الأردن: المجتمع الدولي ملزم بدعم لبنان بعد نزوح أكثر من مليون شخص
مع تزايد حدة الصراعات التي يمر بها الشعب اللبناني، أكد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، على ضرورة التحرك الفوري من المجتمع الدولي لمساعدة لبنان في تلبية احتياجات أكثر من مليون ومئتي ألف نازح شردتهم إسرائيل من منازلهم منذ بدء العدوان في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.
وأشار الصفدي إلى أن العبء المترتب على لبنان أكبر من قدرته على تحمله، مما يستدعي دعمًا دوليًا عاجلًا لضمان حقوق النازحين وتأمين احتياجاتهم الأساسية.
معاناة النازحين
في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي افتتحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدد الصفدي على أنه "لا يجب أن يُعاني النازحون من ذل العوز بعد أن عاشوا رعب ترك بيوتهم وحياتهم".
وأكد على أهمية تقديم الدعم الإنساني الأساسي، لكن مع التركيز على إنهاء سبب الكارثة، وصف الصفدي العدوان على لبنان بأنه غير شرعي وهمجي ولا يمكن تبريره، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم الدعم والمساعدة في هذه الأوقات العصيبة.
إدانة الجرائم الإسرائيلية
وأشار الصفدي إلى أن العالم يجب أن يعترف بالهوية الوحشية والتوسعية والعنصرية للحكومة الإسرائيلية.
دعا إلى إيقاف هذه الحكومة عن قتل الأبرياء وتجويعهم وتدمير حياتهم، موضحًا أن "إسرائيل ترتكب في غزة ولبنان جرائم حرب لم يرَ العالم مثيلًا لها منذ عقود، ولا يجب أن يقبل العيش معها".
وأكد أن الحصانة التي وفّرها المجتمع الدولي لإسرائيل قد مكّنتها من خرق القانون الدولي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
تطرق الصفدي أيضًا إلى التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، مؤكدًا أنه لا يوجد شريك للسلام في إسرائيل.
وذكر أن السياسات الإسرائيلية مثل التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي تعيق أي فرص لتحقيق السلام.
وأوضح أن هذه السياسات تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تحرم شعوب المنطقة من حقها في العيش بسلام، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة ويعوق جهود تحقيق تسوية شاملة.
دور الأردن في دعم لبنان وفلسطين
شدد الصفدي على أن الأردن سيستمر في بذل كل الجهود الممكنة لوقف العدوان على فلسطين ولبنان، والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار للجميع.
وأكد على أن الأمن لا يتحقق عبر الحروب، بل من خلال العدالة والسلام، مما يتطلب احترام حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة، وتنفيذ حل الدولتين بما يضمن تحقيق تطلعات الشعبين.
أعلن الصفدي أيضًا عن استمرار الأردن في دعم لبنان وجهوده لإعادة بناء مؤسساته الوطنية، بدءًا من انتخاب رئيس جمهورية جديد.
وأكد أن المملكة ستواصل تقديم الدعم الإنساني لمساعدة لبنان في تلبية احتياجات النازحين، ودعم القوات اللبنانية المسلحة لتكون قادرة على أداء دورها في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
ضرورة تحرك المجتمع الدولي
ختامًا، شدد الصفدي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوريًا لإنهاء العدوان على لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الذي ينص على ضرورة احترام السيادة اللبنانية.
ودعا إلى تكاتف جميع الجهود لتوفير المساعدات للبنان، مشيرًا إلى أهمية المؤتمر في تنسيق جهود الدعم الدولي.
وأكد على ضرورة إرسال رسالة واضحة للعالم بأن القتل وخرق القانون الدولي لن يُقبل، وأن إسرائيل يجب أن تُحاسب على أفعالها، لتفقد ما تبقى لها من مصداقية أمام المجتمع الدولي.