السبت 05 يوليو 2025 الموافق 10 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

«أونروا» تطلق نداء عاجلا.. الجوع يسقط سكان غزة مغشيا عليهم في الشوارع

القارئ نيوز

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تجاوزت حدود الكارثة، مؤكدة أن «الناس يسقطون مغشيًا عليهم في الشوارع من شدة الجوع»، في مشهد مأساوي يعكس حجم الانهيار الكامل للحياة داخل القطاع المحاصر منذ أشهر، والذي يتعرض لهجوم إسرائيلي متواصل منذ أكتوبر الماضي.

وفي نداء عاجل، نشرته مساء الجمعة عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، وصفت الوكالة الأممية ما يحدث في غزة بأنه «ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو انهيار متسارع للحياة»، موضحة أن «الأطفال ينامون جوعى، والمرضى يموتون بصمت، والعائلات تبحث في ركام المنازل عن لقمة أو مأوى».

نظام المساعدات أذل العائلات

وأوضحت «أونروا» في بيانها الصادم، أن نظام توزيع المساعدات المتاح حاليا في القطاع المحاصر لا يراعي الكرامة الإنسانية، قائلة: «لقد أذل العائلات الجائعة والخائفة والمصابة والمنهكة، وجردها من كرامتها الإنسانية، ما يجعل الحاجة إلى تدخل دولي فوري أمرا لا يحتمل التأجيل».

وتابعت الوكالة: «ينبغي ألا يُجبر أي إنسان في أي مكان على أن يختار بين الموت أو إطعام أطفاله»، في إشارة إلى المأزق الذي يواجهه الفلسطينيون مع انعدام كافة سبل الحياة الأساسية.

القطاع يعاني شللا كاملا

وحذرت «أونروا» من نفاد شبه كامل في المواد الغذائية والأدوية والمياه النظيفة، إلى جانب توقّف العيادات عن العمل بالكامل، وانقطاع الكهرباء والاتصالات منذ أكثر من شهرين بسبب غياب الوقود، مما أدّى إلى حالة شلل تام في المرافق الصحية والإنسانية.

وقالت الوكالة: «القمامة تتكدس، المياه النظيفة شحيحة، المستشفيات عاجزة، والناس يموتون في صمت.. فكل شيء ينفد».

مأساة البحث عن الطعام

وأكدت الوكالة أن محاولات المدنيين الفلسطينيين للحصول على المواد الغذائية القليلة التي يُسمح بدخولها إلى غزة، تحولت إلى مآسي دامية، موضحة أن «هناك حالات إطلاق نار وسحق مدنيين تحت شاحنات المساعدات»، مشددة على أن «الناس يواجهون مشاهد غير إنسانية بحثًا عن الطعام».

وفي هذا السياق، طالبت «أونروا» الأمم المتحدة بإجراء «تحقيقات عاجلة» في حالات القتل والإصابات التي سُجلت بين المدنيين خلال محاولتهم الحصول على الغذاء، معتبرة أن ذلك «تجاوز صارخ لأبسط حقوق الإنسان».

أوقفوا إطلاق النار فورا

وجددت الوكالة الأممية دعوتها إلى المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وقالت: «ثبت خلال فترات التهدئة القصيرة أن المجتمع الدولي قادر على إيصال المساعدات بأمان وبشكل موسع داخل القطاع».

وأضافت: «لدينا الأنظمة والخبرة والإرادة. ما نحتاجه فقط هو الوصول»، مؤكدة أن الفرق التابعة لها جاهزة للعمل فور توفير ممرات آمنة.

واختتمت الوكالة بيانها بنداء إنساني بقولها: «دعونا نقوم بعملنا.. يجب رفع الحصار فورًا، وإدخال الوقود، ووقف إطلاق النار الآن».

تدهور إنساني غير مسبوق

ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه غزة أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها، إذ يعاني أكثر من مليون شخص من الجوع الحاد، وفق تقارير أممية سابقة، بينما حذّرت منظمات حقوقية من احتمالية وقوع «مجاعة شاملة» إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

ويُذكر أن قطاع غزة يواجه حصارًا مشددًا منذ سنوات، لكن التصعيد الإسرائيلي الأخير فاقم الأوضاع بشكل غير مسبوق، خاصة في ظل منع دخول المساعدات بشكل منتظم، وتدمير البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، ما يهدد حياة ملايين المدنيين.

المجتمع الدولي في مرمى الانتقادات

وفي ضوء هذه التطورات، تواجه مؤسسات المجتمع الدولي انتقادات حادة من منظمات إنسانية وحقوقية، اتهمت الدول الكبرى بالتقاعس عن أداء دورها في حماية المدنيين، وعدم اتخاذ خطوات جادة لفرض هدنة إنسانية أو فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات.

وفي السياق ذاته، أكدت «أونروا» أنها «ستواصل العمل بكل ما أوتيت من إمكانيات لتخفيف معاناة الناس في غزة»، لكنها شددت على أن نجاح ذلك «مرهون بتوفر الدعم الدولي والضغوط السياسية لوقف إطلاق النار فورًا».

تم نسخ الرابط