كوكب الشرق تُشرق من جديد في جيبوتي.. ومصر للطيران تنقل الشعلة

«كوكب الشرق».. وجه الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدني، بتقديم كافة التيسيرات والدعم الكامل واللازم لإنجاح فعاليات الذكرى الخمسين لرحيل كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم، التي أقيمت مساء أمس بمسرح قصر الشعب في العاصمة الجيبوتية، بمشاركة الشركة الوطنية "مصر للطيران" كناقل رسمي للفعالية.
وجاءت مشاركة مصر للطيران في هذه المناسبة، في إطار التعاون المؤسسي وتكامل الأدوار بين وزارات الدولة المختلفة لدعم الأنشطة الثقافية، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية ووزارة الخارجية والسفارة المصرية لدى جيبوتي.
حدث فني هو الأول من نوعه خارج مصر في القارة الإفريقية
«كوكب الشرق».. وتُعد هذه الفعالية هي الأولى من نوعها التي تُنظّم خارج مصر داخل القارة الإفريقية، وتحديدًا في منطقة القرن الإفريقي، إحياءً لذكرى إحدى أعظم رموز الفن العربي، التي تركت أثرًا خالدًا في الوجدان العربي والمصري.
وقد شهد الحفل حضورًا واسعًا من الشخصيات الثقافية والفنية والدبلوماسية، إلى جانب مسؤولي وزارة الثقافة الجيبوتية، وممثلي بعثات الدول الشقيقة، ما يعكس التقدير الواسع لتراث أم كلثوم وعمق التأثير الثقافي المصري في أفريقيا والمنطقة العربية.
تعزيز للعلاقات الثقافية مع أفريقيا
«كوكب الشرق».. أكد وزير الطيران المدني، في بيان رسمي، أن إقامة هذا الحدث يأتي في إطار اهتمام الدولة المصرية بتعزيز الروابط الثقافية والفنية مع الأشقاء الأفارقة، في ضوء توجيهات القيادة السياسية الداعمة للحراك الثقافي والفني، والراغبة في ترسيخ علاقات مصر بأشقائها في مختلف أنحاء القارة.
وأشار الدكتور سامح الحفني إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم المبادرات الثقافية التي تسهم في إبراز الهوية الحضارية لمصر، وتعكس رسالتها الثقافية الممتدة، معتبرًا أن الفن والثقافة من أهم أدوات التواصل والتقارب بين الشعوب.
تكريم لقامة فنية واستمرار للرسالة الحضارية المصرية
وأوضح وزير الطيران المدني أن رعاية مصر للطيران للفعالية تمثل تكريمًا مستحقًا لقامة فنية استثنائية مثل أم كلثوم، وتجسيدًا لدور مصر الثقافي والتنويري الممتد، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود بين مختلف مؤسسات الدولة لضمان تقديم الفعالية بأعلى مستوى من التنظيم والخدمة.
وشدد الحفني على ضرورة التنسيق الكامل بين كافة الجهات المعنية لتوفير أفضل السبل والدعم اللوجستي للوفد الفني والثقافي المشارك في الحدث، بما يليق بمكانة مصر وعمقها الحضاري والفني.
مصر للطيران ناقل وطني للثقافة والفن
من جانبها، حرصت شركة مصر للطيران على توفير كافة الترتيبات اللوجستية المتعلقة بنقل الوفود والضيوف إلى العاصمة الجيبوتية، تأكيدًا لدورها كناقل وطني ليس فقط للمصريين بل للثقافة والفن المصريين إلى العالم.
وأكدت الشركة، في بيان صادر عنها، اعتزازها بالمشاركة في هذا الحدث الفريد، الذي يعكس مكانة مصر الثقافية، ويؤكد على حرصها المستمر على دعم الأنشطة والمبادرات التي تعزز العلاقات المصرية مع محيطها العربي والأفريقي.
تعزيز الصورة الإيجابية لمصر دوليًا
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الدولة المصرية لإبراز الدور الريادي لمصر على الساحة الثقافية الدولية، من خلال دعم تنظيم فعاليات نوعية تسهم في تعزيز الصورة الإيجابية لمصر، وتؤكد على دورها القيادي في المجالات الثقافية والفنية.
الجدير بالذكر أن الذكرى الخمسين لرحيل أم كلثوم هذا العام شهدت اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام العربية والأفريقية، كما لاقت الاحتفالية صدى طيبًا لدى جمهور الفن والموسيقى، في ظل سعي مصر الحثيث لتعزيز قواها الناعمة عبر الثقافة والفن والمبادرات الحضارية الهادفة.
إرث فني يتخطى الحدود
وتظل أم كلثوم، التي لُقبت بكوكب الشرق، رمزا للفن العربي الأصيل، وإرثًا ثقافيًا يعبر حدود الزمان والمكان، حيث تجاوز تأثيرها الأوساط الموسيقية إلى مجالات السياسة والثقافة والاجتماع، وأصبحت صوتًا معبرًا عن الأمة العربية وتطلعاتها.
وقد شكّل إحياء ذكراها في قلب القارة الأفريقية تأكيدًا على أن الفن الراقي لا يعرف حدودًا، وأن رسالة مصر الثقافية ما زالت حية ومؤثرة، تنسج خيوط التواصل بين الشعوب وتعيد رسم ملامح الانتماء المشترك في زمنٍ يتعطش للمعنى والجمال.
ويُنتظر أن تفتح هذه الفعالية الباب لمزيد من الأنشطة الثقافية والفنية خارج حدود الوطن، في ظل الدعم المؤسسي والرؤية الطموحة التي تتبناها الدولة المصرية لنشر ثقافتها وتعزيز مكانتها كمنارة حضارية في محيطها العربي والأفريقي والدولي.