واشنطن تبدأ العد التنازلي للانسحاب من سوريا.. هل تتغير خريطة الشرق الأوسط؟

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن عملية الانسحاب الأمريكي من سوريا بشكل تدريجي خلال الشهرين المقبلين، هذا القرار أُبلغت به الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من قبل مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، ويُعد خطوة الانسحاب الأمريكي من سوريا، قد تُحدث تغيرات جذرية في ميزان القوى داخل الساحة السورية، بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.
ضغط إسرائيلي متواصل لتأجيل الانسحاب
أفادت الصحيفة أن إسرائيل تُكثف جهودها الدبلوماسية لإقناع الولايات المتحدة بتأجيل عملية الانسحاب. تخشى إسرائيل من أن يُحدث الفراغ الذي ستتركه القوات الأمريكية إعادة رسم خريطة النفوذ، وهو ما قد يصب في مصلحة قوى إقليمية مثل تركيا، ويُهدد مصالح تل أبيب الأمنية.
المخاوف الإسرائيلية من التمدد التركي
تزايد القلق في الأوساط الأمنية الإسرائيلية بشأن احتمالية أن تملأ تركيا هذا الفراغ العسكري، خصوصًا في شمال سوريا، ما قد يمنح أنقرة سيطرة على مواقع قريبة من الحدود الإسرائيلية، ويُشكل خطرًا مباشرًا على توازن القوى في تلك المنطقة الحيوية.
أنقرة تتحرك لتخفيف التوترات مع تل أبيب
في تطور لافت، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده بدأت محادثات فنية مع إسرائيل لخفض منسوب التوترات المتعلقة بالشأن السوري، مؤكدًا في الوقت ذاته أن بلاده لا تنوي حاليًا الدخول في مسار تطبيع شامل للعلاقات الثنائية.
الدعم التركي للمعارضة السورية مستمر
تلعب تركيا دورًا مؤثرًا في دعم تحالف الفصائل المسلحة المناهضة للنظام السوري، حيث تُقدم أنقرة دعمًا لوجستيًا وسياسيًا لهذه الجماعات. ويأتي ذلك في ظل تحركات هذه الفصائل لإسقاط نظام بشار الأسد الذي استمر لأكثر من أربعة عشر عامًا رغم الحرب الأهلية المتواصلة.
تل أبيب تكثف هجماتها داخل سوريا
ردًا على التحركات على الأرض، شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية والعمليات البرية في مناطق سورية مختلفة، مستهدفة قوات النظام السوري، بهدف تقليص نفوذها وتأمين حدودها في حال انسحاب القوات الأمريكية من المشهد السوري.
تركيا تُندد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية
أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانًا أعربت فيه عن رفضها للهجمات التي شنتها إسرائيل داخل سوريا، ووصفتها بأنها أعمال استفزازية تُقوض وحدة الأراضي السورية وتُعيق الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وقالت لابد من الانسحاب الأمريكي من سوريا.
سوريا تتحول لساحة صراع بين أنقرة وتل أبيب
أصبحت الأراضي السورية ميدانًا لصراع نفوذ غير معلن بين تركيا وإسرائيل، حيث تتقاطع المصالح العسكرية والاستخباراتية للطرفين على الأرض. ومع تزايد التوترات، يبدو أن كلا البلدين يحاول فرض رؤيته الخاصة لمستقبل سوريا.
الرئيس الأمريكي الحالي يعرض الوساطة
في محاولة لتخفيف التوترات، أبدى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب استعداده للتوسط بين إسرائيل وتركيا، مستغلًا علاقاته الجيدة مع كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في خطوة قد تعيد خلط الأوراق بالشرق الأوسط.
سوريا مرشحة لتكون ساحة تصفية حسابات
يرى عدد من المحللين السياسيين أن الانسحاب الأمريكي قد يُحول سوريا إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية، وسط غياب جهة ضامنة للتوازنات، وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد والتدخلات المتبادلة.
الانسحاب جزء من استراتيجية أمريكية
أوسع رجحت مصادر أمريكية أن القرار يأتي ضمن استراتيجية إعادة تموضع عسكري أوسع تشمل تقليص التواجد في مناطق تشهد توترًا منخفضًا، وإعادة نشر القوات في مناطق أكثر حيوية مثل البحر الأحمر وأوكرانيا والمحيط الهادئ لمواجهة تحديات عالمية جديدة.
إسرائيل تخشى فقدان التنسيق الاستخباراتي
كان الوجود الأمريكي في سوريا يُوفر غطاءً تنسيقيًا عسكريًا واستخباراتيًا لإسرائيل، خصوصًا في تعقب أنشطة الميليشيات المدعومة من إيران. ويُثير الانسحاب المرتقب خشية تل أبيب من فقدان هذا التنسيق الحيوي، ما سيؤثر على قدرتها في التحرك داخل الأراضي السورية.
المنطقة على مفترق طرق استراتيجي
المرحلة المقبلة قد تكون الأكثر تعقيدًا في الملف السوري، حيث من المتوقع أن تتغير خريطة التحالفات وموازين القوى. ومع انسحاب القوات الأمريكية، يُطرح تساؤل كبير: من سيملأ هذا الفراغ؟ وهل تتقدم إيران وروسيا؟ أم تُعيد تركيا رسم حدود نفوذها على حساب الآخرين؟