مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي للفيلم القصير يختتم فعالياته بتكريم أبرز الأعمال السينمائية

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي للفيلم القصير فعاليات دورته الحادية عشرة التي أقيمت في الفترة من 27 أبريل إلى 2 مايو، بحفل توزيع الجوائز الذي شهد تكريم العديد من الأفلام المتميزة في مختلف المسابقات الدولية والعربية.
وتعد هذه الدورة، التي أقيمت تحت رعاية الهيئة العامة لتنشيط السياحة، علامة فارقة في تاريخ المهرجان بفضل الأفلام الفائزة التي وصلت إلى مرحلة التأهل لجوائز الأوسكار، وهو ما يعكس تطور صناعة السينما القصيرة في المنطقة.
جوائز الفيلم الروائي الدولي.. المنافسة العالمية والابتكار السينمائي
شهدت مسابقة الفيلم الروائي الدولي منافسة شديدة بين عدد من الأعمال المتميزة، حيث تم منح جائزة «هيباتيا الذهبية» لفيلم «القطة السامة» من الصين، الذي أخرجه تيان جوان.
يُعتبر هذا الفيلم من أبرز الأعمال التي تم ترشيحها للتصفية النهائية لجوائز الأوسكار، مما يعكس جودته الفنية والإبداعية.
في المقابل، حصل فيلم «ميرا ميرا ميرا» من السعودية، إخراج خالد زيدان، على جائزة "هيباتيا الفضية" تقديرًا لجودته الفنية.
وكانت جائزة «التنويه الخاص» من نصيب فيلم «الغسيل» من ماليزيا، إخراج ميكي لاي، الذي أثار إعجاب لجنة التحكيم بتقديمه معالجة فنية مميزة.
جوائز مسابقة الفيلم الوثائقي.. أفلام تسلط الضوء على قضايا إنسانية
في مسابقة الفيلم الوثائقي الدولي، فاز فيلم «هجرة شادوز» من فرنسا والأردن، إخراج راند بيروتي، بجائزة «هيباتيا الذهبية» لتميزه في تناول قضية الهجرة بطريقة إنسانية تلامس القلوب.
أما جائزة «هيباتيا الفضية» فقد ذهبت إلى فيلم «في الحقل الفارغ» من بولندا، إخراج أنجيليكا سيجال، الذي تميز برؤيته السينمائية الفريدة وطريقته المبتكرة في تقديم موضوعاته.
جوائز مسابقة التحريك.. التفرد في الأسلوب والإبداع
أما في مسابقة أفلام التحريك، فقد حصل فيلم «ريكورداري» من ألمانيا وتشيلي، إخراج كارولينا كروز، على جائزة «هيباتيا الذهبية» بفضل تقنياته المبتكرة وحرفيته العالية في الرسوم المتحركة.
أما جائزة «هيباتيا الفضية» فذهبت إلى فيلم «الوحوش» من الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج مايكل جرانبري، الذي تميز بجو من الإثارة والمغامرة.
كما حصل فيلم «أطفال البرزخ» من الإمارات، إخراج أحمد خطاب، على «تنويه خاص» تقديرًا لأسلوبه الفني الرفيع.
جوائز مسابقة أفلام الذكاء الاصطناعي.. سينما المستقبل
وفي مسابقة أفلام الذكاء الاصطناعي، كانت المنافسة قوية بين العديد من الأعمال، حيث فاز فيلم "ext.delirium" من إسبانيا، إخراج يزا فوكو، بجائزة "هيباتيا الذهبية" بفضل استخدامه المبتكر للتقنيات الحديثة في صناعة الفيلم.
أما جائزة «هيباتيا الفضية» فقد ذهبت إلى فيلم «Tragedy of Leo» من مصر، إخراج مارك حنين، الذي عرض رؤيته للذكاء الاصطناعي في إطار فني عميق.
كما تم منح «تنويه خاص» لفيلم «The Living Room» من فرنسا والمغرب، إخراج مريم موزول، لما قدمه من استكشاف لروح العصر في إطار مشوق.
جوائز مسابقة أفلام الطلبة المصريين.. دعم المواهب الجديدة
في مسابقة أفلام الطلبة المصريين، فاز فيلم «قفص تفيدة» من إخراج أندرو عفت بجائزة «هيباتيا الذهبية» تقديرًا لأدائه المتميز وتقديمه رؤية فنية مبتكرة.
كما حصل فيلم «نسمة» من إخراج رهف أحمد عادل على جائزة "هيباتيا الفضية"، ليظهر هذا الجيل الجديد من صناع الأفلام الذين يمثلون المستقبل للسينما المصرية.
جوائز مسابقة الفيلم العربي.. أصوات مبدعة من العالم العربي
شهدت مسابقة الفيلم العربي العديد من الأعمال المميزة، حيث فاز فيلم «أخوة الرضاعة» من المغرب وفرنسا، إخراج كنزا تازي، بجائزة«هيباتيا الذهبية» لما قدمه من معالجة فنية قوية.
أما جائزة «هيباتيا الفضية» فقد حصل عليها فيلم «آخر واحد» من لبنان، إخراج كريم رحباني، الذي لاقى استحسانًا كبيرًا من لجنة التحكيم. كما تم منح "تنويه خاص" لفيلم "من إلى" من لبنان والبحرين، إخراج يارا شريا.
التأهل لجوائز الأوسكار.. نقطة تحول جديدة للمهرجان
من أبرز مستجدات هذه الدورة هو تأهل الأفلام الفائزة بجائزة «هيباتيا الذهبية» لجوائز الأوسكار، ما يضع مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير في مكانة مرموقة على الخريطة السينمائية العالمية.
ويعتبر هذا القرار خطوة كبيرة نحو تقديم أفلام متميزة في المهرجانات الدولية، مما يعزز من فرص السينما القصيرة في الوصول إلى أكبر المنصات العالمية.
ختامًا: مهرجان الإسكندرية السينمائي يتألق عالميًا
تُعد دورة هذا العام علامة فارقة في تاريخ مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير، الذي تمكن من إثبات نفسه كمنصة هامة لعرض أفلام مبدعة ومتنوعة.
وقد حققت هذه الدورة نجاحًا كبيرًا، حيث قدمت العديد من الأفلام التي تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية بطرق مبتكرة، مما يعكس حالة الإبداع والحداثة التي يشهدها المهرجان بشكل متواصل.
وفي الختام، يبقى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عنوانًا للإبداع الفني والتنوع الثقافي، داعمًا للسينما القصيرة ومُقدّمًا منصة لعرض أعمال سينمائية تلامس الواقع وتعبّر عن طموحات صانعيها.