بوتين يعلن هدنة مؤقتة في أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء السبت، عن هدنة مؤقتة في العمليات القتالية بأوكرانيا بمناسبة عيد الفصح الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذكسية، داعيًا الجانب الأوكراني إلى الالتزام بالمثل، ومؤكدًا أن القوات الروسية ستبقى في حالة استعداد تام لأي خرق محتمل.
وقف إطلاق نار من مساء السبت وحتى 21 أبريل
وخلال اجتماع رسمي مع رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف، أعلن بوتين أن الهدنة ستبدأ من الساعة السادسة مساءً وتستمر حتى يوم 21 أبريل، في ما وصفه بـ بادرة إنسانية تعكس احترام روسيا للتقاليد الدينية والمناسبات المقدسة.
وأوضح بوتين أن قرار وقف إطلاق النار يهدف إلى منح فرصة للمدنيين للاحتفال بعيد الفصح بسلام، مضيفًا أن بلاده تتوقع من الجانب الأوكراني المعاملة بالمثل، ووقف الأعمال العدائية خلال فترة الهدنة"، محذرًا من أن أي استفزاز سيتم الرد عليه فورًا.
اختبار جديد للنوايا الأوكرانية
وفي تصريحاته، اعتبر الرئيس الروسي أن الهدنة تشكل اختبارًا لجدية أوكرانيا واستعدادها لحل النزاع عبر الطرق السلمية، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة كشفت عن عدم التزام كييف باتفاقات وقف إطلاق النار، في إشارة إلى ما وصفه بـ الانتهاكات المتكررة لما يسمى هدنة الطاقة، والتي قال إنها تجاوزت 100 خرق من الجانب الأوكراني.
ودعا بوتين المجتمع الدولي إلى الاطلاع على الحقائق الميدانية، مشددًا على أن بلاده "تتمسك بخيار التهدئة في المناسبات الدينية والإنسانية، لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها وأمنها القومي".
تحية للمقاتلين الأرثوذكس
وفي لفتة رمزية، وجه بوتين تحية خاصة للجنود الأرثوذكس في صفوف الجيش الروسي، بمناسبة عيد الفصح، قائلاً: «أود أن أهنئ العسكريين المسيحيين الأرثوذكس الذين يقاتلون من أجل روسيا، وكل من يحتفل بهذا العيد في بلدنا والعالم».
وأضاف: "عيد الفصح هو رمز للتجدد والانبعاث والسلام، ونتمنى أن يحمل معه بارقة أمل لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده".
تقدم روسي على الأرض
وخلال الاجتماع، أشار بوتين إلى أن الوضع الميداني يتطور لصالح روسيا، مؤكدًا أن القوات الروسية "تواصل التقدم بثقة، خطوة بخطوة، دون أن يكشف عن تفاصيل ميدانية دقيقة.
واعتبر أن التطورات الأخيرة على الجبهة تعكس قدرة الجيش الروسي على الصمود وتحقيق أهداف العملية الخاصة، رغم الضغوط والعقوبات الغربية المتواصلة.
ردود فعل متوقعة
ولم تصدر بعد أي ردود رسمية من الجانب الأوكراني بشأن الهدنة الروسية، وسط توقعات بانقسام الآراء داخل القيادة الأوكرانية، خاصة في ظل استمرار الدعم الغربي لكييف، وارتفاع التوترات الميدانية في مناطق شرق وجنوب أوكرانيا.
ومن المتوقع أن تسلط الأضواء الدولية خلال الساعات المقبلة على موقف أوكرانيا من الهدنة، خاصة في ظل المساعي الدولية المتكررة للتهدئة، وآخرها المبادرات التي طرحتها دول أوروبية للوساطة بين الطرفين.
تحركات دولية ترقبا للهدنة.. ودعوات لوقف دائم للنار
في سياق متصل، رحّبت عدة أطراف دولية بإعلان موسكو وقف إطلاق النار المؤقت، داعيةً إلى تحويل هذه المبادرة إلى هدنة دائمة تؤسس لعملية تفاوض شاملة تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن إعلان بوتين يمثل "خطوة رمزية يمكن البناء عليها"، إذا ما تجاوبت معها أوكرانيا بشكل إيجابي، مشيرة إلى أن العواصم الأوروبية تتابع عن كثب ما إذا كانت كييف ستلتزم بالهدنة، وما إذا كانت هناك مؤشرات لفتح قنوات حوار حقيقية.
من جانبها، دعت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم الأمين العام، إلى استغلال فرصة الهدنة لتمرير المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وتهيئة الأرضية لوقف دائم للنزاع.
بدورها، أشارت الخارجية الصينية إلى أنها "تثمن أي مبادرة من شأنها تهدئة الأوضاع ووقف نزيف الدم"، داعية الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب الحلول السياسية على المواجهة العسكرية.
ويأمل مراقبون أن تكون الهدنة الأرثوذكسية مقدمة لتحركات دبلوماسية أوسع، خصوصًا في ظل تغير المزاج الدولي تجاه استمرار الحرب وتداعياتها الاقتصادية والجيوسياسية المتفاقمة.