«الصحة» تحذر من مخاطر الاضطرابات النفسية في مراحل الطفولة والمراهقة
في ظل تزايد الاهتمام بالصحة النفسية على المستوى العالمي، حذرت وزارة الصحة من تزايد مخاطر الاضطرابات النفسية بين الأطفال والمراهقين، مشددةً على أهمية الكشف المبكر وتقديم الدعم النفسي اللازم لهم.
ويأتي هذا التحذير في إطار جهودها للتوعية حول تأثيرات الاضطرابات النفسية في مرحلة الطفولة والمراهقة، وهي فترات حرجة تتشكل فيها شخصية الطفل وتتحدد ملامح تطوره النفسي والاجتماعي.
ما هي الاضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة؟
تشمل الاضطرابات النفسية مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على التفكير والسلوك والعواطف، مثل القلق، الاكتئاب، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) واضطرابات التوحد، واضطرابات السلوك، وغيرها، هذه الاضطرابات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الطفل أو المراهق، وتؤدي إلى مشاكل في التحصيل الدراسي، وصعوبات في العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى التأثير على التطور العاطفي والاجتماعي.
لماذا تعتبر مرحلة الطفولة والمراهقة حساسة؟
مرحلة الطفولة والمراهقة هي مرحلة انتقالية يمر بها الأفراد بين النمو الطفولي والوصول إلى مرحلة البلوغ، في هذه المرحلة، يكون الأطفال والمراهقون عرضة لتغيرات نفسية وبيولوجية كبيرة قد تجعلهم أكثر هشاشة أمام التحديات النفسية، الضغوط الأكاديمية والاجتماعية، إلى جانب التغيرات البيولوجية، قد تزيد من احتمالية ظهور الاضطرابات النفسية.
مؤشرات الاضطرابات النفسية عند الأطفال والمراهقين
توصي وزارة الصحة الأهل والمعلمين بملاحظة بعض المؤشرات التي قد تدل على وجود اضطراب نفسي لدى الأطفال والمراهقين، منها:
1. تغيرات في السلوك مثل العدوانية أو الانعزال.
2. تغيرات في الشهية أو النوم كالأرق أو النوم المفرط.
3. انخفاض الأداء الأكاديمي أو فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
4. شكاوى متكررة من أعراض جسدية بدون أسباب طبية، كآلام البطن أو الصداع.
5. التغيرات المفاجئة في المزاج، مثل الشعور بالحزن أو القلق دون سبب واضح.
أهمية الكشف المبكر
يشدد المختصون في الصحة النفسية على أهمية الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية ومعالجتها في سن مبكرة، إذ يساعد العلاج المبكر في التخفيف من حدة الأعراض ويزيد من فرص التعافي، التردد في طلب المساعدة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويؤثر سلباً على جودة حياة الطفل أو المراهق، بل ويمكن أن يستمر أثر الاضطرابات إلى مرحلة البلوغ.
دور الأهل والمدرسة
تلعب الأسرة والمدرسة دوراً حيوياً في دعم الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، على الأهل والمعلمين العمل على خلق بيئة آمنة ومحفزة تُشجع الطفل على التعبير عن مشاعره، يُنصح كذلك بتوفير المعلومات الصحيحة حول الصحة النفسية وتجنب وصمها، لأن دعم المجتمع والأسرة يُعد من أقوى أسس الوقاية والعلاج.
جهود وزارة الصحة في مواجهة الاضطرابات النفسية
تعمل وزارة الصحة على توسيع نطاق خدمات الصحة النفسية الموجهة للأطفال والمراهقين عبر برامج التوعية، وتقديم استشارات نفسية مجانية، ودعم عيادات الصحة النفسية في المستشفيات والمراكز الصحية.
وتستهدف الوزارة زيادة الوعي بين الأهل حول كيفية مساعدة أطفالهم في الحفاظ على صحتهم النفسية وتوفير الدعم اللازم عند ظهور أي علامات غير طبيعية.
الصحة النفسية للأطفال والمراهقين هي جزء أساسي من الصحة العامة للمجتمع، لذا فإن دور الأهل والمدرسة والمجتمع ككل هو دعم الأطفال والمراهقين في رحلتهم نحو حياة نفسية سليمة ومستقرة.