أزهري يوضح حكم الرجوع بعد الطلاق ثلاث مرات
أوضح الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، الحكم الشرعي الواضح المتعلق بالمرأة التي طُلقت من زوجها للمرة الثالثة (الطلقة البائنة الكبرى) ورغبت في العودة إليه.
أكد الدكتور جبر أن هذا الحكم يستند إلى نص صريح، وأن المرأة «لا تحل لزوجها الأول» إلا بتحقق شرط شرعي حاسم.
الشرط الحاسم للعودة (الزواج الحقيقي)
أشار الدكتور جبر إلى أن العودة مشروطة بأن:
تتزوج المرأة زوجًا آخر زواجًا شرعياً صحيحاً.
يقع بينها وبين الزوج الثاني «دخول كامل» (معاشرة زوجية).
يطلقها الزوج الثاني (أو يموت عنها).
تتم «انقضاء عدتها» من الزوج الثاني.
وأكد أن هذا التشريع جاء لحكمة عظيمة، أبرزها منع الرجل من التسرع في الطلاق والتفريط في بيته، إذ يؤدي الطلاق الثالث إلى انكشاف زوجته لغيره، وهو ما يمثل رادعاً شديداً «عند العربي الأصيل» عن الاستهتار بسلطة الطلاق.
بلاغة النبوة: المجاز والكناية في مسائل الحياء
تطرق الدكتور يسري جبر إلى الحديث النبوي الشهير الوارد عن امرأة رفاعة التي جاءت للنبي ﷺ تعبر عن رغبتها في العودة لزوجها الأول بعد أن تزوجت بآخر، موضحة ضعف زوجها الثاني في المعاشرة.
استخدم النبي ﷺ في رده تعبيرات مجازية راقية بدلاً من الألفاظ الصريحة.
استخدام المجاز للحياء
أوضح الدكتور جبر أن هذا الحديث يوضح بجلاء أن الإسلام أقرّ استخدام الكناية والمجاز عند تناول المسائل الدقيقة التي يُستحيا من التصريح بها، وذلك:
حفاظًا على الحياء: وهو خلق عظيم في الإسلام («الحياء شعبة من الإيمان»).
توصيل المعنى الشرعي الكامل: دون الحاجة لاستخدام ألفاظ قد تكون "جافة أو جارحة".
وأشار إلى أن النبي ﷺ نفسه استخدم المجاز عندما قال للمرأة: «حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك»، للدلالة على وجوب حصول الدخول الكامل (المعاشرة) بين الزوجة والزوج الثاني لإتمام شرط التحليل الشرعي للعودة لزوجها الأول.
«مثل هدبة الثوب»: دقة التعبير القرآني والنبوي
لفت الدكتور جبر النظر إلى دقة تعبيرات المرأة في الحديث، والتي استخدمت عبارة: «إنما معه مثل هدبة الثوب»، للدلالة على ضعف قدرته على المعاشرة الزوجية معها. وأكد أن النبي ﷺ «فهم المعنى المقصود» منها دون حاجة للتصريح باللفظ الجارح.
وشدد على أن هذا الموقف يعكس دقة التعبير النبوي وبلاغته، وأن المجاز ليس مجرد أسلوب بلاغي، بل هو «جزء أصيل في لغة الحديث النبوي» التي راعت أدب المخاطبة حتى في أشد المسائل خصوصية، ونبه إلى أن الحديث في أمور الحلال والحرام مشروع بشرط الأدب والاحترام.
أزمة الطلاق: غياب الحكمة وسوء استخدام السلطة
انتقل الدكتور يسري جبر بالحديث إلى أزمة الطلاق المتفاقمة في المجتمع المعاصر، مستشهداً بإحصاءات مقلقة: «كثرة الطلاق في عصرنا والذي وصل في الخمس سنوات الأولى من الزواج إلى ما يقرب من 60% راجع إلى غياب الفهم الحقيقي لحكمة الزواج، وسوء استخدام الرجال لسلطة الطلاق، واتخاذه وسيلة للعقاب لا لمعالجة المشكلات.»
ودعا الأزواج إلى التمهّل وضبط النفس وعدم اتخاذ الطلاق وسيلة للضغط أو الغضب، مؤكداً أن «شرع الله جاء لتهذيب النفوس وإصلاح البيوت، لا لهدمها».
وناشد الناس بضرورة التعلم والتفقه في أحكام الزواج والطلاق، وأن يكون الطلاق آخر حل وليس أوله.
تحذير من «زواج التحليل»: رفض شرعي للمراوغة
شدد الدكتور يسري جبر على أن الحكمة من هذا التشريع تسقط تماماً إذا تم الزواج الثاني بنية «التحليل المؤقت» لعودة المرأة إلى زوجها الأول. وأكد أن الزواج يجب أن يكون بنية الدوام والاستقرار، وأن أي عقد يُبرم بنيّة مسبقة للطلاق بعد الدخول يعد «زواجاً باطلاً ومُحرماً» شرعاً، وهو ما يُعرف بـ«زواج التحليل» الذي لعن النبي ﷺ فاعله، وهدف التشريع هو الرادع، وليس فتح باب للمراوغة والاحتيال على حكم الله.
واختتم الدكتور جبر دعوته بتذكير الرجال بحديث النبي ﷺ: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، مؤكداً أن الأساس هو الإمساك بمعروف وتحمل المسؤولية الزوجية والاجتماعية.
- حكم
- الشريف
- سلطة
- مشكلات
- طلاق
- زوجة
- النفس
- العربي
- الشرع
- حكم الشرع
- الله
- الحي
- الحق
- أزهري
- النبي
- الحكم
- الحياء
- الإسلام
- النبوي
- جوع
- العرب
- علماء
- ألم
- الطلاق
- التصريح
- يسري جبر
- المشكلات
- الدقيق
- المعاش
- معاش
- سيلتك
- الغضب
- شريف
- الرجال
- ضغط
- مرأة
- مشروع
- تعلم
- صلاح
- الحر
- الحديث
- الشر
- النب
- علماء الأزهر الشريف
- الازهر الشريف
- الحديث النبوي
- المرآه
- الدقى
- دقيق
- بلاغ
- الزوج
- تصريحات تليفزيونية
- الحكم الشرعي
- إله
- إمام
- تصريحات
- ضبط
- القارئ نيوز



