الجامعة العربية: ترامب قد يكون قادرًا على تحقيق توازن جديد بالشرق الأوسط
بعد فوز دونالد ترامب تلعب الانتخابات الأمريكية دورًا محوريًا في تحديد مستقبل العلاقات الدولية، حيث تؤثر نتائجها على سياسات الولايات المتحدة تجاه قضايا وأزمات متعددة حول العالم.
وفي هذا السياق، علق السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، على فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، واصفًا إياه بالمفاجئ، خاصة في ظل التوقعات التي رجحت كفة المرشحة كامالا هاريس، والتي حظيت حملتها بقدر كبير من الدعم الشعبي والزخم الإعلامي.
ومع ذلك، استطاع ترامب أن يحقق الفوز، سواء عبر الأصوات الشعبية أو أصوات المجمع الانتخابي، مما خالف التوقعات وأحدث صدى واسعًا في الأوساط السياسية.
ترامب وقضايا الشرق الأوسط
وأكد زكي، خلال تصريحات تلفزيونية، أن سياسات ترامب من المتوقع أن تركز بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل التعقيدات والتوترات المستمرة في الإقليم.
وأوضح أنه إذا تمكن ترامب من اتباع نهج متوازن وحكيم، فقد يتمكن من تحقيق إنجازات كبيرة على المستوى الشخصي والسياسي، وربما يهيئ ذلك له الفرصة للحصول على جائزة نوبل للسلام.
ويرى زكي أن استقرار الشرق الأوسط يعتبر من القضايا الجوهرية التي قد تسهم في تحسين صورة ترامب على الصعيد الدولي.
صفقة محتملة مع إسرائيل
وتطرق السفير زكي إلى فكرة وجود صفقة محتملة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الاتفاقيات قد يساهم في إنهاء بعض الصراعات في المنطقة.
ويرى أن مثل هذه الصفقة، إن تمت، قد تمثل "هدية سياسية" لترامب من الجانب الإسرائيلي، حيث يسعى نتنياهو لتحقيق استقرار يصب في مصلحة إسرائيل ويمكّن ترامب من إحراز نقاط سياسية إضافية.
الاوضاع في لبنان
وفيما يتعلق بالوضع في لبنان، أشار زكي إلى التطورات الخطيرة التي شهدتها البلاد مؤخرًا، والتي أسفرت عن دمار هائل وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وأكد أن الوضع مقلق، خاصة في ظل استمرار الاحتلال وتصاعد العنف، محذرًا من أن الأسابيع المقبلة قد تحمل المزيد من المخاطر على المدنيين.
ودعا إلى أهمية تدخل ترامب والمجتمع الدولي لدعم مفاوضات تهدف إلى تهدئة الأوضاع واحتواء الأزمة.
السياسات المتشددة لنتنياهو وأثرها على المنطقة
وأضاف زكي أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تتسم بالتعنت، أدت إلى تقويض فرص الحوار السياسي في المنطقة، مما يعكس سعيه لتحقيق مكاسب ميدانية بعيدًا عن الحلول الدبلوماسية.
ويرى زكي أن هذا النهج يشكل عائقًا أمام مساعي السلام، ويزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية، خاصة في ظل غياب الجهود الدبلوماسية الكافية للتهدئة.
الأزمات السياسية في الداخل اللبناني
أما على الساحة الداخلية اللبنانية، فقد أوضح السفير زكي أن هناك تباينات وخلافات واسعة بين القوى السياسية، وهو ما ساهم في إطالة أزمة الشغور الرئاسي وتعميق الخلافات.
وأشار إلى أن حزب الله يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية في تفاقم هذه الأزمة، حيث إن موقفه الرافض للتوافق يزيد من تعقيد الأزمة ويحول دون الوصول إلى حلول سياسية.
التزام الجامعة العربية تجاه لبنان
اختتم السفير زكي تصريحاته بالتأكيد على التزام الجامعة العربية تجاه لبنان، مشددًا على أن الجامعة لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاهه.
وأكد أن دعم لبنان جزء لا يتجزأ من مسؤولية الجامعة العربية، خصوصًا في ظل التحديات التي يواجهها هذا البلد، مما يستدعي تعزيز التعاون العربي لضمان استقراره واحتواء الأزمة الراهنة.