الجهود الدولية بشكل عاجل.
تطبيق قرار مجلس الأمن 1701
عرض "زكي" محددات الموقف العربي تجاه إنقاذ لبنان، مؤكدًا على أن الأولوية يجب أن تكون لوقف العدوان وإطلاق النار الفوري. وقد دعا إلى التزام الجميع بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الذي يسعى لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على سيادة لبنان.
كما أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية، على أهمية تكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدات المالية والإغاثية إلى لبنان، مع تقديم الدعم والمساندة الكاملة للجيش اللبناني، بما يمكنه من أداء دوره الأساسي في حماية البلاد وبسط سيادتها.
أهمية إنهاء الشغور الرئاسي
أشار زكي أيضًا إلى ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي غير المسبوق الذي تشهده البلاد في ظل هذه التحديات والمخاطر المحدقة بمستقبل الشعب اللبناني.
ودعا القيادات السياسية إلى التوصل إلى توافقات تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، استنادًا إلى الدستور اللبناني واتفاق الطائف. حيث إن الوضع الراهن في البلاد لا يحتمل مزيدًا من التأجيل أو التأخير لهذا الاستحقاق الدستوري الهام، حفاظًا على تماسك مؤسسات الدولة وتفعيل دورها.
دور قوات حفظ السلام
نوه زكي بالدور المهم الذي تقوم به قوات حفظ السلام اليونيفيل في لبنان، مؤكدًا على أهمية الالتزام بالحفاظ على سلامة أفرادها ومقراتها، فاستمرار وجود هذه القوات يُعتبر عنصرًا أساسيًا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما يتطلب التعاون من جميع الأطراف المعنية.
اختتم زكي كلمته بالإشادة بروح الصمود والتآزر التي تجلت لدى الشعب اللبناني خلال هذه المحنة. وأكد على أهمية تمسك اللبنانيين بالوحدة الوطنية وعدم إتاحة المجال لأي انقسامات، سواءً كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية.