الانتخابات الأمريكية 2024 .. هاريس تسعي لاستعادة ثقة ناخبي الضواحي
تعتبر انتخابات 2024 نقطة تحول حاسمة في السياسة الأمريكية، حيث تسعى كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأمريكي، إلى استعادة دعم الناخبين في الضواحي.
دعت هاريس هؤلاء الناخبين إلى التصرف كما فعلوا قبل ثماني سنوات، حين رفضوا انتخاب غريمهم الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، في انتخابات عام 2016.
هذه الفئة من الناخبين تُعتبر محور التركيز في استراتيجيتها الانتخابية، حيث تعتمد عليها بشكل كبير لتحقيق الفوز في الانتخابات القادمة.
أهمية ناخبي الضواحي في الحملة الانتخابية
تؤكد مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن الرهان على ناخبي الضواحي يمثل جزءًا حاسمًا من حسابات هاريس الانتخابية.
رغم أن ترامب حقق بعض التقدم بين الفئات مثل الرجال السود واللاتينيين، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن الناخبين في الضواحي لا يزال بإمكانهم دعم هاريس وتمكينها من تحقيق النجاح.
تركيز هاريس على هذه الفئة يعكس فهمها العميق لديناميكيات التصويت في هذه المناطق.
نتائج استطلاعات الرأي
أظهرت استطلاعات الرأي، بما في ذلك تلك التي أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن هاريس تتقدم بفارق سبع نقاط مئوية بين الناخبين في الضواحي.
كما أشار تحليل لوكالة رويترز/إبسوس إلى تفوق هاريس بفارق ست نقاط مئوية بين الأسر في تلك المناطق.
إذا استمرت هذه الأرقام، فقد تكون كافية لتعويض التراجع في شعبيتها بين الرجال السود واللاتينيين والشباب، مما يُعزز من فرصها في الفوز في الانتخابات.
تحول فى أصوات الناخبين المتعلمين
تُعتبر الضواحي، وخاصة تلك المحيطة بفيلادلفيا وديترويت وأتلانتا، المكان الذي تتمكن فيه هاريس من تعزيز موقفها الانتخابي.
يُشير جيم ميسينا، الذي قاد الحملة الرئاسية لباراك أوباما، إلى أن الناخبين المتعلمين في الكليات كانوا يُعتبرون جمهورًا جمهوريًا لفترة طويلة، لكنهم الآن يبتعدون عن ترامب.
ويعتبر ميسينا هذا التحول "زلزاليًا" في السياسة الأمريكية، مما يعني أن دعم الناخبين المتعلمين يمكن أن يكون عاملاً حاسمًا في نتيجة الانتخابات.
دور الضواحي في الانتخابات الماضية
يلعب سكان الضواحي دورًا حاسمًا في الفوز برئاسة الولايات المتحدة، ففي انتخابات 2016، تمكنت هيلاري كلينتون من الفوز بمقاطعة "أوكلاند" في ميشيغان بفارق ضئيل، بينما تمكن بايدن في عام 2020 من تحقيق فوز كبير هناك بفارق 14 نقطة.
كما شهدت مقاطعة "باكس" في بنسلفانيا تحولات مشابهة، حيث انتقل بايدن من فوز ضئيل في 2016 إلى فوز أكبر في 2020، مما يدل على أهمية هذه المناطق في تحديد نتائج الانتخابات.
المخاطر المرتبطة بالتركيز على سكان الضواحي
رغم أن الرهان على سكان الضواحي يُعتبر استراتيجية محورية لهاريس، إلا أنه ينطوي على عدد من المخاطر.
يخشى بعض الديمقراطيين أن يكون الاعتماد على المستقلين والجمهوريين المعتدلين الذين يعيشون خارج المدن رهانًا أكثر خطورة من التركيز حصريًا على استقطاب الناخبين الديمقراطيين من ذوي القاعدة الشعبية.
كما يعبّر التقدميون عن قلقهم من التركيز الكبير على دعم الجمهوريين المعتدلين مثل ليز تشيني، مما قد يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على تشكيل الحزب واستراتيجيته في المستقبل.
في الوقت الذي تحتاج فيه هاريس إلى كل دعم ممكن، قد يواجه تركيزها على الضواحي تحديات كبيرة قد تؤثر على حظوظها في الانتخابات.