وقف حرب غزة يهدد مصير الجنود الإسرائيليين الموقعين على رسالة الطيارين

عاقب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الميجور جنرال تومر بار، كل جنود الاحتياط العاملين في الخدمة حاليًا، ممن وقعوا على رسالة الطيارين ضد استمرار الحرب، رغم تأكيدهم بأن هذا احتجاج ضد الحكومة وليس ضد الجيش الإسرائيلي.
رسالة الطيارين ضد استمرار الحرب
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، بأن الرسالة نشرت بعد لقاء وفد من هؤلاء الرافضين مع بار، ورئيس الأركان إيال زامير. حيث جرى نشرها كإعلان في وسائل إعلامية بأنحاء البلاد، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس.
وكان ما يقرب من ألف من جنود الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، بينهم طيارون، كتبوا في الرسالة: "في هذا التوقيت، تخدم الحرب مصالح سياسية وشخصية وليس الأمن القومي".
وأضافوا أن "استمرار الحرب لا يؤدي إلى تقدم أي من أهدافها المعلنة، وسيؤدي إلى مقتل المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء".
استمرار الجنود في الخدمة
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هؤلاء الجنود بأنهم "جماعة متطرفة تحاول مرة أخرى تحطيم المجتمع الإسرائيلي من الداخل".
وقرر قائد سلاح الجو، بدعم كامل من رئيس الأركان، منع جنود الاحتياط العاملون الذين وقّعوا على الرسالة من الاستمرار في الخدمة.
دعم القيادة الإسرائيلية
وحسب ما نشر موقع "يديعوت أحرنوت"، يشكل أفراد الاحتياط العاملون الذين وقعوا على الرسالة حوالي 10% من إجمالي 950 موقعًا، أما البقية فهم من أفراد الخدمة السابقين أو المتقاعدين.
وفي ذات الوقت، سحب العشرات من أفراد الخدمة العاملين الذين وقعوا على الرسالة الأسبوع الماضي توقيعاتهم في اليومين الماضيين، بعد محادثات مقنعة مع قادة الفروع.
تصريحات الجيش الإسرائيلي
صرح الجيش الإسرائيلي قائلاً: "نحن في حرب متعددة الأبعاد، يعمل فيها الجيش الإسرائيلي لاعتبارات عملية ومهنية فقط، لتحقيق أهداف الحرب، المتمحورة حول إعادة المحتجزين. سياستنا هي إبقاء الجيش فوق أي جدل، ولا يمكن أن نقبل وضعًا يستغل فيه أفراد الجيش مناصبهم لمعارضة الحرب بينما يشاركون فيها في الوقت نفسه".
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن "الرسالة لم تُحلل بالكامل بعد، ولا تزال توقيعاتها قيد التدقيق". وأن "قائد القوات الجوية يتلقى تعزيزات كثيرة من القوة بأكملها. ولا يمكننا إنجاز المهمة بدون جنود الاحتياط".
وصرح مكتب نتنياهو: "يدعم رئيس الوزراء نتنياهو وزير الدفاع ورئيس الأركان في قرارهما بطرد الموقعين على الرسالة الرفض يبقى رفضًا، حتى لو كان ضمنيًا وبأسلوب غير واضح. التصريحات التي تُضعف الجيش الإسرائيلي وتُقوي أعدائنا في زمن الحرب لا تُغتفر".
ورفض وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، بشدة رسالة جنود الاحتياط في سلاح الجو، قائلا إنه يثق في حكم رئيس الأركان وقائد سلاح الجو "وأنا على يقين بأنهما سيتعاملان مع هذه الظاهرة المرفوضة بالطريقة الأنسب".
الحرب الوحشية على غزة
مع استمرار الحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ 440 يومًا، وما أعقبه من هجوم على الأراضي اللبنانية قبل أن يتخلله وقف لإطلاق النار، واجه جيش الاحتلال أزمة الضباط الذي يتركون الخدمة، نتيجة الضغط عليهم منذ الحرب على القطاع.
كما تفاجأ جيش الاحتلال بتقاعد حوالي 500 رائد بالفعل هذا العام، على الرغم من التقديرات بأن موجة التقاعد بين أفراد الجيش الاحتلال ستؤجل بعد الحرب، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب الوحشية على غزة وسط أزمة حادة بشكل خاص بين القائدة النظاميين، وفي عام 2022، ترك عدد قياسي بلغ 613 ضابطًا برتبة رائد الخدمة الدائمة في عام واحد، ولم ينته عام 2024 بعد، لكنه حتى الوقت الحالي شهد تقاعد 500 ضابط برتبة رائد طوعًا.
وقالت الصحيفة العبرية، إنه منذ الربع الثاني من هذا العام فإن الاتجاه يزداد سوءًا، واعتبارًا من هذه اللحظة فإن التوقعات لعام 2025 ليست مشجعة، ونشبت الغيرة بين الضباط النظاميين في جيش الاحتلال، وبين جنود الاحتياط الذي يتلقون هبات ومساعدة مالية كبيرة، في الوقت الذي لا يحصل فيه الضباط الدائمين على نفس التقدير والتعاطف الشعبي ولا نفس المكافآت، بحسب الصحيفة العبرية.
المقارنة مع الاحتياط تحبط الضباط الدائمين وعلى سبيل المثال، يمكن للضابط الدائم الذي يعمل ليلاً ونهاراً أن يخدم في نفس الوحدة، ويتقاضى راتبه الثابت وبجانبه جندي احتياط، يتلقى في أشهر معينة حوالي 50 ألف شيكل صافي شهريًا.
وعلى عكس الرجل الدائم، يتلقى الضابط الاحتياطي المساعدة والمدفوعات مقابل جليسة أطفال للأطفال، وكذلك المساعدة في المنزل لشريكته، إلى جانب الحصول على فترات راحة من القتال، بينما يستمر الضابط الدائم بنفس الشدة.
الضباط الدائمين
ويبلع عدد الضباط الدائمين غداة الحرب حوالي 42 ألفًا مع بدء الحرب الوحشية على غزة، والآن يريد جيش الاحتلال الإسرائيلي زيادة العدد من أجل من وحدات الدفاع الجوي.
يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي الصمود في وجه الانفجار المتوقع، وخلال العام الماضي حاول توفير غطاء للضباط الدائمين وعائلاتهم، من خلال توزيع عدد غير قليل من المنح على قادته كجزء من إجراءات الطوارئ، إلى جانب التخطيط من بين أمور أخرى، لرفع متوسط سن التقاعد الدائم من أجل تقليل عدد المغادرين، ومحاولة رعاية المزيد من أسر الضباط الدائمين.