طفلك يتأخر في الكلام؟.. نصائح فعّالة لتنمية مهاراته اللغوية
تأخر الكلام عند الأطفال هو مصدر قلق شائع للعديد من الآباء والأمهات، يتعلم الأطفال التحدث بمعدلات متفاوتة، ولكن إذا شعرت أن طفلك قد تأخر بشكل ملحوظ عن أقرانه، فقد يكون من المهم التدخل المبكر لدعمه.
وفي هذا المقال يتناول “القارئ نيوز” بعض النصائح الفعّالة التي يمكن أن تساعد في تحسين مهارات طفلك اللغوية وتشجيعه على التحدث.
أولاً: تعرفي على علامات تأخر الكلام
قبل البدء في معالجة المشكلة، يجب فهم ما إذا كان طفلك يعاني بالفعل من تأخر في الكلام. العلامات الشائعة لتأخر الكلام تشمل:
عدم إصدار الأصوات أو الهمهمات بحلول 12 شهرًا.
عدم قول كلمات بسيطة مثل “ماما” أو “بابا” بحلول 18 شهرًا.
صعوبة في تكوين جمل مكونة من كلمتين أو أكثر بحلول عمر السنتين.
قلة المفردات مقارنة بأقرانه في نفس العمر.
إذا لاحظتِ هذه العلامات، فقد يكون من الجيد استشارة طبيب الأطفال أو اختصاصي النطق لتقييم الحالة.
ثانياً: تحدّثي مع طفلك باستمرار
التفاعل المستمر مع طفلك هو أحد أفضل الطرق لتطوير مهاراته اللغوية، تحدثي معه عن كل شيء تقومين به، مثل إعداد الطعام، تنظيف المنزل، أو حتى أثناء اللعب؛ استخدمي جملًا بسيطة وواضحة مع تكرار الكلمات الأساسية ليتمكن من استيعابها بسهولة.
على سبيل المثال: “هيا نأكل التفاحة. هذه تفاحة حمراء.” يمكن لهذه الجمل البسيطة أن تساعد طفلك على ربط الكلمات بالأشياء المحيطة به.
ثالثاً: اقرأِ الكتب المصورة
القراءة من أكثر الأنشطة فعالية لتحفيز اللغة عند الأطفال، اختاري كتبًا تحتوي على صور ملونة وكلمات بسيطة، أثناء القراءة، أشيري إلى الصور واسألي طفلك أسئلة مثل: “ما هذا؟” أو “ما لون هذه السيارة؟”،
حتى إذا كان طفلك لا يجيب في البداية، فإن الاستماع إلى الكلمات والتفاعل معك سيشجعه على التحدث لاحقًا.
رابعاً: شجعي على اللعب التفاعلي
اللعب هو وسيلة رائعة لتعزيز اللغة، اختاري ألعابًا تتطلب التواصل، مثل الألعاب التمثيلية (اللعب بالمطبخ أو دمى الحيوانات) حيث يمكنك التحدث معه عن الأدوار والأنشطة، على سبيل المثال: “ما الذي تطبخه؟ هل هو حساء؟”
يمكنك أيضًا استخدام الأغاني التعليمية التي تحتوي على كلمات مكررة وأنغام مشوقة لجذب انتباهه.
خامساً: قللي من استخدام الأجهزة الإلكترونية
على الرغم من أن الشاشات تحتوي على برامج تعليمية موجهة للأطفال، إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤثر سلبًا على تطور اللغة، الأطفال بحاجة إلى التفاعل الاجتماعي المباشر لتعلم الكلام، وهو ما لا توفره الأجهزة الإلكترونية، حاولي تقليل وقت الشاشة وتشجيع التفاعل الواقعي معك ومع أفراد العائلة.
سادساً: استخدمي الإشارات والإيماءات
إذا كان طفلك يجد صعوبة في التعبير بالكلمات، شجعيه على استخدام الإشارات والإيماءات للتواصل، على سبيل المثال، إذا أراد شيئًا دعيه يشير إليه، ثم قومي بتسميته بصوت واضح، هذا النهج يساعد على تعزيز الرابط بين الكلمات والمعاني.
سابعاً: كوني صبورة وداعمة
من المهم أن تتذكري أن تعلم اللغة قد يكون تحديًا بالنسبة لبعض الأطفال، ويحتاجون إلى الوقت والدعم، لا تضغطي على طفلك للتحدث ولا تظهري إحباطك إذا لم يحرز تقدمًا سريعًا، بدلاً من ذلك كوني داعمة واحتفلي بأي تقدم يحرزه مهما كان صغيرًا.
متى تستشيرين المختصين؟
إذا كان طفلك يبلغ من العمر عامين أو أكثر ولا يتحدث أو يعاني من صعوبة في التواصل بشكل عام، فمن الأفضل استشارة اختصاصي النطق واللغة، يمكن أن يساعد التقييم المهني في تحديد الأسباب المحتملة لتأخر الكلام، سواء كانت مرتبطة بمشاكل سمعية، أو اضطرابات أخرى مثل التوحد، أو مجرد تأخر طبيعي.
تأخر الكلام ليس بالضرورة مدعاة للقلق، لكنه يستحق الاهتمام والدعم، من خلال تطبيق هذه النصائح والتفاعل المستمر مع طفلك، يمكنك مساعدته على اكتساب المهارات اللغوية التي يحتاجها، تذكري أن كل طفل فريد من نوعه، وما ينجح مع طفل قد لا ينجح مع آخر، لذا كوني مرنة وصبورة، واستمتعي برحلة تطور طفلك