غزة تحترق من جديد.. أطفال متفحمون داخل مدرسة نازحين ومستشفى خارج الخدمة

استشهد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا بقطاع غزة، بينهم أطفال ونساء، اليوم الأربعاء، جراء سلسلة غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، في تصعيد جديد يُنذر بمزيد من الكارثة الإنسانية وسط حصار خانق ونظام صحي شبه منهار.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن من بين الشهداء 10 أشخاص استُشهدوا داخل مدرسة يافا الواقعة في حي التفاح بمدينة غزة، بعد استهدافها بشكل مباشر أثناء لجوء عشرات العائلات النازحة إليها، بينما طالت غارة أخرى مستشفى الأطفال «الدرة»، ما ألحق دمارًا كبيرًا بمنشآته الحيوية.
استهداف مدرسة تؤوي نازحين.. وحرائق تلتهم الخيام والفصول
وأفاد المسعفون المحليون أن الغارة التي ضربت مدرسة يافا تسببت في اندلاع حرائق واسعة داخل الخيام والفصول التي كانت تؤوي عائلات نزحت من مناطق المواجهات خلال الشهور الأخيرة. وهرع رجال الدفاع المدني والطواقم الطبية إلى المكان وسط صرخات واستغاثات الناجين.
وقالت أم محمد الحويطي، إحدى الناجيات، في تصريح لوكالة رويترز:«كنا نائمين، وفجأة حدث انفجار، المدرسة كلها اشتعلت، الأطفال كانوا يصرخون، الخيام تحترق، لم نرَ شيئًا سوى النار والدخان. رأينا أطفالًا متفحمين، والرجال كانوا يحملون المصابين وهم يرددون: يا رب، ليس لنا سواك».
ولم تُصدر السلطات الإسرائيلية حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن الغارة على المدرسة، فيما يُعد هذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية منذ أيام في القطاع.
قصف مستشفى الأطفال «الدرة».. وتضرر وحدة العناية المركزة
في حادثة منفصلة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن صاروخًا إسرائيليًا أصاب الطابق العلوي لمستشفى الدرّة للأطفال شرق مدينة غزة، ما أسفر عن تدمير وحدة العناية المركزة وتدمير المنظومة الشمسية التي تُستخدم كمصدر بديل للطاقة في ظل الانقطاع الكامل للكهرباء.
ورغم عدم تسجيل إصابات بشرية في هذا الهجوم، إلا أن الوزارة أكدت أن الخسائر شبه كارثية، خاصة في ظل توقف عمل المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء ومنع دخول الوقود، مما يعمّق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع منذ أسابيع.
منذ انهيار التهدئة.. أكثر من 1600 شهيد ونزوح جماعي مستمر
وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي إلى أكثر من 1600 شهيد، في حين نزح مئات الآلاف من منازلهم إلى مناطق يُعتقد أنها آمنة، لكن القصف المتكرر طال حتى مراكز الإيواء والمستشفيات.
وتفرض إسرائيل منذ مطلع مارس منطقة عازلة موسعة داخل أراضي القطاع، وهي منطقة يُمنع فيها تواجد المدنيين وتُستهدف فيها التحركات، بحجة "ضمان أمن القوات الإسرائيلية، وفق ما صرّحت به مصادر إسرائيلية سابقًا.
النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار
حذّرت وزارة الصحة في غزة من أن المنظومة الصحية بالكامل تواجه خطر الانهيار الوشيك، وذلك بسبب النقص الحاد في:
الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات.
الأدوية الأساسية وأدوات الجراحة والعناية المركزة.
الأطقم الطبية التي تعمل تحت ضغط نفسي وبدني شديد.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي:«إذا لم يتم فتح المعابر فورًا والسماح بدخول المساعدات والوقود، فإننا أمام كارثة صحية غير مسبوقة ستؤدي إلى موت المرضى والجرحى في غرف العمليات والعناية المركزة».
المجتمع الدولي مدعو للتحرك الفوري
ومع استمرار تصاعد وتيرة الهجمات على المنشآت المدنية والطبية، وجهت مؤسسات حقوقية وإنسانية نداءات عاجلة إلى المجتمع الدولي، تطالبه بـ:
الضغط على إسرائيل لوقف استهداف المدنيين والمنشآت الطبية والتعليمية.
إدخال مساعدات إنسانية عاجلة عبر معابر القطاع.
إجراء تحقيق دولي في الهجمات التي تطال البنية التحتية المدنية.
في المقابل، تستمر التحذيرات من أن التصعيد الحالي قد يتسع نطاقه، وسط صمت إقليمي ودولي يُثير القلق بشأن مستقبل سكان القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا.