إسرائيل تصعد هجماتها في سوريا.. و«خطة إينون» تعود إلى الواجهة

تتواصل الاعتداء من قِبل إسرائيل على الأراضي السورية، ما يعيد إلى الأذهان خطة «أوديد إينون» التي تم نشرها عام 1982 في المجلة العبرية كيفونيم، حيث كان المخطط الإسرائيلي يقضي بتفكيك الشرق الأوسط إلى دويلات ضعيفة ومتنافرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيطرة «إسرائيل» في المنطقة.
هذه الخطة تتجسد اليوم في الهجمات الإسرائيلية المستمرة التي تستهدف الأراضي السورية وتحاول تفكيك بنيتها الاجتماعية والسياسية.
تقرير «سانا» يكشف عن تصعيد خطير
وكشفت وكالة الأنباء السورية «سانا» في تقرير لها عن تصعيد إسرائيلي خطير خلال الساعات الماضية ضد سوريا، حيث استهدفت غارات الطيران الإسرائيلي عدة مناطق في سوريا، منها قرية شطحة بريف حماة، وقرية كناكر غرب السويداء، ومناطق في ريف دمشق ودرعا.
هذه الاعتداءات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وهو ما يعد انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي وسيادة الدولة السورية.
التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية لسوريا
تقرير «سانا» لم يقتصر على نقل تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية فحسب، بل أشار إلى أن "إسرائيل" تسعى إلى اللعب على وتر الفتن الطائفية والانفصالية في سوريا.
ويذكر التقرير أن هذه السياسة تأتي في إطار محاولة إضعاف الدولة السورية وتعزيز حالة الفوضى والانقسام، وهي سياسة قديمة سعت «إسرائيل» لتنفيذها من خلال استغلال الاختلافات داخل المجتمعات العربية.
وقد شهدت تلك الاعتداءات تكثيفًا واضحًا منذ بداية الأزمة السورية، حيث استهدفت "إسرائيل" مواقع عديدة على امتداد الأرض السورية.
وفي تصريحات عدوانية سابقة، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن رفضه لأي محاولة لبناء سوريا جديدة، مطالبًا بنزع السلاح وعدم انتشار الجيش السوري في الجنوب، ما يوضح التدخل الفاضح لـ "إسرائيل" في الشؤون الداخلية السورية.
الرد السوري على التصعيد الإسرائيلي
وقد لاقت هذه التصريحات الإسرائيلية ردود فعل قوية من داخل سوريا. حيث أكدت مشيخة عقل طائفة الموحدين في بيان لها أن سوريا بوحدتها، أرضًا وشعبًا، ستظل صامدة أمام أي محاولات لتفتيتها.
وأضافت المشيخة في بيانها أن الشعب السوري سيقف جنبًا إلى جنب في مواجهة المؤامرات التي تستهدف وحدة وطنه.
ومن جهة أخرى، سعى وزراء «إسرائيليون»، مثل يسرائيل كاتس وجدعون ساعر، إلى تحريض المكون الكردي على التصعيد ضد الحكومة السورية، إلا أن هذه المحاولات قوبلت برفض كبير من غالبية الشعب السوري الذي أكد على وحدة وطنه ورفضه لهذه التدخلات.
محاولات إسرائيل لزعزعة الاستقرار في المنطقة
في إطار سعيها لتحقيق مخططاتها التوسعية، تحاول إسرائيل دومًا تحريض بعض المكونات على إثارة الفوضى والانقسام في دول المنطقة، ولا سيما في سوريا.
ومن خلال هذه المحاولات، تسعى إسرائيل إلى استغلال النزاعات الداخلية لإضعاف الدول العربية وخلق كيانات هشة يسهل السيطرة عليها.
هذه الاستراتيجية تندرج ضمن سياسة فرق تسد، التي كانت سائدة في العديد من التدخلات الاستعمارية في المنطقة.
تداعيات التصعيد الإسرائيلي على المنطقة
التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد سوريا يظهر بوضوح عزم "إسرائيل" على مواصلة تنفيذ خططها التوسعية على حساب الدول العربية.
وفي هذا السياق، يجب أن يتنبه الجميع إلى مخاطر هذه السياسات، وضرورة الوحدة العربية لمواجهة هذه التهديدات.
كما يتطلب الوضع الحالي وقفة جماعية لمكافحة أي محاولة لزعزعة الاستقرار في سوريا أو أي دولة عربية أخرى.
تظهر الأحداث الأخيرة بوضوح أن إسرائيل ستظل تمارس سياسة العدوان والتدخل في شؤون الدول العربية بما يخدم مصالحها الاستعمارية.
ومع ذلك، يبقى الشعب السوري وقواته المسلحة في حالة استعداد دائم للتصدي لهذه المحاولات ومقاومة أي عدوان يهدد سيادة البلاد.
وفي ظل هذا التصعيد، تتزايد الدعوات داخل سوريا وخارجها لتعزيز التضامن الوطني والتمسك بوحدة الأراضي السورية كصمام أمان أمام المخططات الإسرائيلية.
كما يُطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم إزاء الانتهاكات المتكررة لسيادة سوريا، ووضع حد للتدخلات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.