في قلب الشجاعية.. المقاومة الفلسطينية تتفوق والاحتلال يدفع الثمن

أعلن جيش الاحتلال، اليوم السبت، مقتل ضابط برتبة رقيب وجندي آخر، بالإضافة إلى إصابة عدة جنود آخرين، خلال معارك مسلحة عنيفة دارت يوم الجمعة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط تصاعد حدة الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
تفاصيل التحقيق الأولي حول معركة الشجاعية
ووفقًا لتحقيق أولي نشرته وسائل إعلام عبرية، فإن الأحداث بدأت عندما خرجت قوة من لواء الاحتياط 16 التابع لجيش الاحتلال، لتنفيذ عملية هجومية في أطراف حي الشجاعية، وذلك على مسافة تقدر بحوالي كيلومتر ونصف عن السياج الحدودي الذي يفصل بين إسرائيل وقطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن العملية شملت تمشيط المنطقة وتدمير بنى تحتية تستخدمها المقاومة الفلسطينية، وبعد إتمام المهمة، بقيت في المكان وحدة مستعربين «يماس»، وهي قوة خاصة تابعة لحرس الحدود، لتنفيذ كمين ضد مقاتلي المقاومة.
اشتباك مسلح داخل مبنى
وفي حوالي الساعة 16:25 من عصر الجمعة، وصلت خلية مسلحة فلسطينية إلى محيط الكمين الإسرائيلي، وسرعان ما دارت معركة تبادل إطلاق نار عنيفة بين عناصر الخلية الفلسطينية ووحدة «يماس»، داخل أحد المباني بالحي.
وأسفر الاشتباك الأولي عن مقتل أحد مقاتلي وحدة اليماس، وسط فوضى ميدانية كبيرة.
وبحسب التحقيق الإسرائيلي، فقد تطلبت إصابة المقاتل بدء عملية إنقاذ عاجلة، شاركت فيها عدة وحدات إضافية من الجيش، بهدف إخلاء المصابين والعالقين من مكان الاشتباك، إلا أن مهمة الإنقاذ نفسها تعرضت لهجمات متلاحقة من قبل عناصر المقاومة الفلسطينية.
صواريخ مضادة للدروع تستهدف قوات الإخلاء
خلال عملية الإخلاء التي استمرت أكثر من ساعتين، واجهت قوات الاحتلال الإسرائيلية نيرانًا كثيفة، إذ تعرضت لإطلاق نار مباشر، بالإضافة إلى استهداف متكرر بواسطة صواريخ مضادة للدروع.
وذكر التحقيق أنه تم إطلاق خمسة صواريخ مضادة للدروع على الأقل خلال العملية. ففي بداية الاشتباكات، أُطلق صاروخ على مركبة عسكرية وصلت للمشاركة في الإخلاء، مما أدى إلى إصابة جندي بجروح متوسطة.
لاحقًا، استُهدفت دبابة تابعة للكتيبة 46 مرتين بصواريخ مماثلة، لكن دون وقوع إصابات في الهجوم الأول. غير أن الهجوم الثاني، الذي وقع في الساعة 17:39 مساءً، أسفر عن مقتل ضابط من الكتيبة وإصابة جندي آخر بجروح طفيفة.
تجدد الاشتباكات وإصابات إضافية
وبعد نحو نصف ساعة من مقتل الضابط، تجدد الهجوم على قوة عسكرية أخرى، حيث استُهدفت بصاروخ مضاد للدروع، أعقبه إطلاق نيران بالأسلحة الخفيفة من قبل عناصر المقاومة الفلسطينية.
وأسفرت هذه الهجمات المتلاحقة عن إصابة مقاتلين آخرين بجراح متوسطة.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن المعركة في الشجاعية كانت شديدة التعقيد والخطورة، مشيرة إلى أن قوات الإنقاذ واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى المصابين تحت وطأة كثافة النيران الفلسطينية.
تصاعد خسائر الجيش الإسرائيلي
تأتي هذه الخسائر في وقت يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تصاعدًا ملحوظًا في عدد القتلى والجرحى خلال عملياته داخل قطاع غزة.
وقد أعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، خلال الأيام الماضية، مسؤوليتها عن تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في عدة مناطق، كان آخرها في حي الشجاعية وحي التفاح وشرق بلدة بيت حانون شمال القطاع.
وأكدت كتائب «القسام» أنها تمكنت من تفجير عبوات ناسفة واستهداف آليات عسكرية وقوات راجلة باستخدام صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون، مما ألحق بالجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
تداعيات ميدانية مستمرة
أثارت الخسائر الأخيرة حالة من الإرباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وسط دعوات متزايدة لمراجعة الخطط العملياتية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل حي الشجاعية، والتي تشهد نشاطًا مكثفًا لعناصر المقاومة.
وفي المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها مستمرة في تكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة، وأن مقاتليها مستعدون لخوض معارك طويلة الأمد، مشيرين إلى أن الكمائن الأخيرة ما هي إلا جزء من خطة أوسع لاستنزاف قوات الاحتلال داخل القطاع.
ومع تصاعد المواجهات واتساع رقعتها، تبدو الأيام المقبلة مرشحة لمزيد من التصعيد الميداني، وسط مخاوف إسرائيلية من اتساع نطاق الخسائر وتعقيد مهمة قواتها المتوغلة في غزة.