كيف تميز بين أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي وفيروس HMPV؟
تعتبر الأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى تسببت في العديد من الأوبئة والفيروسات على مر السنين، وأحد العوامل المؤثرة في تفشي هذه الأمراض هو الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، من بين هذه الفيروسات نجد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) وفيروس HMPV (فيروس الجهاز التنفسي المخلوي البشري).
وعلى الرغم من أن كلا الفيروسين يؤثران على الجهاز التنفسي، إلا أن الأعراض التي يسببها كل منهما قد تكون مشابهة في بعض الحالات، مما يجعل من الصعب التمييز بينهما في البداية.
وفي هذا المقال يستعرض “القارئ نيوز” كيف يمكن التمييز بين أعراض الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي وفيروس HMPV، مع التركيز على الفروقات والعوامل التي تساعد في التشخيص الصحيح.
1. تعريف الفيروسات والأسباب المحتملة
الفيروس المخلوي التنفسي (RSV): هو فيروس يتسبب في التهابات الجهاز التنفسي، وهو من الأسباب الرئيسية للإصابة بنزلات البرد الشديدة في الأطفال الصغار والمسنين، يتميز هذا الفيروس بانتشاره السريع في فترات الشتاء، حيث يسبب التهابات في الأنف والحنجرة والشعب الهوائية والرئتين، عادة ما تتسبب الإصابة بالـ RSV في أعراض تتراوح من خفيفة إلى شديدة، وقد يؤدي إلى التهابات رئوية خاصة في الأطفال.
فيروس HMPV (فيروس الجهاز التنفسي المخلوي البشري): هو فيروس أقل شهرة مقارنة بـ RSV، ولكنه يعد سببًا رئيسيًا لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، هذا الفيروس أيضًا يسبب أعراضًا مشابهة للأنفلونزا، مثل السعال والحمى، ويمكن أن يتسبب في التهابات رئوية وحادة، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة أو كبار السن.
2. الأعراض المشتركة بين الفيروسين
الأعراض التي يسببها كل من الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس HMPV تكون مشابهة جدًا في كثير من الأحيان، مما يجعل من الصعب التفريق بينهما استنادًا فقط إلى الأعراض السريرية، تشمل الأعراض المشتركة:
السعال: السعال هو عرض رئيسي لكلا الفيروسين، ويمكن أن يكون جافًا أو مصحوبًا بمخاط.
الحمى: ارتفاع درجة الحرارة هو عرض شائع في كلا الحالتين.
احتقان الأنف والتهاب الحلق: يمكن أن يعاني المرضى من انسداد الأنف أو صعوبة في التنفس بسبب التورم في الممرات الأنفية.
الضيق التنفسي: قد يعاني المصابون من صعوبة في التنفس، خاصة في الحالات الشديدة، حيث يمكن أن يتسبب الفيروس في تورم الشعب الهوائية.
التعب العام: يشعر المصابون بالإرهاق العام وضعف الجسم نتيجة للعدوى.
3. الفروقات بين الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس HMPV
على الرغم من تشابه الأعراض بين الفيروسين، هناك بعض الاختلافات التي قد تساعد في التمييز بينهما:
العمر والفئات الأكثر تأثرًا:
RSV: يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي أكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار (تحت سن 5 سنوات)، خاصة الأطفال حديثي الولادة والمبتسرين، حيث يمكن أن يتسبب في التهابات رئوية شديدة تؤدي إلى الحاجة للعناية المركزة، الأطفال الأكبر سناً والبالغون يمكن أن يصابوا بالفيروس أيضًا، ولكن الأعراض تكون عادة أقل حدة.
HMPV: على الرغم من أن هذا الفيروس يمكن أن يصيب أي فئة عمرية، إلا أنه يُعتبر أكثر شيوعًا في الأطفال الصغار وكبار السن، ولكن، بشكل عام، يميل فيروس HMPV إلى التسبب في حالات مرضية أقل شدة مقارنة بـ RSV.
أنماط الأعراض:
RSV: يبدأ عادةً بأعراض شبيهة بالبرد، مثل سيلان الأنف والعطس، ثم قد يتطور إلى سعال شديد وضيق في التنفس، يمكن أن يعاني المرضى من مشاكل تنفسية حادة بسبب انسداد الشعب الهوائية.
HMPV: يتشابه بداية الأعراض مع RSV، لكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون السعال أكثر حدة ويستمر لفترة أطول، عادة ما يتسبب HMPV في أعراض تشبه الأنفلونزا أكثر من RSV.
المدة الزمنية للأعراض:
RSV: الأعراض في الغالب تستمر لمدة أسبوع إلى أسبوعين، وقد تزداد في بعض الحالات خطورة في الأيام الأولى من العدوى.
HMPV: أعراض فيروس HMPV قد تكون أقل حدة وتستمر عادة لفترة أقصر مقارنة بـ RSV.
4. التشخيص والاختبارات المخبرية
من المهم أن يتم التشخيص الدقيق للفيروس من قبل الأطباء باستخدام اختبارات مخبرية، مثل:
اختبار PCR: يمكن تحديد نوع الفيروس بدقة باستخدام اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، الذي يكشف عن الحمض النووي للفيروس في عينة مأخوذة من الجهاز التنفسي.
اختبارات مستضدات الفيروس: يمكن استخدام اختبارات سريعة للكشف عن مستضدات الفيروسات في العينات المأخوذة من المريض.
الأشعة السينية للصدر: يمكن أن تُظهر الأشعة السينية وجود التهاب رئوي في الحالات الشديدة من الإصابة.
5. العلاج والرعاية
علاج RSV: في معظم الحالات، يتم علاج الإصابة بـ RSV بشكل داعم، مثل الراحة والراحة السائلة، ومع ذلك في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر العلاج في المستشفى باستخدام الأوكسجين أو الأدوية المضادة للفيروسات.
علاج HMPV: لا يوجد علاج محدد لفيروس HMPV، ولكن العلاج يكون عادة داعمًا مثل السوائل والراحة. في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى العلاج في المستشفى.
6. الوقاية
نظرًا للطبيعة المعدية للفيروسين، يمكن اتباع بعض التدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروسات:
غسل اليدين بانتظام.
تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس.
تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى.
استخدام اللقاحات المتوفرة للفيروسات الشائعة، مثل الأنفلونزا، للمساعدة في الوقاية من بعض الأعراض المشابهة.
بينما يشترك كل من الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس HMPV في العديد من الأعراض المشتركة، مثل السعال والحمى وضيق التنفس، إلا أن هناك بعض الاختلافات التي يمكن أن تساعد الأطباء في التشخيص.
ومن المهم أن يكون المرضى في حالة يقظة حيال الأعراض التي تظهر لديهم، خاصة إذا كانوا في فئات عمرية أو صحية معرضة للمضاعفات، من خلال التشخيص السليم والعلاج المناسب، يمكن التعامل مع هذه الفيروسات بفعالية، مما يقلل من المضاعفات المحتملة.