الهجوم الذي أقلق إسرائيل.. قذيفة واحدة كشفت هشاشة خطوط الاحتلال

سادت حالة من الغضب بين ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي إثر الحادثة التي وقعت في بيت حانون شمال قطاع غزة يوم السبت الماضي، والتي كادت أن تؤدي إلى اختطاف عدد من الجنديات الإسرائيليات من قبل المقاومة الفلسطينية.
هجوم المقاومة على جيش الاحتلال
وقع الهجوم على جيش الاحتلال بالقرب من بيت حانون، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية قذيفة صاروخية على سيارة جيب عسكرية إسرائيلية غير مدرعة كانت تقل الجنود.
الهجوم أسفر عن إصابة خمس جنديات من فيلق جمع المعلومات القتالية في كمين نصبه المقاومون شمال قطاع غزة.
وقد أسفرت الحادثة عن إصابات متفاوتة بين المتوسطة والخطيرة في صفوف الجنود، وكان من الممكن أن تنتهي الحادثة بشكل أكثر كارثية لولا بعض العوامل الحاسمة.
محاولة الاختطاف التي كادت أن تحدث
وفقًا لضباط احتياط مطلعين على تفاصيل الحادث، فقد كانت الحادثة قريبة من أن تنتهي باختطاف الجنود، وبالرغم من أن السيارة العسكرية انقلبت نتيجة الهجوم، إلا أن الجنود تمكنوا من الاستمرار في الحركة لمسافة 200 متر تقريبًا قبل أن يستجيب الدعم الجوي والقوات البرية القريبة، ما ساهم في إبعاد المقاومة عن محاولة اختطاف الجنود.
وأعرب أحد الضباط عن استيائه قائلًا: «هذه خلية مقاومة خرجت من نفق في منطقة كان جيش الاحتلال يعتقد أنها تحت سيطرته الكاملة».
موضحًا أن نفقًا تم تحديده مسبقًا كان يحتوي على متفجرات، لكن القادة الميدانيين كان عليهم افتراض وجود فروع أخرى لم يتم تحديدها، ما أدى إلى حدوث هذه المفاجأة.
مقاومة فلسطينية شجاعة ودور الاستجابة السريعة
من جانبه، أكد ضابط آخر على أن الاستجابة السريعة من القوات الإسرائيلية القريبة كانت العامل الحاسم في تفادي اختطاف الجنود. وأضاف: «لو اختُطف الجنود، لكانت تداعياته على المجهود الحربي وخيمة».
ووفقًا للتقرير الأولي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان دور الدعم الجوي والإطلاق السريع للنيران من الوحدة القريبة السبب الرئيسي في فشل محاولة الاختطاف، مما دفع المقاومين الفلسطينيين إلى التراجع.
المنطقة الآمنة أم منطقة قتال؟
على الرغم من أن المنطقة خلف البؤرة الاستيطانية كانت مُصنَّفة كمنطقة آمنة، إلا أن القوات الإسرائيلية أعادت تقييم الوضع بعد الهجوم، مشيرة إلى أن المنطقة لا تزال جزءًا من منطقة القتال النشطة نظرًا لوجود نفق لا يزال يعمل داخلها، ما يسمح بالمزيد من التسلل من عمق غزة إلى الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال.
حادث ثانٍ يعقبه التفجير
بعد الهجوم الأول بوقت قصير، وقعت حادثة ثانية، حيث اقتربت قوات إسرائيلية بقيادة قائد اللواء الشمالي من المركبة المقلوبة على الطريق قرب معبر إيرز.
وبينما كانت القوات تقترب من المكان، انفجرت عبوة ناسفة في المنطقة، مما أسفر عن مقتل قائد حرس الحدود غالب سليمان النصاصرة، إضافة إلى إصابة جنديين آخرين بجروح متفاوتة بين المتوسطة والخطيرة.
غضب داخل جيش الاحتلال
الحادثة التي وقعت في بيت حانون أحدثت حالة من الغضب داخل صفوف جيش الاحتلال، إذ اعتبر الضباط أن هذه الحوادث تشير إلى ضعف في الاستعدادات الأمنية والاستخباراتية في المناطق التي كان يُعتقد سابقًا أنها تحت السيطرة.
وأشار الضباط إلى أن الحادثة سلطت الضوء على ضرورة تحسين التكتيك الأمني وتحديث الخطط العسكرية للتعامل مع التهديدات التي قد تطرأ من المقاومة الفلسطينية، خاصة في المناطق التي تحتوي على أنفاق غير مكتشفة أو لا تزال قيد الاستخدام من قبل فصائل المقاومة.
في النهاية، تُعد هذه الحوادث مثالًا آخر على خطورة الوضع الأمني في قطاع غزة، وتؤكد أن التحديات التي يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة تتزايد بشكل مستمر، ما يستدعي تحسين استراتيجيات المواجهة والتخطيط العسكري لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.