«عراقجي من روما».. أسلحة الدمار الشامل ليست خيارنا.. إسرائيل هي العقبة

اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، إسرائيل بأنها العائق الرئيسي أمام جهود إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وذلك خلال الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تحتضنها العاصمة الإيطالية روما.
وقال عراقجي في تصريحات أوردتها وسائل إعلام عبرية، إن «إيران ترفض بشكل قاطع أسلحة الدمار الشامل، وتؤمن بأن المنطقة يجب أن تُخلى تمامًا من أي سلاح نووي».
وأضاف عراقجي: «العائق الوحيد أمام هذا الهدف هو امتلاك إسرائيل لترسانة نووية سرية خارج نطاق الرقابة الدولية».
مفاوضات غير مباشرة في روما
وكان عراقجي قد وصل إلى العاصمة الإيطالية في وقت سابق من اليوم، للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات النووية غير المباشرة مع واشنطن، والتي تهدف إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمتعثر منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه في 2018.
وتأتي هذه جولة عراقجي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتزايد الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى صيغة توافقية تعيد إيران إلى الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي، في مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
9 مبادئ تحكم الموقف الإيراني
في السياق ذاته، أعلن المستشار السياسي للمرشد الأعلى الإيراني، علي شمخاني، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، أن الوفد الإيراني دخل مفاوضات روما مسلحًا بتفويض كامل، ومستندًا إلى تسعة مبادئ رئيسية تمثل جوهر الموقف الإيراني في الحوار مع الولايات المتحدة.
وقال شمخاني إن المبادئ تشمل الجدية، تقديم ضمانات ملزمة، الرفع الكامل للعقوبات، رفض السيناريو الليبي/الإماراتي، الامتناع عن التهديدات، سرعة التوصل للاتفاق، كبح الأطراف المخربة في إشارة إلى إسرائيل، تسهيل الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق التوازن في أي اتفاق مستقبلي.
وشدد شمخاني على أن بلاده "تتفاوض من أجل اتفاق متوازن يحفظ مصالحها، لا من أجل الاستسلام أو الخضوع لأي ضغوط خارجية.
تطورات سياسية واقتصادية تضغط على طهران
تأتي هذه التطورات في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعاني منها إيران، مع تفاقم معدلات التضخم، وتراجع قيمة العملة المحلية، إضافة إلى العقوبات الأمريكية التي لا تزال تؤثر بشكل مباشر على مختلف القطاعات الحيوية، من النفط إلى البنوك والاستثمار.
وتأمل إيران أن تسفر هذه الجولة من المفاوضات عن انفراجة سياسية قد تسهم في تخفيف الضغوط الداخلية، وفتح الأبواب أمام استثمارات خارجية كانت قد تجمدت بفعل التوترات المتصاعدة مع الغرب.
مخاوف من التصعيد وتكرار سيناريوهات الحرب
ورغم اللهجة الإيجابية التي تطغى على التصريحات الرسمية من الطرفين، فإن المراقبين لا يستبعدون إمكانية انهيار المحادثات في أي لحظة، خصوصًا في ظل استمرار النشاط النووي الإيراني، وتزايد الضغوط الإسرائيلية على المجتمع الدولي لمنع طهران من امتلاك قدرات نووية متقدمة.
وكانت تل أبيب قد هددت أكثر من مرة بتنفيذ ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، إذا ما شعرت بأن طهران تقترب من امتلاك سلاح نووي، الأمر الذي يزيد من حساسية الموقف ويدفع القوى الدولية إلى تكثيف جهود الوساطة بين الطرفين.
هل تنجح روما في احتواء الأزمة؟
في الوقت الذي تراهن فيه القوى الغربية على المفاوضات الجارية في روما لإعادة إيران إلى طاولة الاتفاق النووي، يبقى السؤال مفتوحًا، هل تنجح هذه الجولة في تجاوز العقبات المتكررة التي عطلت جهود الدبلوماسية طوال السنوات الماضية؟ أم أن المواجهة لا تزال أقرب من الحل؟
ترحيب دولي حذر وتخوفات من المماطلة
في المقابل، قوبلت محادثات روما بترحيب دولي حذر، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن دعمهما لأي مسار تفاوضي من شأنه تخفيف التوتر النووي في المنطقة، لكن دون إخفاء القلق من احتمالية تعثر المفاوضات مجددًا بسبب التباينات العميقة بين الجانبين الإيراني والأمريكي.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن نجاح الجولة الحالية يعتمد بدرجة كبيرة على مدى استعداد واشنطن لتقديم تنازلات حقيقية في ما يتعلق بالعقوبات، مقابل التزام طهران بقيود واضحة وشفافة على برنامجها النووي.
وأضافت المصادر أن وجود أطراف إقليمية مؤثرة خارج طاولة التفاوض، مثل إسرائيل والسعودية، قد يزيد من صعوبة التوصل لاتفاق شامل ما لم يتم طمأنة هذه الدول بمصالح أمنية واستراتيجية.