الطنطاوي في ذكراه.. الأزهري الذي نقل علوم العربية لقياصرة روسيا
تحيي وزارة الأوقاف المصرية، اليوم الإثنين، الذكرى السنوية لوفاة الشيخ محمد عياد الطنطاوي، واحد من ألمع علماء الأزهر الشريف والمستشرقين المصريين، الذي توفي في السابع والعشرين من شهر أكتوبر عام 1861 ميلادية (الموافق لجمادى الثاني سنة 1278 هجرية).
يُعد الطنطاوي نموذجاً فريداً للعالم الذي نجح في إيصال رسالة العلم والحضارة المصرية إلى قلب أوروبا الشرقية، حيث كرس أكثر من عقدين من حياته لتدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية في روسيا القيصرية.
من الغربية إلى الأزهر: نشأة العالم العبقري
ولد العلامة الراحل في محافظة الغربية بمصر عام 1810، ومنذ نعومة أظفاره، أظهر نبوغاً فكرياً انعكس في حفظه السريع للقرآن الكريم. بعد ذلك، التحق الطنطاوي بقلعة العلم، الأزهر الشريف، حيث نهل من علومه الواسعة.
درس الشروح وعلوم الفقه، وأتقن دراسة المنطق والبلاغة والبديع، وهي علوم كانت تمثل أساساً صلباً لكل عالم أزهري في تلك الحقبة.
وقد تأثر الطنطاوي بشكل كبير بأستاذه وشيخه، شيخ الأزهر الأسبق الشيخ حسن العطار، الذي كان له دور محوري في توجيه مسيرته العلمية.
بعد تخرجه من الأزهر وحصوله على شهادة العالمية، جاءت نقطة التحول الكبرى في حياة الطنطاوي.
فبتكليف مباشر من شيخ الأزهر حسن العطار، انطلقت رحلته التاريخية إلى روسيا، وهي رحلة استمرت سبعين يوماً في طريقها نحو مدينة سانت بطرسبرج العظيمة والعريقة.
21 عاماً في قلب روسيا: سفير العلم المصري
كانت مدينة سانت بطرسبرج هي المحطة الأطول والأكثر تأثيراً في حياة الشيخ محمد عياد الطنطاوي.
أقام الشيخ فيها مدة تزيد على واحد وعشرين عاماً، حيث عمل أستاذاً للغة العربية والعلوم الإسلامية.
لم يقتصر دور الطنطاوي على التدريس فحسب، بل امتد تأثيره ليصبح جسراً للتواصل الثقافي والعلمي.
وقد نجح العلامة الأزهري في بناء أواصر متينة من الصداقة والأخوة مع بقية العلماء والدارسين، الذين كانوا ينتمون إلى جنسيات متعددة وأديان مختلفة، مما جعله نموذجاً للتسامح والحوار بين الثقافات.
وبفضل علمه وعبقريته، نجح الشيخ الطنطاوي، قبل قرابة قرنين من الزمان، أن يحفر لمصر وللأزهر مكانة سامية ومرموقة بين العلماء والباحثين الروس، ليتقلد لاحقاً أعلى الأوسمة من قيصر روسيا نفسه، تقديراً لجهوده العلمية الجبارة.
«تحفة الأذكيا»: كتاب توثيقي عن الشعب الروسي
لم تقتصر إسهامات الطنطاوي على التدريس؛ بل يعد أحد ألمع أساتذة اللغة العربية والعلوم الإسلامية في عصره.
ومن أهم إنجازاته تأليف كتاب فريد من نوعه عن روسيا وشعبها، سمى الشيخ هذا الكتاب «تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا».
يعد هذا المؤلف وثيقة تاريخية واجتماعية مهمة، حيث تحدث فيه الطنطاوي عن الشعب الروسي الكريم، وعاداته، وأخلاقه، وملابسه، وأزيائه، والأكلات المفضلة لديه، مقدماً نظرة مصرية عميقة وإنسانية للحياة في تلك البلاد.
كانت حياة الشيخ حافلة بالعطاء العلمي والرحلات الثقافية، ورحل عن عالمنا في عُمر الحادية والخمسين.
دُفن الشيخ محمد عياد الطنطاوي في مقبرة المسلمين بمدينة فولكوفو بالقرب من سان بطرسبورغ، وشُيد على شاهد قبره عبارة خالدة باللغة العربية: «هذا مَرقد الشيخ العالم محمد عيّاد الطنطاوي».
احتفاء رسمي وتأكيد على الإرث المصري
وفي لفتة تعكس تقدير الدولة المصرية لأبنائها الرواد، زار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ضريح العالم الجليل احتفاءً بذكراه العطرة.
جاءت الزيارة عقب مشاركته في فعاليات القمة الدينية العالمية الأولى التي عُقدت في سانت بطرسبرج تحت عنوان: «دور القيم الروحية والأخلاقية في الأديان التقليدية وسبل تعزيز قيم الحوار بين الطوائف والأعراق في العالم المعاصر».
وأكد وزير الأوقاف أن الشيخ محمد عياد الطنطاوي يمثل «نموذجًا مصريًّا عبقريًّا مُلهِمًا» يجسد قدرة العلماء المصريين على القيادة الثقافية والتأثير الدولي.
وتأتي هذه الزيارات الرسمية لتؤكد أن إرث العلماء الأزهريين في الخارج لا يزال حياً ومحط تقدير، ويشكل أساساً لتعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الحضارات حتى يومنا هذا.
- الطنطاوي
- الغربية
- الحوار
- شهادة
- قلب
- أوروبا
- محافظ
- دية
- المصري
- مقبرة
- وزارة الأوقاف
- درة
- الدول
- الثقافات
- حسن العطار
- كتاب
- التاريخ
- عمل
- الدولة
- محطة
- محافظة الغربية
- تمر
- السن
- شهر أكتوبر
- وزارة الأوقاف المصرية
- الشرقية
- روسيا
- أكتوبر
- مصر
- العالمي
- علماء الأزهر الشريف
- الازهر الشريف
- الاوقاف
- الشيخ حسن العطار
- اللغة العربية
- الأزهر
- سفير
- ملابس
- المصريين
- الصداقة
- طنطا
- الإسلام
- قمة
- علماء
- نقل
- العربية
- العلم
- العرب
- الاثنين
- طره
- أزهري
- عين
- العالم
- الروح
- محافظة
- الرحلات
- القمة
- المسلم
- الغرب
- القارئ نيوز



