كل ما تريد معرفته عن مخدر المشروم بعد ضبط كميات كبيرة بالشروق
شهدت منطقة القاهرة الجديدة واقعة أثارت جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية بعد ضبط كميات من مخدر يُعرف باسم “المشروم المخدر”، مما دفع العديد للتساؤل عن طبيعة هذا المخدر.
كشفت تحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية أن أحد العناصر الإجرامية شديدة الخطورة قام بتحويل محل إقامته في منطقة الشروق إلى مزرعة لزراعة فطر “المشروم المخدر”، المعروف باسم “الماجيك مشروم”.
وأوضحت التحريات أن المتهم استخدم بذور مستوردة وصوبًا زراعية مخصصة لهذا الغرض، حيث كان يُجهز الفطر المخدر للترويج بعد تجفيفه أو خلطه بقطع الشوكولاتة.
وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم داخل مقر زراعته وتصنيعه، وعُثر بحوزته على كميات كبيرة من المواد المخدرة، أبرزها:
50 كيلوغرامًا من التربة المزروعة بفطر “الماجيك مشروم” تحتوي على 10 كيلوغرامات من الفطر المخدر.
2 كيلوغرام من فطر “الماجيك مشروم” المجفف.
5 كيلوغرامات من مخدر الهيدرو.
كمية من مخدر الكوكايين.
لتر من مخدر الكيتامين.
لتر من مخدر GHP المعروف بمخدر الاغتصاب.
عدد من قطع الشوكولاتة الممزوجة بفطر “الماجيك مشروم”.
أدوات وخامات زراعية وصناعية تُستخدم في زراعة وإعداد المخدرات.
وبحسب التقديرات الأولية، بلغت القيمة المالية للمضبوطات حوالي 5 ملايين جنيه.
تأتي هذه العملية ضمن جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة انتشار المواد المخدرة، التي تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة والمجتمع، خاصة بين الشباب.
ما هو مخدر المشروم؟
مخدر المشروم هو نوع من المخدرات ذات الأصل الطبيعي، يتم استخراجه من أنواع معينة من الفطريات التي تحتوي على مركبات مخدرة مثل “السيلوسيبين” و”السيلوسين”، تُعرف هذه المركبات بتأثيرها القوي على الجهاز العصبي المركزي، حيث تعمل على تغيير الإدراك وتسبب الهلوسة البصرية والسمعية، يُطلق عليه أحيانًا اسم “الفطر السحري” بسبب تأثيراته النفسية العميقة.
كيف يتم استخدام مخدر المشروم؟
غالبًا ما يتم تناول مخدر المشروم عن طريق الفم، إما بشكل مباشر كتناول الفطر المجفف، أو بإضافته إلى المشروبات الساخنة مثل الشاي، يمكن أيضًا تناوله عبر خلطه في أطعمة أخرى لإخفاء طعمه الذي قد يكون غير مستساغ، بعد تناوله، يبدأ التأثير عادة في غضون 20 إلى 40 دقيقة، ويستمر من 4 إلى 6 ساعات، حسب الجرعة وطريقة الاستخدام.
تأثيراته على الصحة والجسم
يُعتبر مخدر المشروم من المواد ذات التأثيرات النفسية القوية التي يمكن أن تكون مدمرة على المستخدمين. تشمل أبرز التأثيرات:
1.الهلوسة: تؤدي المادة الفعالة في المخدر إلى رؤية أشياء غير حقيقية وسماع أصوات غريبة، ما يغير الإدراك الطبيعي للواقع.
2.اضطرابات المزاج: قد يسبب نوبات من القلق أو الاكتئاب، ويزيد من حدة المشاعر السلبية.
3.مشاكل عقلية: الاستخدام المتكرر يمكن أن يؤدي إلى أضرار دائمة في الصحة العقلية، مثل اضطرابات الإدراك والتفكير.
4.تأثيرات جسدية: تشمل الغثيان، التقيؤ، وتسارع ضربات القلب، وقد يصل الأمر إلى الإغماء في بعض الحالات.
المخاطر الاجتماعية والقانونية
انتشار مثل هذه المواد المخدرة يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع، خاصة بين فئة الشباب التي قد تكون أكثر عرضة لتجربة المخدرات، يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الجريمة، والعنف، وحوادث الطرق نتيجة فقدان السيطرة أثناء التعاطي.
على الصعيد القانوني، يُصنَّف مخدر المشروم ضمن المواد المحظورة في العديد من الدول، بما في ذلك مصر، تُجرم القوانين المصرية حيازة أو تداول مثل هذه المواد المخدرة، وتفرض عقوبات صارمة على المتورطين في ذلك.
كيف يمكن مكافحة انتشار مخدر المشروم؟
1.التوعية المجتمعية: يجب إطلاق حملات توعية لتعريف الشباب بمخاطر المخدرات، بما في ذلك مخدر المشروم.
2.تعزيز الرقابة الأمنية: تكثيف الرقابة على المناطق التي يُشتبه في استخدامها كمنافذ لترويج المخدرات.
3.التعاون الدولي: العمل مع دول أخرى لتبادل المعلومات حول مصادر المخدرات وأساليب تهريبها.
4.دور الأسرة والمؤسسات التعليمية: يلعب الأهل والمدارس دورًا مهمًا في مراقبة سلوك الشباب وتوجيههم.
مخدر المشروم ليس مجرد مخدر عادي؛ فهو يمثل تحديًا جديدًا في معركة المجتمع ضد المخدرات، يتطلب الأمر وعيًا جماعيًا وتكاتفًا بين الجهات الأمنية والمجتمع لمواجهة هذا الخطر المتزايد، عملية ضبط كميات كبيرة منه في الشروق تعد خطوة إيجابية، لكنها تبرز الحاجة إلى المزيد من الجهود لحماية المجتمع من هذا التهديد.
