الأربعاء 20 أغسطس 2025 الموافق 26 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الإفتاء ترد.. هل قول الزوجة لزوجها «أنت كأخي» يعد تحريما؟

حكم قول الزوجة تحرم
حكم قول الزوجة تحرم على كأخي وأبي

ورد إلى «دار الإفتاء المصرية» سؤال من إحدى السيدات تقول فيه إنها تشاجرت مع زوجها وقالت له في لحظة غضب تحرم علي كأبي وأخي، وقد أثار هذا السؤال حالة من الجدل بين الناس حول الحكم الشرعي لمثل هذا الكلام، خاصة وأن البعض يظن أن مجرد التلفظ بعبارات التحريم يترتب عليه بطلان الحياة الزوجية، إلا أن «الإفتاء» حسمت هذا الأمر من خلال رد واضح وصريح.

رد الإفتاء على السؤال الأول

أكد الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء أن قول الزوجة لزوجها تحرم علي كأبي وأخي لا أثر له على الحياة الزوجية ما دام الزوج لم يفوضها في تطليق نفسها ولم يتم الذهاب إلى المأذون لإتمام إجراء الطلاق، وأضاف الشيخ أن المرأة لا تملك حق التطليق بنفسها وإنما العصمة بيد الرجل، وبالتالي فإن ما صدر من الزوجة في حالة الغضب لا يعد طلاقًا ولا تحريمًا وإنما مجرد قول لا قيمة له شرعًا، ونبه الشيخ على الزوجة بضرورة الاستغفار مما صدر منها وألا تكرر مثل هذه الكلمات مرة أخرى لأن الحياة الزوجية قائمة كما هي ولا تتأثر بمثل هذا اللفظ.

الإفتاء وحكم قول الزوجة تحرم علي إلى يوم الدين

وفي سياق آخر ورد إلى «الإفتاء» سؤال عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك من سيدة أخرى قالت إنها تعرضت لضرب مبرح من زوجها مما دفعها إلى الغضب الشديد وقالت له تحرم علي إلى يوم الدين، وهو سؤال أثار حيرة لدى السائلة إذ اعتقدت أن حياتها مع زوجها أصبحت محرمة شرعًا، إلا أن الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية أوضح الحكم الشرعي بشكل مفصل.

موقف الإفتاء من اعتداء الزوج على زوجته

أكد الدكتور مجدي عاشور أن الشريعة الإسلامية نهت بشكل قاطع عن اعتداء الزوج على زوجته بالضرب المبرح، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالمعاشرة بالمعروف ونهى عن الضرب، وحتى إذا أخطأت الزوجة فإن العقوبة الشرعية التي نص عليها القرآن الكريم جاءت على التدرج بالوعظ ثم الهجر في المضاجع ولم تصل إلى الضرب العنيف، وشدد عاشور على أن الزوج الذي يعتدي على زوجته بهذا الشكل يقع في مخالفة شرعية صريحة تخالف وصية الرسول عليه الصلاة والسلام.

حكم الإفتاء في قول المرأة تحرم علي

فيما يتعلق بقول الزوجة لزوجها تحرم علي إلى يوم الدين أكد الدكتور عاشور أن هذا القول لا يعد طلاقًا سواء صدر في حالة الغضب أو في غيرها، لأن العصمة بيد الزوج وحده فهو من يملك حق الطلاق، أما الزوجة فلا تملك سوى حق الخلع إذا رغبت في إنهاء العلاقة، وبالتالي فإن قولها تحرم علي لا يترتب عليه طلاق ولا يحتاج إلى كفارة، ونصحها بالاستغفار وعدم تكرار مثل هذا اللفظ مرة أخرى، مؤكدًا أن حياتها مع زوجها لا تزال قائمة وليست محرمة.

الحكمة من توضيحات الإفتاء

تأتي هذه الفتاوى لتؤكد على أهمية دور «الإفتاء» في توعية الناس بأحكام الدين الصحيحة خاصة فيما يتعلق بالحياة الزوجية التي قد تتعرض لمشاكل ومشاحنات تؤدي إلى صدور أقوال غير محسوبة، فالكثير من النساء والرجال يظنون أن مجرد قول التحريم أو الغضب يعني وقوع الطلاق وهذا اعتقاد خاطئ، لذلك تحرص الإفتاء على تصحيح هذه المفاهيم وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح حتى لا تنهار الأسر بسبب عبارات عابرة قيلت في لحظة غضب.

الإفتاء تدعو للابتعاد عن الألفاظ المؤذية

شددت دار الإفتاء على أن على الزوجة أن تتحكم في ألفاظها وأن لا تتلفظ بعبارات تحمل معنى التحريم أو الطلاق لأنها قد تفتح أبواب الشكوك والوساوس وتفسد العلاقة الأسرية، كما أوصت الأزواج بعدم اللجوء إلى العنف أو الضرب لأنه منهي عنه شرعًا ولا يليق بالحياة الزوجية القائمة على المودة والرحمة، ووجهت نصائح بضرورة اللجوء إلى الحوار الهادئ لحل الخلافات بدلًا من التصرفات التي قد تؤدي إلى انهيار الأسرة.

أهمية الرجوع إلى الإفتاء

أكد علماء الدين أن اللجوء إلى «الإفتاء» في مثل هذه القضايا أمر ضروري، لأن بعض الأزواج والزوجات قد يعتمدون على آراء شخصية أو اجتهادات غير صحيحة تزيد الأمر تعقيدًا، بينما دار الإفتاء تضم نخبة من العلماء المتخصصين الذين يوضحون الحكم الشرعي الصحيح استنادًا إلى القرآن والسنة، ولذلك فإن الرجوع إلى الإفتاء عند حدوث أي نزاع أسري يحمي الأسرة من الانهيار ويعيد الطمأنينة والاستقرار إلى البيوت.

يتضح أن قول الزوجة لزوجها تحرم علي كأبي وأخي أو قولها تحرم علي إلى يوم الدين لا يترتب عليه طلاق ولا تحريم لأن العصمة بيد الرجل وليس المرأة، وهذا ما أكدته دار الإفتاء المصرية من خلال فتاوى رسمية واضحة، وعلى الزوجة أن تستغفر الله وألا تكرر مثل هذه الألفاظ، كما أن على الأزواج أن يتقوا الله في زوجاتهم وألا يلجأوا إلى العنف، لتبقى الحياة الزوجية قائمة على المودة والرحمة كما أمر الإسلام، وتبقى «الإفتاء» المرجع الأمين الذي يوضح للناس ما أشكل عليهم في أمور دينهم ودنياهم.

تم نسخ الرابط