الارتجاع الحمضي: أعراض مزعجة قد تهدد صحتك وأبرزها حرقان الصدر
يعد الارتجاع الحمضي هو حالة طبية شائعة تصيب العديد من الأشخاص حول العالم، وتسبب لهم مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على جودة حياتهم، يعرف الارتجاع الحمضي أو ما يُسمى أيضًا بالارتجاع المعدي المريئي (GERD) بحدوث تسرب للحمض المعدي من المعدة إلى المريء، ما يؤدي إلى تهيج أنسجة المريء وحدوث عدة أعراض مزعجة قد تصل إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها بالشكل الصحيح، ومن أبرز هذه الأعراض حرقان الصدر الذي يعد من أكثر العلامات شيوعًا للارتجاع الحمضي.
ما هو الارتجاع الحمضي؟
يحدث الارتجاع الحمضي عندما يعود الحمض المعدي من المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة، يحتوي المريء على صمام يسمى العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES)، والذي يكون عادةً مغلقًا بعد مرور الطعام إلى المعدة، في حالة الارتجاع الحمضي، يحدث ضعف في هذا الصمام، مما يسمح للحمض المعدي بالرجوع إلى المريء، ما يؤدي إلى الشعور بحرقان وتهيج في الصدر.
أعراض الارتجاع الحمضي
تختلف أعراض الارتجاع الحمضي من شخص لآخر، ولكن الأكثر شيوعًا هي:
1.حرقان الصدر (الحرقة): يعد حرقان الصدر من الأعراض الرئيسية التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالارتجاع الحمضي، ويشعر المريض بحرقان أو إحساس بالحرارة يبدأ عادة في منطقة الصدر ويصل إلى الحلق. يحدث هذا الشعور عندما يعود الحمض المعدي إلى المريء ويثير تهيج الأنسجة.
2.سعال جاف مستمر: قد يعاني المريض من سعال جاف مزمن خاصة في الليل، يتسبب الارتجاع الحمضي في تهيج الحلق والمريء، مما يؤدي إلى السعال المستمر.
3.صعوبة في البلع: قد يشعر البعض بألم أو صعوبة أثناء بلع الطعام نتيجة التهيج الناتج عن عودة الحمض إلى المريء.
4.التجشؤ والانتفاخ: من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الارتجاع الحمضي هي التجشؤ المتكرر والشعور بالانتفاخ في المعدة، نتيجة وجود فائض من الهواء أو الحمض في المريء.
5.ألم في الحلق أو بحة في الصوت: يعود الحمض إلى الحلق في بعض الأحيان مما يسبب تهيج الحنجرة والشعور بألم أو بحة في الصوت.
6.طعم حامض في الفم: يشعر البعض بطعم حامض أو مر في الفم بسبب تسرب الحمض من المعدة إلى المريء والفم.
أسباب الارتجاع الحمضي
العديد من العوامل قد تسهم في الإصابة بالارتجاع الحمضي، ومنها:
ضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES): هو السبب الرئيسي لحدوث الارتجاع الحمضي، إذا كانت هذه العضلة ضعيفة أو لا تغلق بشكل صحيح، فإن الحمض المعدي يعود إلى المريء.
زيادة الوزن والسمنة: يعتبر الوزن الزائد من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة الضغط على المعدة والمريء، مما يسهم في حدوث الارتجاع الحمضي.
تناول بعض الأطعمة والمشروبات: مثل الأطعمة الدهنية، الحمضية، الشوكولاتة، الكافيين، أو المشروبات الغازية، التي قد تسبب ضعف العضلة العاصرة المريئية السفلية.
التدخين والكحول: يمكن أن يؤدي التدخين وشرب الكحول إلى إضعاف عضلة المريء العاصرة، مما يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع الحمضي.
الحمل: يعاني العديد من النساء الحوامل من الارتجاع الحمضي بسبب الضغط المتزايد على المعدة نتيجة لتوسع الرحم.
مضاعفات الارتجاع الحمضي
إذا تُرك الارتجاع الحمضي دون علاج، فإنه قد يتسبب في عدة مضاعفات صحية خطيرة:
1.التهاب المريء: يحدث عندما يتسبب الحمض المعدي في التهاب وتلف الأنسجة في المريء، هذا يمكن أن يؤدي إلى تقرحات وألم مستمر.
2.التقرحات الهضمية: في الحالات المتقدمة، قد يتطور الارتجاع الحمضي إلى تقرحات في المريء أو المعدة، مما يسبب نزيفًا وألمًا شديدًا.
3.ضيق المريء: مع مرور الوقت، قد يؤدي الارتجاع الحمضي المستمر إلى تضييق المريء بسبب تكون أنسجة ندبية نتيجة للتهابات مزمنة.
4.زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء: يُعتقد أن الارتجاع الحمضي المزمن يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء في الحالات المتقدمة.
طرق الوقاية والعلاج
لحسن الحظ، يمكن إدارة أعراض الارتجاع الحمضي والوقاية من مضاعفاته من خلال بعض التعديلات في نمط الحياة والعلاج الطبي:
1.تجنب الأطعمة المحفزة: مثل الأطعمة الدهنية، الحمضية، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية، والكافيين، والنعناع.
2.ممارسة التمارين الرياضية: تساعد التمارين الرياضية على تحسين الهضم والتحكم في الوزن، مما يقلل الضغط على المعدة والمريء.
3.تجنب الأكل قبل النوم: من المهم تجنب تناول الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل للسماح للمعدة بهضم الطعام بشكل جيد.
4.رفع رأس السرير أثناء النوم: يساعد رفع الجزء العلوي من السرير على منع عودة الحمض إلى المريء أثناء النوم.
5.الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية مضادة للحموضة أو أدوية تعمل على تقليل إنتاج الحمض المعدي، مثل مثبطات مضخة البروتون (PPIs) أو H2 blockers.
6.الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول: من الضروري الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول للحفاظ على صحة المريء.
الارتجاع الحمضي
هو حالة مزعجة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، من خلال معرفة الأعراض والعوامل المسببة له، يمكن للأفراد اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية منه وتخفيف تأثيراته، إذا كنت تعاني من أعراض الارتجاع الحمضي، فإن استشارة الطبيب واتباع نمط حياة صحي قد يساعدان في تقليل الأعراض وتحسين صحتك العامة.