ارتفاع أسعار الذهب في مصر وسط تراجع الدولار ومخاوف اقتصادية أمريكية

سجلت أسعار الذهب في السوق المصري قفزة جديدة خلال تعاملات اليوم، وسط استمرار صعود المعدن النفيس عالميًا، مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي ومخاوف اقتصادية في الولايات المتحدة. 

ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب موجة من المكاسب المتتالية للذهب خلال الأسبوع الجاري، مما يدفع التوقعات نحو استمرار الاتجاه الصعودي خلال الفترة المقبلة.

شعبة الذهب تعلن الأسعار الجديدة.. عيار 21 يسجل 4650 جنيهًا

كشفت شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية عن آخر مستجدات الأسعار خلال التعاملات الصباحية اليوم الخميس، حيث سجل عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصري، 4650 جنيهًا للجرام، وهو مستوى قياسي جديد يعكس تأثير السوق العالمية على السوق المحلي.

وجاءت باقي الأسعار على النحو التالي:

عيار 24: 5314 جنيهًا

عيار 18: 3986 جنيهًا

الجنيه الذهب: 37,200 جنيه

وتشير الشعبة إلى أن الأسعار مرشحة لمزيد من التقلبات خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع تطورات السوق العالمية، ما يتطلب من المستهلكين والمستثمرين توخي الحذر.

العوامل العالمية ترفع الأسعار.. الأونصة تتجاوز 3300 دولار

على الصعيد العالمي، واصل الذهب مكاسبه، حيث بلغ سعر الأونصة 3309 دولارات أمريكية، وهو أعلى مستوى له في أسبوع. 

وقد ساهم تراجع الدولار الأمريكي بشكل رئيسي في هذا الارتفاع، خاصة بعد قرار وكالة التصنيف الائتماني «موديز» بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.

ويرتبط أداء الدولار الأمريكي بشكل وثيق بحركة الذهب، إذ أن انخفاض قيمة الدولار يجعل الذهب أرخص لحائزي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه عالميًا.

المخاوف من العجز المالي الأمريكي تدفع المستثمرين نحو الذهب

يرى محللون أن تراجع الثقة في استقرار الاقتصاد الأمريكي، على خلفية الجدل داخل الكونغرس حول مشروع قانون الضرائب المقترح من إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ساهم في تعزيز الإقبال على الذهب.
ويُخشى أن يؤدي هذا المشروع إلى زيادة العجز المالي الأمريكي، وهو ما دفع المستثمرين للابتعاد عن الأصول عالية المخاطر واللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

توقعات السوق.. هل يستمر الارتفاع؟

توقعات الخبراء تشير إلى أن أسعار الذهب قد تواصل الصعود في السوق المحلي خلال الفترة المقبلة، لا سيما في حال استمرت الضغوط على الدولار، أو صدرت مؤشرات اقتصادية أمريكية سلبية.

ويؤكد محللو السوق أن الأسعار في مصر ستظل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحركة الأسعار العالمية، مع تأثر محدود بسعر الجنيه المصري مقابل الدولار.

نصائح للمستهلكين.. التريث قبل الشراء

مع ارتفاع الأسعار، يوصي خبراء الذهب المستهلكين بعدم التسرع في اتخاذ قرارات الشراء، خصوصًا للمدخرات طويلة الأجل. 

وفي حين أن البعض قد يرى أن هذه الفترة مناسبة للشراء قبل ارتفاعات إضافية، يفضل آخرون التريث إلى حين وضوح الرؤية في الأسواق العالمية.

تواصل أسعار الذهب في مصر الارتفاع بشكل لافت، متأثرة بالتقلبات العالمية والمخاوف الاقتصادية، ما يجعل المعدن الأصفر محط اهتمام واسع سواء من المستثمرين أو المواطنين العاديين.

وفي ظل عدم اليقين العالمي، تبقى مراقبة الأخبار الاقتصادية الدولية أداة أساسية لفهم مسار الذهب في السوق المصري خلال الفترة المقبلة.

السوق يشهد نشاطًا ملحوظًا رغم الارتفاع

على الرغم من ارتفاع الأسعار، لاحظ تجار الذهب في مناطق مختلفة من القاهرة نشاطًا ملحوظًا في حركة البيع والشراء، خاصة في المناطق الشعبية والأسواق الكبرى مثل الحسين وشارع الصاغة. 

ويرجع ذلك إلى استمرار ثقافة الادخار بالذهب بين فئات واسعة من المصريين، الذين يعتبرونه وسيلة مضمونة للحفاظ على قيمة الأموال في ظل التضخم وتذبذب العملات.

كما أكد عدد من التجار أن بعض الفئات تفضل شراء المشغولات خفيفة الوزن لتقليل التكلفة، مع التركيز على عيارات 18 و21 كونها الأكثر طلبًا محليًا.