الداخلية في غزة تحذر من «حملات تضليل» إسرائيلية تستهدف المواطنين برسائل تهجير

حذرت وزارة الداخلية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، من ما وصفته بـ«حملات تضليل وضغط نفسي» تشنّها أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين داخل القطاع، من خلال رسائل نصية ومكالمات صوتية تصل إلى هواتفهم، تدعوهم للتواصل مع الجهات الأمنية الإسرائيلية بزعم تسهيل سفرهم إلى خارج غزة.

وقالت الوزارة في بيان صحفي إن هذه المحاولات تأتي ضمن مخططات الاحتلال لتهجير سكان القطاع قسرًا، بعد فشله في تحقيق أهدافه العسكرية خلال عدوانه المستمر منذ أكثر من ستة أشهر.

دعوة لعدم التجاوب مع رسائل الاحتلال

وأكدت الوزارة أنها تتابع هذه التحركات المشبوهة بدقة، محذرة جميع المواطنين من الانسياق وراء هذه الرسائل أو الاتصالات، التي تستهدف النيل من وعيهم وثباتهم على الأرض.

وشددت على ضرورة عدم التجاوب مع أي اتصال أو رسالة تصل من جهات غير معروفة، معتبرة ذلك جزءًا من الأساليب الخبيثة التي تعتمدها المخابرات الإسرائيلية في استدراج واستغلال الظروف الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع.

إجراءات قانونية بحق المتعاونين

وأوضحت وزارة الداخلية أن أجهزتها الأمنية ستتخذ إجراءات قانونية حاسمة بحق أي مواطن يثبت تجاوبه أو تواصله مع هذه الرسائل أو الاتصالات المشبوهة، مؤكدة أن هذه الأفعال تضع أصحابها في دائرة المسؤولية القانونية.

وجاء في البيان: «لن يفلح الاحتلال في تمرير مخططاته تحت غطاء الخداع والتضليل. ما عجز عنه في ميادين القتال لن يتحقق عبر الحيل النفسية والوسائل الرخيصة».

مطالبة دولية بوقف الحملات الخبيثة

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حملاته الخبيثة التي تهدف بحسب وصفها إلى تهجير السكان الفلسطينيين من أرضهم، ووصفت هذه السياسات بأنها جريمة متكاملة الأركان تخالف القانون الدولي الإنساني.

كما طالبت بتوفير حماية دولية للفلسطينيين في القطاع، وضرورة إنهاء الحصار المفروض عليهم منذ سنوات، والذي تفاقم مع العدوان الأخير، مما زاد من تعقيد الأوضاع المعيشية والإنسانية.

حق السفر والتنقل وفتح معبر رفح

وأكد البيان أن حرية السفر والتنقل حق مكفول بموجب القوانين الدولية، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر، ومنع المرضى والجرحى من الخروج لتلقي العلاج، يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية.

ودعت الوزارة إلى ضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم ومنتظم، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة المتكدسة على الجانب المصري من المعبر، والتي باتت تمثل شريان الحياة الوحيد لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.

تصريحات ترامب تثير الغضب

وفي سياق متصل، تجددت الانتقادات الواسعة على الساحة الفلسطينية والعربية بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي دعا فيها إلى تهجير سكان غزة إلى دول الجوار مثل مصر والأردن، بحجة إيجاد حل مؤقت أو دائم للأزمة الإنسانية في القطاع.

ورحّبت إسرائيل بتصريحات ترامب، التي اعتبرتها متوافقة مع توجهاتها السياسية، لكنها قوبلت برفض قاطع من قبل الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها مصر، التي أكدت تمسكها بسيادة الأراضي الفلسطينية ورفض أي مشاريع تهجير.

حماس.. تصريحات عنصرية وخطة لتصفية القضية

من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تصريحات ترامب ووصفتها بأنها "عنصرية بامتياز ودعوة للتطهير العرقي، مؤكدة أن هذه المخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حق العودة وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.

وشددت الحركة على أن الشعب الفلسطيني بكل فصائله وأطيافه سيرفض مثل هذه المشاريع، وسيقف سدًا منيعًا أمام كل محاولات التهجير القسري، مهما كانت الضغوطات والتحديات.

سكان غزة.. من النزوح إلى الصمود

ويعيش سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تشير التقارير إلى أن الغالبية العظمى من سكان القطاع نزحوا مرات عدة بسبب القصف المتواصل وتدمير البنية التحتية، ومع ذلك يواصل السكان صمودهم رغم كل المحاولات التي تسعى إلى اقتلاعهم من أرضهم.

وتشير التقديرات إلى أن هناك ملايين الأطنان من المساعدات الإنسانية عالقة على حدود غزة، وسط تدهور غير مسبوق في الخدمات الصحية والبيئية والمعيشية.