اليوم العالمي للرجل.. مراجعة لصورة الرجولة بعيداً عن الهيمنة
مع حلول اليوم العالمي للرجل في 19 نوفمبر من كل عام، تتجه الأنظار عالمياً إلى قضايا الرجال التي تتجاوز مجرد الاحتفال بالسلطة أو الهيمنة.
الهدف من هذا اليوم، الذي جرى إقراره منذ عام 1999، هو تسليط الضوء على إسهامات الرجال الإيجابية في المجتمع، وفي الوقت نفسه، مناقشة التحديات والضغوط التي يواجهونها في العصر الحديث.
القضايا المطروحة: تركز النقاشات على صحة الرجال النفسية والجسدية، والتعامل مع ضغوط الأدوار الاجتماعية، ومراجعة العلاقات بين الجنسين.
الهدف النبيل: يركّز اليوم على تحسين العلاقات بين الجنسين، وتعزيز «نماذج رجولة صحية» لا تقوم على القهر أو الهيمنة، بل على الشراكة والمسؤولية.
بهذا المعنى، فإن اليوم العالمي للرجل ليس دعوة للعودة إلى «سلطة الذكر»، بل هو دعوة إلى مراجعة هذه الصورة، والاعتراف بأن الرجال أيضاً يدفعون ثمناً باهظاً للمنظومة المجتمعية التي تنتج التمييز والعنف وعدم المساواة.
قاسم أمين: الرؤية التحررية المزدوجة قبل 120 عاماً
تبرز المفارقة اللافتة في السياق العربي والمصري عند استحضار اسم قاسم أمين (1863-1908).
فمشروعه الشهير الذي ركز على تحرير المرأة، يمكن قراءته اليوم كـ «دعوة مبكرة لتحرير الرجل» وتفكيك بنية الاستبداد داخل الأسرة والمجتمع معاً.
كثير مما يُقال اليوم في أدبيات هذا اليوم العالمي، نجده مبثوثاً في كتابات قاسم أمين قبل أكثر من 120 عاماً.
جوهر مشروع قاسم أمين
في كتابيه «تحرير المرأة» (1899) و«المرأة الجديدة» (1900)، أسس قاسم أمين مشروعه على فكرة محورية وحاسمة: «المرأة إنسان مثل الرجل، لا تختلف عنه في الإحساس ولا الفكر ولا حقيقة الإنسانية إلا بقدر ما يستدعيه اختلاف الجنس».
رأى أمين أن تفوق الرجل ليس «طبيعة أزلية»، بل هو نتيجة تاريخ طويل من إتاحة العمل والتعليم للرجال وحرمان النساء منهما، مما أدى إلى تعميق الفوارق المصطنعة بين الطرفين.
ولم يكن دفاعه عن المرأة قائماً على فكرة «استبدال سلطة بأخرى»، بل على مبدأ المساواة في الإنسانية والحقوق والواجبات.
من تحرير المرأة إلى تحرير الرجل.. حلقة واحدة متكاملة
تذهب بعض القراءات النهضوية المعاصرة لكتابات قاسم أمين إلى أن مشروعه كان أوسع من قضية المرأة بحد ذاتها، بل كان «داعية لتحرير المرأة كى يتحرر الرجل، وكي تتحرر الأمة بأكملها».
هذا الطرح يرتكز على أن المجتمع لا يمكن أن يُخرج «رجالاً ناجحين إن لم يكن لهم أمهات قادرات وواعيات».
صورة الرجل المسؤول لا المستبد
لا يقدم قاسم أمين صورة الرجل بوصفه «الخصم التاريخي» للمرأة، بل بوصفه شريكاً في منظومة غير عادلة، يمكنه هو أن يختار إعادة تشكيلها.
مسؤولية الانحطاط: في «تحرير المرأة»، يحمل قاسم أمين الرجل مسؤولية مباشرة عن انحطاط أوضاع النساء عبر ممارسات مثل تعدد الزوجات بلا مسوغ، والطلاق التعسفي، وحبس المرأة في البيت وحرمانها من التعليم والعمل، واعتبر هذه الممارسات صوراً من «الاحتقار» والاستبداد الداخلي.
الضرر العائد على الرجل: يلفت أمين إلى أن هذا الاحتقار يعود بالضرر البالغ على الرجل نفسه: فجهل المرأة يعني مزيداً من الأعباء عليه، لأنها ستحتاج دائماً إلى «ولي» يدير شؤونها.
وتهميش نصف المجتمع يعني تعطيل طاقات هائلة كان يمكن أن تسهم في بناء الأمة، وغياب شريكة واعية ومتعلمة يفرز أبناء وبناتاً يحملون نفس أمراض الجهل والخوف والتبعية.
هكذا، يتقاطع فكر قاسم أمين مع رسالة اليوم العالمي للرجل الحديثة: فالإنسانية والمساواة هما مبدأ التحرر الذي يخدم مصالح الطرفين، الرجل والمرأة، لتحقيق نهضة مجتمعية شاملة.
ويُضاف إلى ذلك أن التحرر من الأدوار النمطية يسمح للرجل بالتعبير عن عواطفه وتخفيف الضغوط النفسية المتراكمة، وهي تحديات يركز عليها اليوم العالمي للرجل بقوة.
فـ «الرجولة الصحية» هي تلك التي لا تخشى الضعف، وتدعم شريكتها لتكون عنصراً فاعلاً في البناء.
هذا التوافق يرسخ مبدأ أن «الكرامة الإنسانية» هي الأساس المشترك الذي يضمن للرجل والمرأة معاً بناء مستقبل أفضل، خالٍ من التعصب والجمود.
- للرجل
- النساء
- الجسدية
- ضار
- جولة
- الأسر
- الحق
- المساواة
- الفك
- نوفمبر
- كيك
- العرب
- قضايا
- تحرير المرأة
- حبس
- صورة
- التحديات
- الدراسات
- العالم
- العلاقات
- العربي
- الأنظار
- خوف
- المجتمع
- واجبات
- دبي
- دية
- السلوك
- المصري
- كتاب
- صحة
- وقت
- تعلم
- الوقت
- العنف
- حقوق
- أرق
- هنا
- بيع
- الاحتفال
- النفسية
- النفسي
- عمل
- العالمي
- العمل
- صحية
- المرآه
- الخوف
- مصر
- الصحة النفسية
- الصور
- ساني
- الصحه
- اليوم العالمي
- الاجتماع
- القارئ نيوز



