حسام موافي يحذر: هذه الأعراض تشير إلى إصابة طفلك بحمى البحر المتوسط

حمى البحر المتوسط هي حالة طبية نادرة نسبياً، لكنها شائعة في بعض المناطق، خاصة في الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، يُعتبر مرض حمى البحر المتوسط من الأمراض الوراثية التي تؤثر على الجهاز المناعي، وتسبب التهابات شديدة في مختلف أجزاء الجسم، حذر الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة، من أن بعض الأعراض قد تشير إلى إصابة الطفل بهذا المرض، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لهذا النوع من الأمراض، في هذا المقال سنتعرف على الأعراض التي قد تشير إلى إصابة الطفل بحمى البحر المتوسط وكيفية التعامل معها.

ما هي حمى البحر المتوسط؟

حمى البحر المتوسط، والتي تُعرف أيضًا بالحمى العائلية المتوسطية (FMF)، هي مرض وراثي يؤدي إلى حدوث نوبات من الالتهابات الشديدة التي تُصيب الأنسجة في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة وأعراض أخرى مؤلمة، عادة ما تبدأ أعراض حمى البحر المتوسط في الظهور في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتتميز بنوبات متكررة من الألم والحمى، مما يؤثر على جودة الحياة.

الأعراض التي قد تشير إلى إصابة طفلك بحمى البحر المتوسط

حذر الدكتور حسام موافي من بعض الأعراض التي قد تشير إلى إصابة الطفل بحمى البحر المتوسط. هذه الأعراض تظهر عادة بشكل مفاجئ ومتكرر، وقد يصعب تشخيصها بشكل دقيق في البداية، إليك أبرز الأعراض التي يجب أن تنتبهي لها:

1.الحمى المتكررة

يُعد الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة من الأعراض الرئيسية لحالات حمى البحر المتوسط، عادةً ما يصاحب الحمى ألم شديد في البطن أو المفاصل، يمكن أن تستمر النوبات من عدة ساعات إلى أيام، وتعود لتظهر بشكل دوري، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا للطفل.

2.ألم البطن الحاد

يعد ألم البطن الحاد والمفاجئ من أبرز الأعراض التي يصاب بها الأطفال المصابون بحمى البحر المتوسط، يكون الألم عادة في الجزء السفلي من البطن وقد يكون شديدًا لدرجة أن الطفل لا يستطيع الحركة أو ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، في بعض الأحيان، قد يُخطئ الأطباء في تشخيص هذه الأعراض على أنها مشكلة في الجهاز الهضمي مثل التسمم أو التهاب الزائدة الدودية.

3.ألم المفاصل

يعاني الأطفال المصابون بحمى البحر المتوسط من آلام مفصلية شديدة، وقد يصيب هذا الألم المفاصل الكبرى مثل الركبتين والكاحلين، يعاني الطفل من تورم واحمرار في المفاصل، مما يعيق حركته اليومية، في بعض الحالات، قد تؤدي نوبات الألم هذه إلى ضعف في الحركة والمفاصل على المدى الطويل إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.

4.الطفح الجلدي

يظهر الطفح الجلدي أحيانًا في مناطق متفرقة من جسم الطفل، خاصةً في المناطق التي تتعرض للإحتكاك مثل البطن والفخذين، الطفح الجلدي قد يكون نتيجة للالتهابات التي تحدث في الجسم بسبب المرض، ويمكن أن يكون مصحوبًا بحكة شديدة أو احمرار.

5.تورم في الغدد الليمفاوية

قد يعاني الطفل المصاب بحمى البحر المتوسط من تورم الغدد الليمفاوية، وهي جزء من جهاز المناعة، يحدث هذا التورم بسبب استجابة الجسم للالتهابات المستمرة التي يعاني منها المصاب، قد يكون التورم في الغدد الليمفاوية مصحوبًا بالحمى والألم، وقد يكون من الصعب تحديد سبب التورم دون فحص طبي دقيق.

6.التعب العام والضعف

يمكن أن يشعر الطفل المصاب بحمى البحر المتوسط بإرهاق شديد وضعف عام بسبب النوبات المتكررة من الحمى والألم، قد يعاني الطفل من صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية مثل اللعب أو الذهاب إلى المدرسة.

التشخيص والعلاج

تشخيص حمى البحر المتوسط يتطلب إجراء فحوصات طبية دقيقة لتحديد السبب وراء الأعراض، يُنصح الأطباء عادة بإجراء اختبار دم للتحقق من مستوى الالتهاب في الجسم، وكذلك فحص الجينات للتأكد من وجود الطفرة الوراثية المسببة للمرض، في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لاختبارات إضافية مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية.

أما بالنسبة للعلاج، فيعتمد على استخدام أدوية مضادة للالتهابات مثل الكولشيسين، التي تعمل على تقليل النوبات الحادة من المرض وتخفيف الأعراض، إذا كانت النوبات شديدة، قد يوصي الطبيب بتناول أدوية إضافية مثل الأدوية الستيرويدية أو العلاج المناعي، من المهم أن يتم علاج حمى البحر المتوسط تحت إشراف طبي متخصص لضمان تحكم جيد في المرض وتجنب مضاعفاته.

الوقاية والمتابعة

لا يمكن الوقاية من حمى البحر المتوسط لأنها مرض وراثي، ولكن يمكن تقليل شدة الأعراض وتحسين جودة الحياة عن طريق العلاج المبكر والمتابعة المستمرة مع الطبيب، في حال كان هناك تاريخ عائلي لهذا المرض، يجب أن يتم فحص الأطفال بشكل دوري للكشف المبكر عن أي أعراض محتملة، حتى وإن كانت بسيطة.

حمى البحر المتوسط هي حالة صحية يمكن أن تؤثر على صحة الأطفال بشكل كبير، ولكن من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تقليل تأثيراتها والحد من النوبات الحادة، يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بالأعراض التحذيرية لهذا المرض مثل الحمى المتكررة، الألم الحاد في البطن والمفاصل، والطفح الجلدي، إذا لاحظت أي من هذه الأعراض على طفلك، يجب عليك استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج اللازمين.