نقابة المرشدين بالأقصر تكشف تفاصيل جديدة عن حريق الفندق العائم

أصدرت نقابة المرشدين السياحيين بمحافظة الأقصر بياناً رسمياً فورياً، عبرت فيه عن خالص شكرها وتقديرها العميقين للجهود الجبارة والملموسة التي بذلتها قوات الحماية المدنية المصرية.

 جاء هذا الشكر على خلفية حادث الحريق الذي اندلع مساء أمس بأحد الفنادق العائمة (المراكب النيلية السياحية) في منطقة المطاعمة بمدينة إسنا، جنوبي الأقصر.

وأكدت النقابة في بيانها أن سرعة استجابة فرق الإطفاء والمهنية الفائقة التي تم بها التعامل مع الموقف كانت العامل الحاسم، إذ أسهمت تلك الإجراءات في «إنقاذ جميع السائحين والعاملين على متن المركب دون وقوع أي خسائر بشرية». 

هذا النجاح في الإخلاء يؤكد فعالية البروتوكولات الأمنية وتكاتف مؤسسات الدولة لحماية قطاع السياحة الحيوي.

«مهنية فائقة»: تكاتف المؤسسات في مواجهة الكارثة

تعتبر الفنادق العائمة شريان الحياة للسياحة الثقافية في صعيد مصر، إذ تربط بين كنوز الأقصر وأسوان. 

وبالتالي، فإن أي حادث يقع في هذا القطاع يحظى باهتمام إعلامي مكثف. وفي هذا السياق، شدد بيان النقابة على أن الإشادة بجهود الحماية المدنية لم تكن مجرد بروتوكول، بل كانت تقديراً لعملية إنقاذ احترافية أسهمت في السيطرة على تداعيات الموقف في وقت قياسي.

لقد عملت الفرق الأمنية والإنقاذ بمهنية عالية لضمان خروج جميع النزلاء، الذين يمثلون جنسيات مختلفة، وكذلك العاملين المصريين، بسلام تام. 

هذا التنسيق بين الأجهزة الأمنية والنيلية يُعزز الثقة في الإجراءات الوقائية المتبعة على متن المراكب السياحية، ويؤكد على أن معايير السلامة لا تزال أولوية قصوى.

توضيح الصور المتداولة: الحريق لاحق للإخلاء الآمن

شكلت الصور والفيديوهات التي انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحدياً إضافياً للسلطات المعنية، حيث أظهرت المركب المحترق وهو في حالة يُرثى لها، مما قد يولد انطباعاً خاطئاً لدى الرأي العام العالمي والمحلي عن حجم الخسائر البشرية المحتملة.

أوضح بيان نقابة المرشدين السياحيين أن تلك الصور، التي التقطت لاحقاً، «تم التقاطها بعد خروج جميع الركاب والعاملين منها».

 وأشار البيان إلى نقطة بالغة الأهمية وهي أن الحريق كان «محدودًا في بدايته قبل أن يمتد لاحقًا عقب عملية الإخلاء».

 هذا التوضيح يهدف إلى الفصل التام بين لحظة الخطر، التي تم التعامل معها بنجاح كامل لإنقاذ الأرواح، وبين الأضرار المادية اللاحقة، وكررت النقابة تأكيدها بأن «جميع السائحين بخير ولم يتعرض أي منهم لأذى».

ويُعد هذا التمييز حيوياً في إدارة الأزمات السياحية، حيث يُبرهن على أن الأولوية المطلقة كانت دائماً لسلامة الأفراد، وتم إتمام عملية الإخلاء بنجاح قبل أن تتطور الأضرار المادية.

«حساسية المرحلة»: حماية السمعة مع اقتراب الحدث العالمي

تأتي هذه الواقعة في فترة زمنية حرجة للغاية بالنسبة لقطاع السياحة المصري. فمع بداية الموسم الشتوي، الذي يعتمد بشكل أساسي على الرحلات النيلية والسياحة الثقافية في الأقصر، يتصاعد الاهتمام الإعلامي العالمي بالوجهة المصرية.

الأكثر أهمية هو الترقب الدولي لـ افتتاح المتحف المصري الكبير (GEM)، الذي يمثل «حدثًا عالميًا مرتقبًا» وينتظر أن يكون نقطة تحول في تاريخ السياحة بمصر.

 وأكدت النقابة أن أي تقارير أو مواد إعلامية غير دقيقة قد يتم تداولها، تشكل «دعاية سلبية قد تضر بصورة مصر السياحية».

ولذلك، أكدت النقابة احترامها وتقديرها العميق للإعلام والصحافة المصرية المهنية، مشددة على «أهمية تحري الدقة والشفافية في تناول الأخبار المتعلقة بقطاع السياحة». 

فالإعلام شريك أصيل في جهود التنمية، ونشر المعلومات الصحيحة هو خط الدفاع الأول ضد محاولات التشويه.

مطالبة بمواجهة الصفحات غير القانونية: محاربة الإساءة المتعمدة

لم يتوقف البيان عند مناشدة الصحافة المهنية، بل تصدى بشكل مباشر لظاهرة الصفحات الإلكترونية غير المرخصة، التي تلجأ إلى تضخيم ونشر الأخبار والفيديوهات المغلوطة بقصد الإثارة وتحقيق الأرباح على حساب المصلحة الوطنية.

ووجهت نقابة المرشدين السياحيين بالأقصر نداءً حازماً إلى الجهات المعنية وشرطة مباحث الإنترنت لاتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة تجاه «الصفحات التي تدعي صفة المواقع الإخبارية دون ترخيص رسمي». 

وأوضحت النقابة أن الضرر الذي تسببه هذه الصفحات يتجاوز حدود الخبر العادي، ليشكل إساءة مباشرة لـ«سمعة القطاع السياحي وتضر بالمصلحة الوطنية» في وقت حرج.

 ويُعد هذا المطلب بمثابة دعوة لتطبيق القانون بحسم لحماية الأمن المعلوماتي والاقتصادي للبلاد.

واختتمت النقابة بيانها بتوجيه رسالة طمأنة دولية ومحلية، مؤكدة أن: «مصر كانت وستظل آمنة بفضل وعي أبنائها وتكاتف مؤسساتها».

كما وجهت التحية لكل من ساهم بجهده وإخلاصه في «إنقاذ الأرواح والحفاظ على سمعة السياحة المصرية». هذا التكاتف هو الضمانة لاستمرار مصر كوجهة آمنة وموثوقة للسياحة العالمية.