كاتس: "غزة ستصبح أصغر وأكثر عزلة"

أعلن يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي، يوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته الكاملة على محور موراج الاستراتيجي، الذي يمتد بطول 12 كيلومترًا ويفصل بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، قاطعًا بذلك القطاع من الشرق إلى الغرب في خطوة توصف بأنها تحول ميداني كبير ضمن العمليات العسكرية الجارية منذ أكتوبر الماضي.
إعادة ترسيم مناطق النفوذ داخل القطاع
وبحسب ما جاء في تصريح كاتس، فإن المنطقة الممتدة بين محور فيلادلفيا الواقع على الحدود المصرية ومحور موراج، أصبحت رسميًا جزءًا مما تسميه إسرائيل "المنطقة الأمنية"، في مؤشر على نية تل أبيب إعادة ترسيم مناطق النفوذ داخل القطاع، وفرض أمر واقع جديد ميدانيًا وأمنيًا.
كاتس: ستصبح غزة أصغر وأكثر عزلة
في منشور نشره كاتس الوزير الإسرائيلي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال كاتس: "كلما أصرت حماس على رفضها، ازداد نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي تكثيفًا، مع استمراره في إحباط جهود عناصرها وتدمير بنيتها التحتية، ستصبح غزة أصغر وأكثر عزلة، وسيُجبر المزيد من سكانها على النزوح من مناطق القتال".
رسائل تهديد واضحة لحركة حماس
يحمل هذا التصريح رسائل تهديد واضحة لحركة حماس، ويعكس استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية في الضغط العسكري والسياسي لإجبار الحركة على تقديم تنازلات في ملف التفاوض بشأن وقف إطلاق النار والرهائن، الذي لا يزال يراوح مكانه في ظل تعثر الجهود الدولية.
إعادة رسم الخريطة الميدانية لسكان عزة
وأضاف وزير الدفاع أن مئات الآلاف من سكان غزة أُجبروا على النزوح من مناطق القتال نتيجة العمليات العسكرية المكثفة، مشيرًا إلى أن "عشرات بالمئة من أراضي غزة أصبحت جزءًا من المناطق الأمنية الإسرائيلية".
كما لفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم حاليًا بتعميق وتوسيع ما وصفه بـ"منطقة الحدود الشمالية في غزة"، في إشارة إلى المنطقة المحاذية للخط الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948.
تغيير جوهري في سياسة إسرائيل تجاه القطاع
وتشير هذه التصريحات إلى تغيير جوهري في سياسة إسرائيل تجاه القطاع، إذ باتت "المنطقة الأمنية" التي كانت في السابق مجرد خطة نظرية أو إجراء مؤقت تُفرض الآن كواقع عسكري ميداني يمتد على أجزاء واسعة من القطاع، خاصة في الجنوب.
الجيش يحقق تقدمًا في مواجهة حماس
يأتي الإعلان الإسرائيلي في وقت يتزامن مع عيد الفصح اليهودي، ما يضفي على الخطوة أبعادًا رمزية بالنسبة للقيادة الإسرائيلية، التي تحاول إيصال رسائل سياسية للرأي العام الداخلي والدولي مفادها أن الجيش يحقق تقدمًا في مواجهة حماس، رغم تعقيد الأوضاع الإنسانية والضغوط الدولية المتزايدة لوقف القتال.
كما يُنظر إلى السيطرة على محور موراج على أنها نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب، نظرًا لأهميته الجغرافية كونه يفصل بين رفح، المعقل الأخير للنازحين والمدنيين، وخان يونس، المدينة التي شهدت عمليات عسكرية عنيفة في الشهور الماضية.
أبعاد إنسانية مقلقة وانهيار البنية التحتيه
من ناحية إنسانية، تُنذر هذه التطورات بتفاقم الكارثة في القطاع، حيث أدى القتال والنزوح المستمر إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، خاصة في جنوب القطاع الذي بات محاصرًا من عدة جهات.
كما تثير السيطرة على محور موراج مخاوف من تعطيل دخول المساعدات الإنسانية التي تصل عبر معبر رفح، الشريان الأخير المتبقي أمام سكان القطاع.
ردود الفعل الدولية: ترقب وتحذير
حتى الآن، لم تصدر ردود فعل رسمية من القوى الدولية الكبرى، إلا أن مصادر دبلوماسية توقعت أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة الضغوط على إسرائيل، خصوصًا من جانب الولايات المتحدة ومصر، التي تخشى من توسع العمليات باتجاه الحدود المشتركة، وما قد يسببه ذلك من تدفق نازحين باتجاه أراضيها.
وتتزامن هذه التصريحات مع جمود سياسي في مسار التفاوض بشأن هدنة محتملة، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بعرقلة الوساطات، وغياب أي بوادر لحل دائم أو حتى تهدئة مؤقتة.