هل تعود المياه البيضاء بعد الجراحة؟.. اكتشف حقيقة الإعتام الثانوي

تُعد المياه البيضاء أو إعتام عدسة العين من أكثر المشكلات البصرية شيوعًا، حيث تؤثر على جودة الرؤية مع التقدم في العمر أو نتيجة لعوامل أخرى مثل الإصابة بأمراض مزمنة أو التعرض لإصابات في العين، وتُعتبر جراحة إزالة المياه البيضاء وزرع العدسة الصناعية الحل الأمثل لاستعادة الرؤية الواضحة، ولكن بعض المرضى قد يلاحظون بعد فترة من الجراحة عودة الضبابية في الرؤية، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت المياه البيضاء قد عادت مجددًا.

 لا يمكن للمياه البيضاء أن تعود بعد إزالتها، حيث تعتمد الجراحة على إزالة العدسة الطبيعية المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية لا يُمكن أن تصاب بالإعتام، ومع ذلك، قد يعاني بعض المرضى من ما يُعرف بالإعتام الثانوي، وهو حالة مختلفة لكنها تؤثر على وضوح الرؤية بطريقة مشابهة.

ما هو الإعتام الثانوي؟

الإعتام الثانوي، المعروف طبيًا بتليف المحفظة الخلفية للعدسة، يحدث عندما تصبح الكبسولة الخلفية التي تثبت العدسة الصناعية ضبابية بمرور الوقت، وهذه الكبسولة الخلفية هي جزء رقيق من عدسة العين الطبيعية يتم تركه أثناء الجراحة لدعم العدسة الجديدة، ومع مرور الوقت، قد تنمو خلايا من بقايا العدسة الطبيعية على سطح هذه الكبسولة، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية مرة أخرى.

أسباب حدوث الإعتام الثانوي

هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمال حدوث الإعتام الثانوي بعد جراحة إزالة المياه البيضاء، من بينها:

1- العمر، حيث أن المرضى الأصغر سنًا الذين خضعوا للجراحة قد يكونون أكثر عرضة لتطور هذه الحالة، بسبب سرعة تجدد خلايا العين لديهم مقارنة بكبار السن

2- نوع العدسة المزروعة، حيث إن بعض أنواع العدسات الحديثة المصممة بمواد معينة قد تقلل من خطر تكوين الإعتام الثانوي

3- حالة المريض الصحية، مثل مرض السكري أو التهابات العين المزمنة، التي قد تؤثر على عملية التئام الأنسجة بعد الجراحة

4- تقنية الجراحة المستخدمة، فبعض الأساليب الجراحية قد تترك بقايا عدسية أكثر من غيرها، مما يزيد من فرصة حدوث الإعتام الثانوي

أعراض الإعتام الثانوي

تشبه أعراض الإعتام الثانوي إلى حد كبير أعراض المياه البيضاء الأصلية، حيث تشمل:

تشوش الرؤية التدريجي، مما يجعل من الصعب القراءة أو رؤية الأشياء بوضوح

زيادة حساسية العين للضوء، حيث قد يعاني المريض من وهج مزعج عند التعرض للضوء الساطع

تراجع جودة الرؤية الليلية، مما يجعل القيادة ليلاً أكثر صعوبة

الإحساس بوجود غشاوة أو ضبابية أمام العين، وهو شعور مماثل لما كان يعاني منه المريض قبل الجراحة

كيف يتم علاج الإعتام الثانوي؟

لحسن الحظ، يمكن علاج الإعتام الثانوي بسهولة من خلال إجراء بسيط يُعرف باسم قطع المحفظة الخلفية بالليزر YAG، وهو إجراء سريع وغير مؤلم يتم خلال بضع دقائق داخل العيادة دون الحاجة إلى جراحة.

يعمل هذا الإجراء عن طريق استخدام ليزر خاص لإحداث فتحة صغيرة في الكبسولة الخلفية للعدسة، مما يسمح للضوء بالمرور بحرية دون أي عوائق، وبالتالي تعود الرؤية إلى طبيعتها فورًا بعد العلاج، وفي معظم الحالات لا يحتاج المريض إلى أي متابعة علاجية بعد ذلك.

هل يمكن الوقاية من الإعتام الثانوي؟

على الرغم من أنه لا يمكن منع الإعتام الثانوي بشكل كامل، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي قد تقلل من احتمالية حدوثه، وتشمل:

اختيار نوع العدسة بعناية، حيث أن بعض أنواع العدسات الحديثة المصنوعة من مواد معينة تقلل من فرصة نمو الخلايا على الكبسولة الخلفية

متابعة الطبيب بانتظام بعد الجراحة، للكشف المبكر عن أي تغيرات في الرؤية واتخاذ الإجراء اللازم في الوقت المناسب

اتباع تعليمات الرعاية بعد الجراحة، مثل استخدام القطرات الموصوفة من قبل الطبيب والحرص على عدم تعريض العين للملوثات أو الإجهاد الزائد

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا لاحظت أي تراجع في الرؤية بعد جراحة المياه البيضاء، فمن الضروري استشارة طبيب العيون في أقرب وقت ممكن، حيث يمكنه تقييم حالتك وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج بالإجراء الليزري، كما يمكن للطبيب استبعاد أي مشكلات أخرى قد تكون السبب في التغيرات التي طرأت على الرؤية.

وعلى الرغم من أن بعض المرضى قد يظنون أن المياه البيضاء قد عادت بعد الجراحة، فإن الحقيقة هي أن الإعتام الثانوي هو السبب في ذلك، وهو ليس حالة خطيرة ويمكن علاجه بسهولة باستخدام ليزر YAG لاستعادة الرؤية الواضحة بسرعة، لذلك لا داعي للقلق في حال عودة الضبابية بعد الجراحة، بل يكفي استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب والاستمتاع برؤية واضحة دون أي عوائق.