حزب الله يتوعد إسرائيل.. الصبر له حدود ولدينا خيارات مفتوحة

أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في تصريحات له اليوم الجمعة، أن الحزب لن يسمح بأي محاولة تستهدف نزع سلاح المقاومة، مشددًا على أن هذا الملف لا مجال للتفاوض فيه، واصفًا الدعوات إلى نزع السلاح بأنها خدمة للعدو الإسرائيلي ومحاولة لإشعال فتنة داخلية.
موقف حازم من ملف السلاح
وقال قاسم: «لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله والمقاومة، وهذه الفكرة عليكم إزالتها من القاموس»، مؤكدًا أن المقاومة ستواجه كل من يسعى للاعتداء عليها أو إضعافها. وأضاف أن الحزب يرفض بشكل قاطع أي سيناريو لنزع السلاح بالقوة، معتبرًا ذلك محاولة لإحداث شرخ بين الجيش اللبناني والمقاومة، وتحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد يخدم أجندتها في المنطقة، قائلًا: «إسرائيل تحلم باحتلال القسم الأكبر من لبنان وتوطين الفلسطينيين فيه، وهذا ما لن نسمح بحدوثه».
الاستراتيجية الدفاعية.. دعوة للحوار في الوقت المناسب
وفيما يخص ملف الاستراتيجية الدفاعية، قال قاسم إن «الرئيس اللبناني جوزيف عون هو المعني الأول بتحديد آلية الحوار حول هذا الملف»، مشددًا على أن حزب الله منفتح على الحوار ومستعد للمشاركة فيه في الوقت المناسب.
وأوضح أن هناك تبادلًا للرسائل الإيجابية مع الرئيس عون بخصوص تطبيق الاتفاق في منطقة جنوب الليطاني، مؤكدًا أن هذه الاتصالات مستمرة وستحافظ على طبيعتها الإيجابية.
رهان على الحلول الدبلوماسية
وفي حديثه عن التطورات الإقليمية والدولية، أبدى قاسم أمله في أن تنجح المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، واصفًا نجاحها بأنه مصلحة للجميع.
لكنه حذر في الوقت نفسه من أن صبر المقاومة ليس مفتوحًا، مضيفًا: «الفرصة التي نمنحها للدبلوماسية ليست مفتوحة إلى ما لا نهاية، ولدينا خيارات ولا نخشى شيئًا».
الاحتلال هو المشكلة الأساسية
وأضاف نائب الأمين العام لحزب الله أن المشكلة الأولى في لبنان ليست سلاح المقاومة بل الاحتلال الإسرائيلي"، معتبرًا أن التركيز على المقاومة بدلًا من الاحتلال يُعد انقلابًا على الأولويات الوطنية، ويساهم في إضعاف الجبهة الداخلية.
وشدد على أن حزب الله ليس في وارد الدخول في سجالات داخلية عبثية تخدم مصالح خارجية، بل يتمسك بدوره المقاوم وبتعزيز قوة لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية، سواء على الحدود أو في الداخل.
رسالة إلى الداخل والخارج
وتأتي تصريحات قاسم في وقت يشهد فيه لبنان حالة من الجمود السياسي والأمني، وسط ضغوط دولية وإقليمية لإعادة هيكلة المشهد السياسي والدفاعي في البلاد. وفي هذا الإطار، تُعد تصريحات قاسم بمثابة رسالة مزدوجة، موجهة من جهة إلى الداخل اللبناني بضرورة الحفاظ على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، ومن جهة أخرى إلى الخارج للتأكيد على أن سلاح حزب الله ليس موضع مساومة.
وأكد في ختام حديثه أن المقاومة «لن تُؤخذ على حين غرة»، وأن أي محاولة لزعزعة دورها أو إضعافها ستُقابل برد فعل حاسم وسريع، مشيرًا إلى أن "واهم من يظن أن حزب الله في موقع الضعف.
رسائل مباشرة لإسرائيل: لن نصبر طويلًا
في تصريحاته اللافتة، وجه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، رسالة مباشرة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن المقاومة لن تظل مكتوفة الأيدي في حال استمرار العدوان أو التخطيط للمساس بلبنان.
وقال قاسم: «من قال إننا سنصبر على إسرائيل لفترة تستطيع أن تحقق فيها جزءاً ولو بسيطاً من أهدافها؟»، في إشارة واضحة إلى أن أي تحرك إسرائيلي ميداني أو سياسي يُقوّض السيادة اللبنانية سيُقابل برد فوري.
وأكد أن الحزب يتابع عن كثب التحركات الإسرائيلية، سواء على الحدود أو عبر الضغط السياسي والإعلامي، مشددًا على أن الهدف المعلن لنزع سلاح المقاومة لا يخدم إلا الاحتلال ويهدف إلى إضعاف لبنان بالكامل.
المقاومة جزء من منظومة الردع الإقليمي
وأشار قاسم إلى أن المقاومة اللبنانية أصبحت اليوم جزءًا من منظومة ردع إقليمية، تعمل على كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي، وتحمي سيادة دول المنطقة، على حد وصفه.
وأضاف أن «المنطقة تعيش على وقع مرحلة مفصلية، وأن التحالفات تتشكل مجددًا، والمقاومة لن تكون خارج هذه المعادلات».
كما شدد على أن حزب الله يملك أوراق قوة لا تزال غير مكشوفة، وأن ما تم استخدامه في السنوات الماضية لا يمثل سوى جزءًا من إمكاناته العسكرية والاستراتيجية، مؤكدًا أن المقاومة "جاهزة لأي سيناريو، ولكنها تمنح الأولوية للحلول السياسية والدبلوماسية حرصًا على الاستقرار.
رفض الإملاءات الأجنبية
من ناحية أخرى، أكد قاسم أن الضغوط الدولية الرامية إلى تفكيك بنية المقاومة أو فرض شروط على لبنان مرفوضة، قائلاً: «لا نقبل أي وصاية على قرارنا الوطني، ولن نسمح بتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية».
وأضاف أن «الرهان على الخارج لإضعاف الداخل خاسر، وعلى الجميع أن يعوا أن السيادة لا تُجزأ، ولا تُمنح بل تُنتزع».
كما دعا القوى السياسية في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة، وإلى دعم الجيش والمقاومة معًا في معادلة حماية البلاد من أي عدوان محتمل، لافتًا إلى أن وحدة الجبهة الداخلية هي الضمانة الحقيقية لأي استقرار سياسي وأمني في البلاد.