السفير التركي.. قلبي يحترق على أطفال غزة.. وأتساءل: أين الضمير؟

في أجواء احتفالية بيوم الطفولة التركي، الذي يوافق الثالث والعشرين من أبريل كل عام، عبر السفير التركي لدى القاهرة، صالح موتلو شن، عن مشاعر إنسانية جياشة تجاه معاناة أطفال غزة، مناشدًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون، وخاصة الأطفال، في قطاع غزة.
يوم الطفولة في ظل مآسي غزة
قال السفير التركي خلال كلمته في الاحتفال الذي نظمه في مقر إقامته بالقاهرة، اليوم الأربعاء، إنه سعيد بمشاركة هذا اليوم مع الأطفال، إلا أن الفرحة لا تكتمل في ظل الألم الذي يعيشه أطفال فلسطين، وبالأخص في غزة، مؤكدًا أنه يتمنى من أعماق قلبه أن تنجح الوساطة التي تقودها مصر وقطر لوقف إطلاق النار في القطاع، ليتمكن الأطفال من الاحتفال مثل أقرانهم في بقية أنحاء العالم.
وأكد أن الاحتفال بيوم الطفولة ليس مجرد مناسبة تقليدية، بل هو تذكير سنوي بحقوق الأطفال في الحياة والفرح والتعليم والاستقرار، وهي الحقوق التي تُنتهك يوميًا في أماكن النزاع، وعلى رأسها غزة، التي تشهد عدوانًا مستمرًا منذ أشهر طويلة، خلّف آلاف الضحايا من المدنيين، بينهم عدد مهول من الأطفال.
شهادات إنسانية.. أطفال غزة غيروا حياته
وبكلمات تأثر بها الحضور، روى السفير التركي تجربته الشخصية مع عدد من أطفال غزة الذين تمكنوا من الوصول إلى مصر لتلقي العلاج، قائلاً: «حين رأيت بعيني بعض الأطفال المصابين، الذين تلقوا العلاج هنا أو سافروا إلى أنقرة، تغيرت حياتي، أصبحت شخصًا آخر».
وأضاف أن مشاهد الألم التي رآها على وجوه هؤلاء الأطفال لا يمكن نسيانها، مؤكدًا أن تلك اللحظات كانت كفيلة بأن تزرع بداخله شعورًا متجددًا بالمسؤولية تجاه معاناة الأبرياء في غزة، وأنه منذ تلك اللحظة لم يعد يرى العالم كما كان.
رسالة إنسانية.. لا فرق بين طفل وآخر
وأكد السفير شن في كلمته أن الأطفال في كل أنحاء العالم يستحقون المستقبل، بصرف النظر عن لون بشرتهم أو موطنهم الجغرافي أو دينهم، قائلاً: «لا يهم إن كان الطفل أبيض أو أسود، من الشرق أو الغرب، من الشمال أو الجنوب، فجميعهم يستحقون الأمن والاستقرار والمستقبل المشرق».
كما أشار إلى أنه من حق الطفل الإسرائيلي أيضًا أن يعيش في أمان، مضيفًا: «نحن لا نفرّق بين الأطفال، فالطفل الفلسطيني له قيمة عالية، وكذلك الطفل الإسرائيلي، لأننا نؤمن بأن الإنسانية لا يجب أن تُجزأ أو تُقيَّد بسياسة أو عرق».
صرخة من القلب: أين الضمير؟
وفي ختام كلمته، أطلق السفير التركي صرخة مدوية من قلبه، قائلاً: "قلبي يحترق وأنا أرى أطفال غزة يموتون أمام أعين العالم أتساءل: «هل هناك ضمير أو عقل أو دين يقبل بما يحدث؟ كيف يمكننا أن نصمت على هذا الظلم؟».
وحذر من أن تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة الأطفال في غزة سيظل وصمة في جبين الإنسانية، مشددًا على أن صمت العالم ليس فقط تقصيرًا سياسيًا، بل خيانة للمبادئ التي تتغنى بها البشرية في المحافل الدولية.
مناشدة مفتوحة.. على العالم أن يتحرك
وطالب السفير التركي بالقاهرة المجتمع الدولي، والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة المعنية بحقوق الطفل، بضرورة التحرك الفوري والضغط على جميع الأطراف لوقف العدوان، وإتاحة الفرصة للمبادرات الإنسانية للوصول إلى المتضررين.
كما جدد إشادته بالدور المصري والقطري في التهدئة، مؤكدًا أن تركيا تدعم كل المساعي التي تهدف إلى إنهاء الحرب وتخفيف المعاناة عن المدنيين، وخاصة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع.
أمل في المستقبل وأمنية بسلام دائم
رغم الألم الذي يكسو حديثه، لم يخلُ صوت السفير التركي من نبرة أمل، حين عبر عن أمنيته في أن يأتي يوم 23 أبريل من الأعوام القادمة، وقد توقفت الحروب، وساد السلام، واحتفل كل طفل في العالم بيوم الطفولة في أمان وسعادة.
وقال في ختام كلمته: «أدعو الله أن يُكتب لأطفال غزة مستقبلًا أفضل، وأن يرى العالم قريبًا لحظة تشرق فيها شمس العدالة على الجميع، دون استثناء».