الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تصعيد جديد بالقدس.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال

القارئ نيوز

واصل المستوطنون المتطرفون صباح اليوم الأحد، تنفيذ اقتحاماتهم المتكررة لباحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد جديد ضمن سلسلة الانتهاكات المستمرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة والمقدسات الإسلامية.

اقتحامات جماعية بحراسة مشددة

وأفادت مصادر مقدسية وشهود عيان بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية منذ ساعات الصباح الأولى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، كما أدوا طقوسًا تلمودية علنية، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها شرطة الاحتلال لتأمين عملية الاقتحام.

وأشارت وكالة "خبر" الفلسطينية إلى أن هذه الاقتحامات تمّت تحت غطاء واسع من عناصر الشرطة الإسرائيلية، التي رافقت المستوطنين منذ لحظة دخولهم من باب المغاربة، وهو الباب الذي يسيطر عليه الاحتلال ويستخدمه حصريًا في إدخال المقتحمين.

الأقصى يتحول إلى ساحة انتهاك يومي

وتأتي هذه الاقتحامات ضمن سياق متواصل من التصعيد الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، وذلك في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة الاعتداءات على المقدسات والمصلين الفلسطينيين.

ووفقًا لشهود عيان، فإن المستوطنين أقدموا خلال اقتحامهم على أداء طقوس دينية في مناطق متعددة من الساحات، في مخالفة واضحة للوضع القائم تاريخيًا ودينيًا في المسجد، والذي يمنع غير المسلمين من أداء طقوس دينية داخل الحرم.

البلدة القديمة تتحول إلى ثكنة عسكرية

بالتزامن مع الاقتحامات، حولت شرطة الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة من مدينة القدس إلى ما يشبه "ثكنة عسكرية"، من خلال الانتشار الكثيف لعناصرها في محيط المسجد الأقصى وعلى بواباته الرئيسية.

وأوضحت المصادر أن الاحتلال كثّف من تواجده الأمني، وفرض قيودًا صارمة على حركة الفلسطينيين، خاصة في محيط أبواب المسجد الأقصى، حيث تم منع العشرات من المصلين من دخول المسجد، لا سيما فئة الشباب.

كما انتشرت قوات الاحتلال بكثافة عند أبواب البلدة القديمة، وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المسجد، وعرقلت حركة المواطنين والمقدسيين المتجهين لأداء صلاة الفجر أو الرباط في المسجد.

تنديد فلسطيني واسع ودعوات للرباط

في رد فعل على هذا التصعيد، نددت شخصيات دينية ووطنية فلسطينية بالاقتحامات المتكررة للمستوطنين لباحات الأقصى، معتبرين أن ما يجري هو محاولة خطيرة لتقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا، ومحاولة لكسر إرادة المرابطين فيه.

ودعت الهيئات الإسلامية في القدس، وعلى رأسها دائرة الأوقاف الإسلامية، المواطنين الفلسطينيين إلى شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، والرباط فيه، والتصدي السلمي لهذه الاقتحامات التي تشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين حول العالم.

وأكدت أن التواجد المكثف للفلسطينيين في باحات المسجد هو السد الأول في وجه مخططات الاحتلال الرامية إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك.

انتهاك للوضع التاريخي والقانون الدولي

وفي ذات السياق، أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من تسهيلات للاقتحامات يمثل انتهاكًا واضحًا للوضع القائم في المسجد الأقصى، وخرقًا فاضحًا للاتفاقيات الدولية التي تنص على ضرورة احترام المقدسات تحت الاحتلال.

وأشارت إلى أن اقتحام المستوطنين يُعد مخالفة قانونية واضحة، خاصة وأن المسجد الأقصى هو مكان عبادة خالص للمسلمين وفق القوانين الدولية، وأي تغيير في الوضع القائم هو تصرف باطل وغير قانوني.

استمرار التصعيد مع تصاعد العدوان على غزة

تأتي هذه الأحداث في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا متواصلًا منذ عدة أيام، أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف طال أحياء سكنية ومرافق مدنية.

ويرى مراقبون أن الاقتحامات المتكررة للأقصى تأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تصدير الأزمة الداخلية نحو الأراضي الفلسطينية، واستثمار التصعيد في القدس وغزة لتبرير خطواتها العسكرية وتعزيز نفوذ اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال.

ويؤكد الفلسطينيون أن المسجد الأقصى سيبقى خطًا أحمر، وأن انتهاكه المتكرر لن يمر دون رد، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الشعبية والرسمية لموقف عربي وإسلامي حازم يضع حدًا لهذه الاعتداءات اليومية على ثالث الحرمين الشريفين.

تم نسخ الرابط