السيسى يشارك في احتفالات النصر بموسكو ويلتقي الرئيس الفلسطيني على هامش الفعاليات

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الجمعة، في احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار في «الحرب الوطنية العظمى» التي أقيمت في العاصمة الروسية موسكو، وذلك بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحضور عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وشهدت الفعاليات تبادل الرئيس السيسى لأحاديث ودية مع عدد من القادة، وسط ترحيب كبير بلقائه من جانب الرئيس الصيني، في مشهد يعكس دفء العلاقات المصرية مع كبرى الدول الفاعلة على الساحة الدولية.
حضور العرض العسكري في الساحة الحمراء
وتضمنت الفعاليات عرضًا عسكريًا ضخمًا في الساحة الحمراء بموسكو، شارك فيه الرئيس السيسي إلى جانب نظرائه، في إحياء رمزي لانتصار الاتحاد السوفيتي على النازية في الحرب العالمية الثانية، وهي المناسبة التي توليها روسيا أهمية خاصة في خطابها التاريخي والسياسي المعاصر.
كما لبّى الرئيس السيسى دعوة الغداء التي أقامها الرئيس فلاديمير بوتين تكريمًا للقادة المشاركين، في لقاء رسمي أكد خلاله الزعماء على أهمية السلام والتعاون الدولي في مواجهة التحديات الراهنة، لاسيما الأزمات الممتدة في الشرق الأوسط.
لقاء مع الرئيس الفلسطيني.. تأكيد مصري على الثوابت
وعلى هامش مشاركته في الاحتفالات، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا ثنائيًا مهمًا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث جدّد خلاله التأكيد على موقف مصر الثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المركزية، وأولوية قصوى للسياسة الخارجية المصرية.
وشدد السيسى على ضرورة العمل العاجل من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين من الجانبين، إلى جانب تكثيف الجهود لضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ إلى القطاع المحاصر، مشيرًا إلى حجم المعاناة التي يواجهها المدنيون في غزة، وخاصة الأطفال والنساء.
عباس يثمّن الدور المصري ويدعو لاعتراف دولي أوسع
من جهته، ثمّن الرئيس محمود عباس الجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس السيسي لدعم الشعب الفلسطيني، قائلًا إن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في وقف التصعيد وإغاثة سكان غزة، فضلًا عن دعمها الدبلوماسي المتواصل في المحافل الدولية.
وأشار عباس إلى حجم الخسائر البشرية التي يشهدها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، موضحًا أن عدد الشهداء يتجاوز المئة يوميًا، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف النزيف الإنساني والضغط لوقف الحرب.
كما كشف الرئيس الفلسطيني أن 149 دولة حتى الآن اعترفت بالدولة الفلسطينية، داعيًا الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوات مماثلة لدعم السلام العادل.
وشدد على أهمية الاجتماع المرتقب في نيويورك يوم 18 يونيو 2025 لدعم حل الدولتين، مؤكدًا أن هذا المسار هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للجانبين.
السلطة الفلسطينية.. إصلاحات رغم التحديات
وخلال اللقاء، استعرض عباس جهود الإصلاح التي تبذلها السلطة الفلسطينية، بما في ذلك تحديث البنية الإدارية والمالية، وتوسيع صلاحيات الحكومة الفلسطينية، وتفعيل مؤسسات الدولة.
كما لفت إلى الصعوبات المالية الكبيرة التي تواجهها السلطة، في ظل استمرار احتجاز إسرائيل لحوالي ملياري دولار من مستحقات السلطة الفلسطينية، ما يعوق تنفيذ الخطط التنموية والخدمية، ويزيد من الأعباء على المواطن الفلسطيني.
وعرض الرئيس الفلسطيني أيضًا الجهود التي تقودها السلطة في واشنطن لحشد التأييد الدولي، والدفع باتجاه تنفيذ رؤية حل الدولتين، رغم التعقيدات السياسية الإقليمية والدولية.
السيسي يؤكد ضرورة تسريع الإصلاح ووقف الحرب
بدوره، رحّب الرئيس السيسي بخطوات الإصلاح التي أعلنتها السلطة الفلسطينية، مؤكداً ضرورة الإسراع في تنفيذها بشكل فعّال، وبما يعزز مؤسسات الدولة الفلسطينية ويقوي الجبهة الداخلية.
كما جدد السيسى التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار بشكل فوري، وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قائلًا إن ما تشهده الساحة الفلسطينية اليوم «أمر لا يحتمل التأجيل»، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط لفرض التهدئة والبدء في مسار سياسي شامل.
دعم مصري متواصل رغم التحديات
وتأتي مشاركة السيسى في احتفالات موسكو، ولقاؤه بالرئيس عباس، في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بتحديات غير مسبوقة، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتعثر مسار السلام، وانقسام المواقف الدولية.
وتؤكد مصر عبر هذه اللقاءات، أن دعمها للحقوق الفلسطينية غير مشروط، وأنها ستواصل الضغط دبلوماسيًا وإنسانيًا لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وصولًا إلى دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.